مصادر: سعي حوثي للاستحواذ على دعم أممي مخصص لنزع الألغام في الحديدة
السياسية - Wednesday 08 February 2023 الساعة 07:16 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:
خرجت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) بتصريحات جديدة حول زيارة رئيسها الجنرال مايكل بيري إلى مناطق في جنوب محافظة الحديدة، ولقائه عددا من السكان المدنيين فيها.
ونشرت البعثة على حسابها في منصة تويتر تصريحاً حول قيام الجنرال بيري بزيارة السكان المدنيين في مديريات جنوب محافظة الحديدة، وأنه تفاعل مع الناس واستمع إلى قصصهم وشهِد التأثير المدمر الذي خلفه الصراع على حياتهم وسبل عيشهم.
وأوضحت البعثة: "ففي الدُريهمي، زار الجنرال بيري مدرسةً والتقى مع (مـّودة) البالغة من العمر ثماني سنوات والتي تستحق، مثل العديد من الفتيات الصغيرات في اليمن، مستقبلاً تستطيع فيه أن تكبُر وتتعلم بسلام. وفي زبيــــَد، تحدث بيري إلى أمٍ فقدت ابنها والتقى رجالًا -كبارًا وصغارًا، أصيبوا بإصابات غيرت حياتهم".
وبحسب التصريح: "دُهش بيري لقدرة اليمانيين الذين التقى بهم اليوم على التكيف، وأكد التزام بعثة اونمها بمواصلة العمل مع الأطراف لتحقيق الاستقرار الدائم والعودة إلى الحياة الطبيعية لسكان الحُديدة".
تحركات رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) كانت مُسيرة وتحت إشراف قيادات بارزة في ميليشيات الحوثي. واقتصرت على مناطق خاضعة لسيطرتهم بعيدا عن المناطق التي تشهد أوضاعا معيشية صعبة.
كما أن زيارة رئيس البعثة كانت محددة لمناطق في الدريهمي وزبيد، وتم تحديد خط سيرها من قبل الحوثيين الذين رفضوا السماح للبعثة بالتنقل والتوجه صوب مناطق خط التماس والمناطق المحررة من سيطرتهم، خشية التعرف وفضح الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين هناك.
تفاصيل مغايرة
وظهرت الميليشيا الحوثية عبر وسائل إعلامها بتفاصيل مغايرة عن التي نقلها مكتب البعثة الأممية في الحديدة وأسباب الزيارة التي قام بها رئيس البعثة الجنرال بيري إلى مناطق جنوبي الحديدة.
وبحسب مصادر محلية في الحديدة لـ"نيوزيمن": أن زيارة رئيس البعثة الأممية والوفد المرافق له تم الإعداد لها والموافقة عليها بشكل سريع من قبل الحوثيين الذين ظلوا يماطلون ويرفضون خلال أشهر ماضية إجراء البعثة أية نزول ميداني أو تحركات.. موضحة أن الزيارة التي قام بها رئيس البعثة الجنرال بيري قبل أيام اقتصرت على بعض المناطق المحددة من قبل الحوثيين، وتم إنزاله في مواقع وأماكن محددة كانت مسرحاً لعمليات عسكرية سابقاً وادعت الميليشيات أنها دمرت بفعل قصف التحالف والقوات المشتركة بالساحل الغربي.
وأوضحت المصادر أن رئيس البعثة إلتقى مواطنين ممن أصيبوا بألغام ومتفجرات حوثية، وتم إجبارهم من قبل الحوثيين على الإدلاء بشهادات مزورة بهدف تحميل القوات المشتركة والتحالف المسؤولية والحصول على دعم أممي مخصص لنزع الألغام.
وأضافت المصادر، إن بعض العناصر التي جرى لقاؤها من قبل رئيس بعثة الأمم المتحدة الجنرال مايكل بيري، كانت لمسلحين حوثيين أصيبوا في معارك مع القوات المشتركة في الساحل الغربي خلال الفترة الماضية. وتم تقديمهم على أنهم جرحى ألغام ومتفجرات زرعتها القوات المشتركة.
خفايا الزيارة
وكشفت المصادر خفايا الزيارة السريعة التي قام بها رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة لجنوب الحديدة تحت إشراف ومراقبة الحوثيين. موضحة أن سبب الزيارة هو محاولة الحوثيين الاستحواذ على دعم كبيرة ستقدمه البعثة لصالح الجانب الحكومي في جانب نزع الألغام وهو ما ترفضه الميليشيات وتحاول عرقلته من خلال إقناع البعثة بأحقيتهم بالدعم القادم عبر زيارات صورية وتقديم ضحايا وشهادات مزيفة.
برزت تصريحات القيادات الحوثية المرافقة لرئيس البعثة الأممية، بينهم عضو لجنة إعادة الانتشار المدعو محمد القادري، لتؤكد مطالبة الحوثيين بتسليمهم كامل الدعم المخصص لنزع الألغام الذي ستقدمه البعثة قريباً.
ونشرت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرتهم، تصريحات للقيادي الحوثي القادري قال فيها: إن بعثة الأمم المتحدة تماطل في تسليمهم معدات وتجهيزات لازمة لتطهير الألغام في مديريات الحديدة والتي نتج عنها سقوط ضحايا ومخاطر بيئية وصحية على الأعيان المدنية، على حد وصفه. وقدم القيادي الحوثي ادعاءات بأن مناطق جنوب الحديدة ملوثة بالألغام والقنابل العنقودية، وطالب من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة العمل على تطبيق مخرجات اتفاقية السويد والمتمثل بحماية المدنيين وتسليمهم معدات نزع الألغام لتقليل الخسائر البشرية التي تعاني منها تلك المناطق.
تواطؤ سابق
وكانت الميليشيات تحصلت على دعم سابق من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" وبرنامجها الإنمائي في صنعاء بمبلغ 167.221.136 مليون دولار خلال الفترة من 2016 وحتى 2022م، تحت مسميات نزع الألغام.
وفند تقرير سابق لعدد من المنظمات الحقوقية حمل عنوان «دعم الموت.. شراكة في الجريمة»؛ أنواع الدعم الأممي للحوثيين والذي تضمن 420 سيارة حديثة منها 20 سيارة دفع رباعي، سلمها البرنامج الإنمائي للحوثيين بحجة دعم جهود نزع ومكافحة الألغام و400 سيارة دفع رباعي تحت مسميات مختلفة منها الخدمات الإسعافية وخدمات الرش.
وأعادت مصادر يمنية سبب تلكؤ البعثة الأممية في الحديدة تسليم الدعم للحوثيين هو فضائح الفساد التي جرى تسريبها وتوثيقها بالأرقام من قبل منظمات مدنية، غير حكومية، أواخر العام الماضي.
