تفخيخ البحر الأحمر.. خطة إيرانية بأيدٍ حوثية لضرب الملاحة الدولية
السياسية - Wednesday 16 November 2022 الساعة 05:35 pm"تفخيخ البحر الأحمر وباب المندب"، عنوان اجتماع رئيس ضم قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني مع قادة في ميليشيات الحوثي خلال الفترة الماضية في مدينة الصليف بمحافظة الحديدة، غرب اليمن.
التسريبات التي أطلقها قيادي سابق في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، بشأن ترتيبات لثالوث الملالي الإيراني لشن عمليات إرهابية ضد سفن تجارية في البحر الأحمر وباب المندب، أكدها القيادي الحوثي البارز أبو علي الحاكم –الرجل العسكري البارز في الميليشيات الحوثية- والذي خرج بتصريحات بعد ساعات من تسريب الاجتماع وما دار فيه.
وألمح القيادي الحوثي بشكل واضح إلى صحة تلك الترتيبات عبر تصريح مقتضب أكد فيه أن التوجيهات الإيرانية تقضي بالتركيز على المواجهة البحرية، حيث اعتبرها أشد من أي مواجهة أخرى، ما يتطلّب العمل لها بشكل دقيق وجيّد وبجهود أكبر، حسب تعبيره. في إشارة إلى عمليات إرهابية مرتقبة سيشهدها البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية قبالة سواحل الحديدة.
وبالرغم من أن التهديدات الحوثية بضرب الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ستؤدي إلى اغلاق ميناء الحديدة الذي يعد منفذا رئيسيا ووحيدا لوصول الغذاء والوقود لمناطق سيطرتها، إلا أن الميليشيات ستضحي به لصالح تنفيذ الأهداف والأجندة الإيرانية دون مبالاة بحياة الشعب والمواطنين في مناطق سيطرتها.
التركيز على استهداف الملاحة الدولية ليس بغريب على الميليشيات الحوثية، التي نفذت وشنت خلال السنوات السابقة الكثير من العمليات الإرهابية التي نفذتها قبالة سواحل الحديدة والبحر الأحمر عبر زوارق مفخخة ولا تزال الالغام ذات الصناعة الإيرانية متواجدة في مياه البحر وتهدد حركة السفن والملاحة الدولية المارة عبر مضيق باب المندب.
التهديدات الحوثية بحرب بحرية كما اسموها ضد التحالف العربي في باب المندب، جاءت متزامنة بشكل كبير مع تهديدات أخرى أطلقتها إيران لاستهداف مضيق هرمز، حيث يعد المضيقان منفذين حيويين للتجارة البحرية وامدادات الطاقة للعالم، وتسعى إيران لابتزاز العالم من خلال التهديد بعرقلة حركة الملاحة الدولية العالمية وفرض شروطها سواء على صعيد مفاوضات الملف النووي الذي وصل لطريق مسدود أو لابتزاز دخول المنطقة.
>> اجتماع "إيراني ـ حوثي - لبناني" في الحديدة لشن هجمات إرهابية في البحر الأحمر وباب المندب
وفي الوقت الذي لا تزال دول العالم والمنطقة ترفض دعوات مجلس القيادة الرئاسي في اليمن بتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، يواصل الحوثيون إرسال التهديدات وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد الموانئ النفطية في كل من محافظتي شبوة وحضرموت. إلى جانب التصعيد العسكري البري واستهداف المناطق المحررة وعودة القصف العشوائي وقتل المدنيين.
توسيع نطاق التصعيد الحوثي من البر إلى البحر عبر المسيرات يشكل انعطافة خطيرة في سير الحرب، وفي ظل استمرار المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية التأكيد على التزامهم بالتهدئة والرغبة في تمديد الهدنة التي تنصلت منها الميليشيات الحوثية في مطلع أكتوبر الماضي.
الكثير من المراقبين يؤكدون أن ما تقوم به مليشيا الحوثي من استهداف للموانئ اليمنية، أو تهديداتها لشن حرب بحرية في باب المندب "إنما هو قرار حرب إيراني"، ومرتبط بشكل كبير بـ"الوضع داخل إيران.
وأكد المراقبون أن اليمن هي الورقة الأكثر أهمية لإيران، وهي المنقذ للخروج من مأزقها الداخلي في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تهدد كيان النظام في طهران، وتحرك الحوثيين وتصعيد عملياتهم في ظاهرة الضغط على الحكومة والتحالف لتنفيذ شروطهم في حين أن الواقع الخفي أن سقف مطالبهم سوف تتصاعد بشكل كبير لما فيه خدمة إيران وتثبيت مصالحها في اليمن.
السكوت على التهديدات الحوثية واستمرار هجماتها على الموانئ النفطية في اليمن، سيكون له أضرار اقتصادية بالغة ليس على مستوى الداخل اليمني بل على العالم، كون الطرق والممرات البحرية في مضيق باب المندب تحتل أهمية بالغة في نقل وتجارة الطاقة، إذ من خلالها يُنقَل 62% من كميات النفط العالمي، مما يعني أن إضرار الحوثيين بالأمن الملاحي يشكل تحدياً حقيقياً.
ويؤكد أستاذ الصحافة والإعلام في جامعة عدن الدكتور صدام عبدالله أن سبب استمرار مليشيات الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت المدنية والملاحة الدولية، التخاذل الدولي الذي لم يقم بأي إجراءات للضغط لإيقاف هذه التهديدات الخطيرة.
وأضاف عبدالله، إن تمادي مليشيات الحوثي وجبروتها في استخدام مختلف الأعمال الإرهابية، لقصف المدنيين والمنشآت المدنية والملاحة الدولية ناتج عن تخاذل المجتمع الدولي، مضيفا إن المجتمع الدولي بات يكتفي فقط بالتنديد والشجب وممارسة الضغوط على الأطراف الأخرى لتحقيق رغبات ومطالبات الحوثي غير المشروعة.
ويرى أستاذ الصحافة والإعلام أن تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية أصبح مطلبا شعبيا لا بد من تحقيقه، وأيضا خطوة تصعيدية لإيقاف الهجمات الإرهابية بحق المنشآت النفطية أو الملاحة الدولية.