أسطوانات رديئة وغاز بلا رائحة.. الحوثي يوزع الموت إلى منازل اليمنيين
السياسية - Wednesday 22 February 2023 الساعة 07:18 amأصبح الحصول على أسطوانة للغاز المنزلي في صنعاء ومناطق سيطرة مليشيات الحوثي- ذراع إيران في اليمن، مهمة صعبة وشاقة إلا أنه في الوقت ذاته تحول إلى كابوس وهم يؤرق المواطنين في ظل انتشار أسطوانات رديئة الصنع معرضة للانفجار داخل المنازل في أية لحظة.
ويشكو الكثير من المواطنين في صنعاء من بيع أسطوانات غاز تالفة، إلى جانب غاز خفيف يمتاز بعدم وجود رائحة له، وهو ما تسبب في الكثير من حوادث انفجارات الأسطوانات داخل المنازل خلال الفترة الماضية.
مليشيا الحوثي التي لم تكتف بتصفية اليمنيين في جبهات القتال أو جوعاً باتت اليوم تدخل الموت إلى منازل المواطنين عبر تلك الأسطوانات المجهولة غير الصالحة للاستخدام، وكذا تعبئتها بغاز يمتاز بعدم وجود رائحة له.
قنابل مميتة في منازل المواطنين
شركات استيراد تعمدت بتواطؤ حوثي إدخال أسطوانات للغاز المنزلي بدون رائحة عبر منافذها أو عبر التهريب وبيعها للسكان دون مبالاة بحياة المواطنين أو بالكوارث التي ستنجم عنها تلك الأسطوانات.. وبالرغم من وجود 5 ملايين أسطوانة غاز تالفة موزعة على ملايين الأسر وتنتظر ساعة الصفر لتتحول إلى قنابل مميتة في مناطق الانقلاب تتسبب بقتل المدنيين وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال منهم.
ضحايا يتساقطون بشكل خفي جراء حصولهم على أسطوانات الغاز المنزلي بدون رائحة والتي باتت تشكل خطراً محدقاً يتربَّصُ بالسكان وضحاياها في تزايد.
مصادر قالت إن عمليات استيراد أسطوانات الغاز ذات الصناعة الرديئة مستمر، في ظل تواطؤ هيئة المقاييس وضبط الجودة في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين التي تقوم بالسماح بدخول هذه الأسطوانات بتوجيهات من قيادات حوثية.
حوادث متكررة والضحايا في تصاعد
وفي آخر حوادث أسطوانات الغاز المنزلي بلا رائحة في مناطق سيطرة ذراع إيران، توفيت امرأة وزوجها وطفلهما الرضيع "اختناقاً" في إحدى غرف منزلهم في حي مسيك بصنعاء بسبب استنشاقهم للغاز الذي تسرب من أسطوانة غاز منزلي دون علمهم.
الأسطوانة، بحسب المصادر، خاصة بعربية يملكها والدهم الذي يعمل في بيع البليلة، ونظراً لعدم وجود رائحة -المركبتان- عثر عليهم متوفين أثناء ما كانوا نياماً.
وفي 11 يناير الماضي، أصيب مواطنون من بيت "عنتوش" بجروح ونجا ثلاثة أطفال جراء انفجار أسطوانة غاز بسبب تسرب الغاز بلا رائحة في منزل يتكون من 3 طوابق، في مدينة حبابة بمديرية ثلا محافظة عمران مما تسبب في انهياره بالكامل.
وفي 1 يناير الماضي، توفي أربعة أشخاص من أسرة واحدة، نتيجة انفجار أسطوانة غاز منزلي في منزل مواطن بسوق غليل بمديرية الحوك جنوب مدينة الحديدة، حيث توفيت ربة البيت مع ثلاثة من أطفالها، بالإضافة إلى احتراق المنزل بشكل كامل نتيجة الانفجار الناجم عن تسرب الغاز بلا رائحة.
وقبلها بأيام قليلة، توفيت طبيبة وطفلتها نتيجة انفجار أسطوانة غاز منزلي في صنعاء جراء تسرب الغاز بلا رائحة.
حوادثُ كارثيةٌ تسببت بها أُسطوانات غاز تالفة وبلا رائحة، نتج عنها وفاة الكثيرين في صنعاء، ناهيك عن الانفجارات التي أحدثتها تلك الأُسطوانات القاتلة ولم تخلف أي ضحايا.
وتشير تقديرات إلى وقوع 700 حادثة لانفجارات أسطوانات الغاز بشكل سنوي في صنعاء وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، تسببت بوفاة وإصابة 900 شخص على الأقل.
تنصل حوثي
وعلى وقع تلك الحوادث خرجت مليشيا الحوثي عبر شركة الغاز بصنعاء بعدة بيانات محاولة التنصل من مسؤوليتها بعد ضخها كميات كبيرة من أسطوانات الغاز التالفة وبلا رائحة لوكلائها في الأحياء السكنية والأسواق السوداء التابعة لقياداتها.
بل تعدى الأمر إلى إطلاق الميليشيات الحوثية اتهامات لشركة صافر الحكومية في محافظة مأرب بالتسبب بتلك الحوادث التي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا أغلبهم نساء وأطفال.
ولكن مصدرا مسؤولا في شركة صافر بمأرب أكد لـ(نيوزيمن) أن سبب تلك الحوادث والانفجارات المتزايدة هي اسطوانات الغاز التجارية التي يتم تعبئتها في أسطوانات تالفة وهو بلا رائحة، والذي تقوم المليشيات الحوثية باستيراده من الخارج لتجار حوثيين عبر ميناء الحديدة الذي تتدفق سفن الوقود اليه وتشمل سفن غاز حوثية بدون عوائق. وفق تصريحات حكومية رسمية.
وأوضح أن السفن المحملة بالغاز التي يستوردها تجار حوثيون قد تزيد فيها الرائحة أو تقل، وأحيانًا تصل السفن وقبل إفراغها من الميناء تتم إضافة المادة على حسب اتفاق الصفقة التجارية للحمولة، والتي تتضمن نسبة الغاز والعناصر المضافة فيه.
ميناء الحديدة.. نقطة تهريب
ولم يستبعد المصدر إدخال كميات كبيرة من الغاز بلا رائحة عبر ميناء الحديدة خصوصاً بعد استبعاد المهندسين والمختصين الفنيين في الميناء بآخرين من عناصر المليشيا. وكون ذراع إيران لها سوابق في ادخال كميات من الوقود المغشوش عبر شركات تابعة لقيادات حوثية حيث يتم خلطه بمواد كيماوية وتسبب في تعطيل محركات السيارات بصنعاء ومناطق سيطرة الجماعة خلال الفترة الماضية.
وأكد المصدر أن الغاز المنزلي لا يخرج من شركة صافر لعمليات الإنتاج والاستكشاف بمأرب إلا بالرائحة -المركبتان- حيث تتم إضافتها قبل تحميل الغاز في المقطورات، ولا يمكن ان يتم تصديره الى اي مكان خارج الشركة او أي محافظة بدون إضافة مادة المركبتان. وفي حال الإخلال بذلك سيتوقف عمل الشركة كونها اشتراطات ومعايير عالمية والشركة ملتزمة بهذه المعايير منذ نشأتها.
في أواخر يناير الماضي، أعلنت شركة الغاز الخاضعة لإدارة الحوثيين في صنعاء، أنه سيتم توزيع كميات من الغاز المستورد من السفينة "ليدي سارة4″، التي وصلت إلى ميناء الحديدة، معلنة أنه سيتم بيع الغاز للسيارات وتعبئة أسطوانات المواطنين، محددة سعر الأسطوانة 6900 ريال يمني من العملة القديمة.
وقبلها في مطلع ديسمبر الماضي، أعلنت الشركة أنه سيتم توزيع كميات من الغاز المستور من السفينة "ليدي سارة3″، التي وصلت إلى ميناء الحديدة في أكتوبر الماضي، معلنة أنه سيتم بيع الغاز للسيارات وتعبئة أسطوانات المواطنين، محددة سعر الأسطوانة 6525 ريالًا يمنيًا من العملة القديمة (ما يساوي 11.5 دولارًا أمريكيًا).