فخَّخ الحوثي عقول الأبناء بالإرهاب ففجَّروا رؤوس أقاربهم بالرصاص

تقارير - Tuesday 27 December 2022 الساعة 07:15 am
عدن، نيوزيمن، هديل محمد:

لا يكاد يمر أسبوع دون وقوع جريمة قتل ضحيتها أقارب القاتل أو أحد والديه أو كلاهما في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، ينفذها أحد مسلحيها الذين تم تعبئتهم فكرياً، في تصاعد مريع لسلسلة جرائم القتل الأسري، في المناطق الخاضعة لسيطرة ذراع إيران، والتي باتت تشكل ظاهرة خطيرة متكررة نتيجة التعبئة الفكرية الطائفية، وعملية تفخيخ العقول التي تنتهجها المليشيا الإجرامية لتفخيخ عقول المغرر بهم في صفوفها من الصبيان والشباب، من خلال دوراتها التي يتم من خلالها تلغيم عقول المجندين في صفوفها بثقافة القتل وخطاب الكراهية، واقناعهم بتقديس زعيم المليشيا، وتلقينهم أن طاعته من طاعة الله، والولاء له ولاء لله، وأن طاعته أوجب من طاعة الوالدين لأن طاعته تقودهم إلى الجنة.

ومع تحشيد ذراع إيران للمقاتلين في جبهاتها، منذ العام 2015، بعد إخضاعهم للدورات التعبوية الطائفية، تحولت جرائم "قتل الأقارب" من حالات فردية نادرة، إلى ظاهرة تصاعدت بشكل كبير، في ظل مواصلة المليشيا الكهنوتية التعبئة الفكرية التي تهدف من خلالها إلى تفخيخ عقول الشباب بثقافة الموت والقتل، ومن خلال المخدرات التي توهم المليشيا مجنديها بأنها تمنحهم الشجاعة والإقدام، ليسهل تحويلهم إلى قتلة، قبل الزج بهم في أتون معاركها وجبهاتها فيقتل الكثير منهم ويعود البعض بعد أن تشبعوا بثقافة القتل وبالكراهية للمجتمع، ما يجعلهم يقدمون على قتل الرافضين لمشروع المليشيا الانقلابي والطائفي، أو من ينتقد المليشيا أو زعيمها وإن كان من الأقارب أو من الوالدين.

ويعزو باحثون أسباب تزايد ظاهرة قتل الأقارب في مناطق سيطرة الذراع الإيرانية في اليمن، إلى غسيل الأدمغة الذي قامت به هذه المليشيا الإرهابية طيلة السبع سنوات الماضية، وما خلفه التحشيد والفرز العنصري والطبقي، وحشد الأطفال للجبهات أدى إلى تصدع كبير داخل الأسرة مما سبب حالة من التفكك والاختلاف والصراع داخل الأسرة الواحدة التي تعد نواة المجتمع.

ورصد "نيوزيمن" عدداً من أبشع جرائم القتل الأسري التي ارتكبتها قيادات وعناصر موالية لمليشيا الحوثي الإرهابية بحق أفراد من أقاربهم خلال الأعوام 2020، 2021، 2022.

ففي ديسمبر الجاري أقدم المدعو ضيف الله عبدالله خميس، الذي يعمل مشرفًا للمليشيا الحوثية في منطقة خربة بمنطقة سعوان بصنعاء، على تعذيب شقيقه الأكبر "عبدالإله"، حتى الموت بالتعاون مع عناصر حوثية أخرى، بعد أن قاموا باستدراجه في ساعات متأخرة من الليل، وتكبيل يديه وتعذيبه حتى ينطق "الصرخة" الحوثية، لكنه رفض فتناوبوا عليه بالضرب وأطلقوا عليه النار، وتركوه ينزف حتى الموت.

قبل ذلك بأيام، أقدم مشرف حوثي يدعى فواز المدغري "أبو جبريل"، على إعدام زوجته الحامل "إيمان يوسف سعد غالب موسم"، شنقاً، في مديرية كسمة بمحافظة ريمة، بعد تعذيبها على مدى شهر كامل.

وفي مديرية المخادر في محافظة إب، أقدم مشرف حوثي يدعى عيسى محمد الحبابي، على محاولة اغتيال والده السبعيني بعد أن أطلق صوبه عدة رصاصات، في منطقة مفرق رهيش التابعة للمديرية نفسها، لكن الأب نجا منها بأعجوبة.

سبق تلك الحادثة بيوم، إقدام مسلح حوثي آخر يدعى حسن علي سويد، ويعمل مرافقاً لقيادي في المليشيا يشغل منصب مدير مديرية الشغادرة بمحافظة حجة، على قتل شقيقه الأكبر رمياً بالرصاص، بدم بارد، على خلفية نشوب جدال بينهما حول «الولاية» وأحقية السلالة الحوثية في الحكم.

ومطلع نوفمبر الماضي أقدم مجند حوثي عائد من جبهات المليشيا يدعى فارس مفلح الوادعي، على قتل والده بعد خلاف دب بينهما في منزلهما الكائن بقرية الحزيز بعزلة وادعة، في مديرية بني صريم بمحافظة عمران، عقب عودة الابن من إحدى الجبهات بعد غياب عن أسرته دام نحو 3 سنوات.

وفي ذات الشهر، أقدم مجند حوثي يدعى عصام المقري، على قتل زوجته وعمته حرقاً في منزلهم الكائن بحارة الشعب في مذبح بصنعاء، عقب عودته من دورة تعبوية استمرت 3 أشهر، حيث قام فور وصوله المنزل بجمع زوجته وعمته داخل غرفة واحدة، وأشعل الحريق فيهما باستخدام البنزين.

وفي يوليو الماضي، أقدم شاب متحوث يدعى أحمد محمد أبو راس على قتل والده المسن في منطقة "بني هفج" بمديرية "بني قيس" في محافظة حجة، بعد أن قام بإطلاق وابل من الرصاص على والده، وقام بسحل جثته عقب الجريمة.

وفي ذات الشهر، أقدم مسلح حوثي عاد من جبهات القتال يدعى أصيل محمد مناوس، على قتل شقيقه في صبيحة أول أيام العيد، بمدينة عمران، حيث قام بإطلاق النار على شقيقه وقتله بدم بارد بعد خلاف شخصي بينهما.

وتصدرت محافظة إب، قائمة ضحايا القتل الأسري؛ فخلال شهر مايو الماضي فقط، سُجلت أكثر من 23 حادثة قتل أقارب راح ضحيتها ما يزيد عن 35 شخصاً، وفي سبتمبر الماضي سُجلت أربع حالات قتل في ذات المحافظة، كانت أشدها بشاعة قيام شاب حوثي بقتل أمه ذبحا بالسكين في منطقة العدين، غربي المحافظة.

ولم تسلم محافظة الحديدة الوديعة والمسالمة من هذه الظاهرة، ففي مايو العام الماضي 2021، أطلق مسلح حوثي يدعى محمد قايد نصر، النار على ستة من أفراد أسرته في مديرية "جبل راس" بمحافظة الحديدة، موديا بأربعة منهم فيما أصيب اثنان آخران.

وفي يوليو 2021، أقدم القيادي الحوثي المدعو وليد عز الدين الذي يعمل مدربا قتاليا لدى المليشيا، على قتل والدته في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار رمياً بالرصاص بعد فشله في قتل والده الذي صوب نحوه 13 رصاصة أخطأت هدفها، وكان القاتل يصف والديه بالتكفيريين لمعارضتهما مشروع المليشيا الطائفي.

وجاءت تلك الجريمة عقب أيام من جريمة أخرى مماثلة ارتكبها مجند حوثي بمحافظة المحويت يدعى محمد الحرازي، حيث باشر بإفراغ عدة رصاصات في صدر والديه وأرداهما قتيلين بحجة أنهما على ضلالة ويرفضان اتباع نهج الجماعة الحوثية.  

وفي جريمة بشعة، في يونيو 2021 سبقت الجريمة السابقة بأيام قليلة، أقدم مسلح حوثي يدعى محمود حسن، العائد من إحدى الجبهات، على قتل والده في الحيمة الداخلية بريف صنعاء رميا بالرصاص ثم قيامه بفصل رأسه عن جسده وتوجيه عدة طعنات له في الظهر بعد وفاته.

أما مديرية شرعب السلام بمحافظة تعز التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية فقد شهدت في يونيو 2020 ارتكاب شاب متحوث جريمة مروعة بحق أسرته، حيث قتل والده ووالدته وأخته الكبرى وأخاه وامرأة أخرى وإصاب شقيقتيه بجروح خطرة.

وفي فبراير 2020، أقدم مسلح حوثي عائد من جبهة الضالع، يدعى مساعد جمال القهبري من أبناء منطقة بيت الكوماني بمديرية عنس في محافظة ذمار على قتل والده، بعد أن أطلق الرصاص على رأسه مباشرة، على خلفية محاولة والده منعه من العودة للقتال إلى جانب مليشيا ذراع إيران في اليمن.