بالألوان.. "المعماريون الجدد" يُفعّلون هوية عدن بمحاكاة معالمها البارزة

الجنوب - Friday 13 January 2023 الساعة 07:10 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

تحت اسم "المعماريون الجدد"، استطاع فريق عدني إبراز أهم معالم العاصمة عدن التاريخية ومتنزهاتها ومرتفعاتها وأوديتها وشجرها وأمواجها، بمحاكاة وألوان من خلال إبداعهم ومهاراتهم في البرامج المعمارية.

"المعماريون الجدد"، هم مجموعة معمارية تأسست في العام 2019م، من محافظة عدن، تطمح لتغيير تصاميم مباني العاصمة لخلق وتقديم صورة أكثر إشراقاً للعالم.

استغل هذا الفريق الهندسي المعماري، مهاراته في برامج المعمار، لإبراز تاريخ عدن عبر معالمه البارزة التي تعرضت للإهمال ولعوامل التعرية والحرب التي مرت بها، عن طريق إعادة بنائها بالشكل واللون التي كانت عليه في السابق وبشكل متطور وأكثر اشراقاً، مع سرد المعلومات التاريخية لكل معلم عند النشر.

وجاء اسم "المعماريون الجدد"، من فكرة تجميع أول أحرف من أسماء الفريق، ليصلوا إلى كلمة Neo Architects، فكلمة Neo اسم يجمع معنى جديد، حديث، إحياء، معدّل، لتنطلق صفحة خاصة على منصة الفيسبوك باسم: Neo Architects أي المعماريون الجدد.

وعن المعلومات يقول فريق المعماريون لـ"نيوزيمن"، لاحظنا عدم معرفة الأكثرية بتاريخ عدن وبأبرز المعلومات التاريخية لها فحاولنا أن نبرزها بالشيء الذي نستطيع، وبرغم شحة المعلومات والعراقيل من الأكثرية وعدم التعاون في الكثير من الأشياء خاصة بالبحث عن المخططات التاريخية لها، إلا أننا والحمد لله استطعنا العثور على الكثير من المعلومات المفيدة لنا من بعض المحبين لعدن وتاريخها والتي من خلالها استطعنا رسمها بنفس قياسها على الواقع تقريباً.

وأضاف، كان هدفنا الرئيس أن نبرز ونوصل لأكبر عدد من الناس عن تاريخ هذه المعالم عبر عدة مصادر. وتم إيصالها لجمهور عدن عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وواتس، وبهذا لاحظنا إعجاب وانجذاب الكثير من الناس ومشاركتهم لهذه المعالم.

ودعا فريق المعماريين المنظمات العالمية المهتمة بهذه الجوانب، المشاركة مع قسم الآثار وبعض المحبين لهذه المعالم، بإعادة وترميم المعالم، وإعادة رموز المدينة والتي كانت تجلب الكثير من السياح لمشاهدتها.

الجدير بالذكر أن هذا الفريق بدأ العمل بشكل فردي حباً منه لمدينة الحب والسلام "عدن"، لتبدأ عدوى إيجابية انتقلت للكثير ليبدأوا بإبراز معالم العاصمة أيضا.

رواد السوشيال ميديا تداولوا هذه المحاكاة التي كانت الأولى من نوعها، معبرين عن شكرهم وإعجابهم لهذه الأعمال الطوعية، مطالبين بالاهتمام بالمعالم التاريخية وإعادة ترميمها.

أعمال معماريي عدن

المتحف الحربي 

ومن بعض هذه الأعمال، المتحف الحربي (مدرسة الإقامة سابقاً)، حيث بدأ تأسيس هذه المدرسة في عام 1866م من خلال طلب تقدم به المقيم السياسي لمستوطنة عدن إلى حكومته في بومباي مقتراحاً افتتاح مدرسة حكومية، وبعد الموافقة على الاقتراح، افتتحت المدرسة وسميت بمدرسة (Residency School) أي مدرسة الإقامة وكانت تضم إلى جانب أبناء عدن أبناء الجنود من الجنسيات المختلفة.

وبعد الحرب العالمية الأولى وبسبب الحاجة لإعداد كوادر جديدة فتحت مدرسة السيلة بكريتر عام 1918م، وكانت تشمل طابقا واحدا وقد سميت باسم "السيلة" نظراً لموقعها على مجرى سيلة الطويلة التي يتدفق منها فائض مياه صهاريج المدينة إلى البحر، وتم تشييد هذه المدرسة وفقاً للطراز الهندسي الفيكتوري الهندي. وتعتبر مدرسة الإقامة (السيلة) معلماً من المعالم التاريخية المهمة والبارزة والعريقة في مدينة كريتر.

ففي عام 1920م وبعد استكمال بنائها أصبحت أول مدرسة حكومية ابتدائية مجانية في الدول العربية باستثناء مصر. وتحول مبنى المدرسة في عام 1970م إلى مبنى المتحف العسكري. المصدر كتاب معالم عدن لصاحبه جمال محمد أحمد دين صفحة 103-104

منارة عدن:

أحد المعالم التاريخية لكريتر بمدينة عدن، يفيد بعض المؤرخين إلى أن بناءها يعود إلى ما قبل حوالي 1200 عام، وأنها كانت منارة لمسجد قديم تهدم. وتقوم المنارة على قاعدة مضلعة وتأخد شكلا مخروطياً مثمن الأضلاع، ويقدر طولها كاملا حوالي 21 مترا مقسمة على ستة طوابق، ويوجد بها سلم دائري حلزوني يبلغ عدد درجاته 68 درجة.

استخدم الفريق الهندسي في هذا العمل البرامج الآتية: 

‏Autocad

‏Sketchup

‏Lumion 10

‏Photoshop

بيج بن التواهي:

يعود بناؤها إلى عام 1890، متوقفة عن الدوران منذ نحو ربع قرن وعادت للدوران في فبراير 2012. وتقبع الساعة على مرتفع تل بمنطقة بمحاذاة ميناء عدن شيده البريطانيون أيام استعمارهم لعدن والذي بدأ في 1839 وانتهى في1967.

شيد هذا الصرح منذ أكثر من 120 عاماً، صممها مهندسون بريطانيون وفقاً لتصميم ساعة بيج بن في لندن ووصفوها بأنها "بيغ بن العرب" أو "بيغ بن الشرق".

تم تشييد ساعة بيغ بن عدن في عام 1890 بمشاركة عدد من أمهر المهندسين البريطانيين اشتركوا في تصميمها وبنائها مع عدد من العمال المحليين.

والصرح عبارة عن مستطيل الشكل وسقفه أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع مطلي بالقرميد الأحمر.

ويبلغ قطرها حوالي متر من الأربع الجهات وعرضها 1,5 متر وارتفاعها 22 متراً، بداخلها سلم حديدي ذو سمك خفيف وشكل حلزوني يمتد حتى أعلى الساعة تطل على البحر مباشرة وعلى ضاحية منطقة التواهي. 

كانت عقارب الساعة نهاية دورانها لساعة كاملة تصدر رنةً قوية يصل صداها إلى الجميع ويسمعه أهالي الأحياء المجاورة في مدينة عدن وخصوصاً في الليل حين يخيم الصمت والهدوء في المنطقة.

كان مبنى الساعة يدار من قبل حراس متخصصين يقومون بتعبئتها يدوياً بعد كل ساعة، ولكن مع مر السنين تعرض المبنى لعوامل التعرية بجانب إهمالها لتتوقف في منتصف ستينيات القرن الماضي، ثم أجريت لها صيانة في عام 1983 ليعاد تشغيلها لثلاث سنوات وبعدها توقفت مجدداً بسبب أحداث المواجهات الدموية التي شهدتها مدينة عدن في يناير 1986 وعندئذ توقفت الساعة وتعرضت أغراضها للنهب وتحولت بعض أجزائها إلى خردة تباع في السوق السوداء.

بعد حرب 1994م تم نهب أكثر محتويات الساعة وبيعها وتوقفت بشكل كامل ظلت الساعة لعقود تذكّر مواطني عدن بأيام الإنجليز. 

قضت الملكة إليزابيت الثانية أياماً من شهر العسل عام 1954 في فندق كريسنت في التواهي التي تقع فيها الساعة. وأمرت الملكة بزيادة أيام شهر العسل إلى شهر آخر بعد ارتياحها في مدينة عدن، التي كانت تسمع كل صباح ومن على شرفات نوافذ جناحها في الفندق دقات الساعة.

البرامج المستخدمة في هذا العمل:

‏Sketchup

‏Lumion 10

‏Photoshop