معاداة العلم ونشر الأكاذيب.. الحوثي يحقن الشمال بالجهل

تقارير - Sunday 26 February 2023 الساعة 07:12 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أثارت مزاعم لأحد القيادات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، باعتبار وجبة الغداء "دخيلة" على المجتمع اليمني، سخرية واسعة من قبل اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.

وزعم القيادي الحوثي المدعو عبدالعزيز الديلمي، المعين من قبل جماعة الحوثي أُستاذاً مساعداً بكلية الطب جامعة صنعاء، بأن وجبة الغداء لم تكن معروفة من قبل لدى اليمنيين، وأن المعروف كان وجبتين فقط في الصباح والمساء، مستشهداً بآيات قرآنية.

وتداول اليمنيون تصريح الديملي بشكل واسع ومكثف في مواقع التواصل الاجتماعي، ساخرين بشدة من هذه المزاعم التي أطلقها، مشيرين بأنها تعكس العقلية التي تفكر من خلالها جماعة الحوثي، ومحاولتها الترويج لهذه المزاعم المضحكة لمواجهة أزمة الغذاء الشديدة التي تعاني منها مناطق سيطرتها، بحسب التقارير الدولية.

وفي سبتمبر من العام الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" من أن 8 محافظات يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين تعيش أزمة حادة في انعدام الأمن الغذائي بصورة مروعة، مؤكدة أن هذه المحافظات باتت مهددة بشبح المجاعة.

حديث الديلمي جاء في سياق ندوة حوثية شهدتها صنعاء مطلع الشهر الحالي بعنوان "خطورة اللقاحات على البشرية" حضرتها قيادات بالجماعة، قدم فيها أحد عناصر الحوثي ويدعى سليم السياني محاضرة، زعم فيها بأن اللقاحات مؤامرة عالمية ومشروع لتقليص عدد سكان الأرض.

وينظم السياني محاضرات بشكل منتظم في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي لترويج مزاعمه التي تدور حول نظريات "المؤامرة" يهاجم فيها اللقاحات والأدوية وكل المنتجات الطبية دون الاستناد إلى أي دليل علمي.

وضمن ردود الأفعال التي فجرتها مزاعم الديلمي، وتداول اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة من محاضرات سابقة للمدعو سيلم السياني يزعم فيها بأن كل الأدوية عبارة عن "مشتقات نفطية كالبترول والكيروسين"، في حين يزعم في محاضرة أخرى بأن اليمنيين في الماضي كانوا لا يتناولون وجبة العشاء.

الضجة التي خلفتها مزاعم "السياني" و"الديملي"، أعادت تسليط الضوء على المخاطر التي يعاني منها الشمال في ظل استمرار قبضة مليشيات الحوثي عليه، ومحاولاتها المستمرة في ترسيخ مشروعها في حكم اليمنيين عبر الاستناد لمزاعم وأكاذيب "الحق الإلهي" والاصطفاء.

وترى الجماعة بأن نجاحها في ذلك يعتمد على قدرتها في خلق بيئة حاضنة لمزاعمها وأكاذيبها، وهي بيئة يعمها الجهل والخرافات ومعاداة كل ما له علاقة بالعلم والحياة والعصر، وهو الدور الذي تقوم به أدوات الجماعة كـ"السياني" و"الديملي".