بين السلام والاستسلام للحوثي.. حزم الجنوب وشتات الشمال

تقارير - Tuesday 14 February 2023 الساعة 09:14 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

حذر عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي من تحويل مساعي السلام مع جماعة الحوثي إلى عملية استسلام للجماعة، في ظل غموض يكتنف هذه المساعي.

وتدور منذ أسابيع تحركات دبلوماسية واسعة للأمم المتحدة بدعم دولي وإقليمي بهدف التوصل إلى اتفاق موسع للهدنة في اليمن، كمدخل نحو مفاوضات لحل الصراع الدائر في البلد منذ 8 سنوات.

أبرز هذه التحركات تتمثل بالوساطة التي تديرها سلطنة عُمان بين جماعة الحوثي من جهة والسعودية والمجتمع الدولي من جهة أخرى، دون الإفصاح عن تفاصيلها، وهو ما أثار الجدل والتكهنات في الأوساط اليمنية، وسط مخاوف عميقة من حصول جماعة الحوثي على مزيد من التنازلات تحت مبررات السلام وإنهاء الحرب.

هذه المخاوف من سرية وغموض هذه التحركات، دفعت بالعولقي إلى التنبيه عبر منشور له في صفحته على "الفيس بوك" والحديث عن وجود "فرق كبير جداً بين السلام مع الحوثي وبين الاستسلام للحوثي".

القيادي بالمجلس الانتقالي أكد، في منشوره المقتضب، على أن "الجنوب في الحالتين خط أحمر"، متوعداً من تجاوز ذلك بالقول: "ومن كذّب جرّب"، في رسالة تحذير واضحة من الانتقالي من تجاوز مطالب أبناء الجنوب في إعداد أي تسوية سياسية قادمة.

رسالة العولقي أكد عليها رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي بحضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، في تصريح له الأحد حذر فيه من أن "أي حل، أو أي عملية سياسية، لا تلبي رغبات الجنوبيين وتطلعاتهم في استعادة وبناء دولتهم، سيكون مصيرها الفشل، ولن تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به".

الصوت الجنوبي المرتفع والمحذر من تجاوز مطالبه باستعادة دولته ضمن أي تسوية سياسية يجري الإعداد لها خلف الكواليس، لم يقتصر على قيادات الانتقالي بل بات حديث الجنوبيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين على أن القرار في الأخير سيكون لمن هم على الأرض.

انشغال الأوساط الجنوبية بما يدور وراء الغرف والاجتماعات المغلقة تحت مساعي "السلام" مع جماعة الحوثي، غاب بشكل كامل في أوساط نخب وناشطي الشمال على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الانشغال بالجدل المتجدد كل عام حول "11 فبراير" بين من يراها ثورة ومن يتهمها بالتسبب في سقوط الدولة بيد جماعة الحوثي.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك هذا العام، بل وصل الانقسام إلى داخل أنصار "ثورة 11 فبراير"، بعد قيام السلطات في مأرب بإلغاء الحفل الفني الذي كان من المقرر إحياؤه بهذه المناسبة من قبل المؤسسة التابعة للناشطة الإخوانية توكل كرمان، التي شنت هجوماً عنيفاً ضد سلطات مأرب ومحافظها سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي.

ليتحول الأمر إلى ساحة صراع حاد على مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الطرفين، في مشهد اعتبره مراقبون تجسيداً لحالة الشتات والانقسام الذي يعاني منه الشمال والمعارك العبثية التي تخوضها نخبه وتجاهل المعركة الرئيسية ضد جماعة الحوثي.