من قبة البرلمان إلى الندوات.. الحوثي يواصل شيطنة اللقاحات
تقارير - Tuesday 07 March 2023 الساعة 09:24 amأطلقت السلطات الصحية اليمنية بالتعاون مع منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، حملة تحصين واسعة ضد شلل الأطفال في مختلف المحافظات اليمنية المحررة، في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي، ذراع إيران، تنفيذ حملات مضادة لمنع أخذ اللقاحات في مناطق سيطرتها.
الحملة الحكومية تستهدف تطعيم مليون و290 ألف طفل دون سن الخامسة في 12 محافظة، وتستمر الحملة 3 أيام، بمشاركة أكثر من 10 آلاف كادر صحي موزعين على المراكز الثابتة وفرق تطعيم متنقلة سوف تزور منازل المواطنين للوصول إلى أكبر عدد من الأطفال.
وخلال تدشين حملة التطعيم في العاصمة عدن أكد نائب الممثل المقيم لمنظمة اليونيسف في اليمن شادراك أومول، تسجيل 227 حالة إصابة بشلل الأطفال في اليمن منذ نوفمبر 2021، موضحا أن هذه الإصابات كان بالإمكان الوقاية منها لو تم أخذ اللقاحات.
وأشار إلى أن الحملة الحالية تسعى إلى تجنيب المزيد من الحالات الجديدة، مضيفا: "بينما نواصل معركتنا ضد شلل الأطفال، نحتاج إلى مضاعفة جهودنا لتقوية نظام الرعاية الصحية الأولية، الذي يتم من خلاله تقديم التطعيم الروتيني، من بين خدمات أخرى ضرورية لإنقاذ الحياة".
من جانبه وزير الصحة اليمني قاسم بحيبح، دعا أولياء الأمور إلى دفع أطفالهم إلى أخذ الجرع التعزيزية ضد هذا المرض الخطير الذي عاود الانتشار مجددا بعد أن كانت اليمن خاليا من هذا المرض الذي يهدد المجتمع. مضيفا: "إن فيروس شلل الأطفال توغل في عدد من المحافظات، محملاً مليشيا الحوثي مسؤولية ذلك".
وأوضح بحيبح في تغريدة عبر حسابه على تويتر: أنه "في الوقت الذي يتوغل فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في اليمن وخصوصاً في المحافظات الشمالية يسارع قادة الحوثيين لشن حملة ضد اللقاحات برعاية رسمية".
ووفق بيانات وزارة الصحة اليمنية، سجلت الفرق الطبية خلال العام الماضي وما قبله، 228 حالة إصابة بالفيروس المتحور النوع الثاني في 19 محافظة يمنية، منها 160 إصابة خلال العام الماضي، تصدرتها محافظة ذمار بـ31 حالة إصابة تلتها محافظة صنعاء بـ25 إصابة، وجاءت محافظتا الحديدة وإب ثالثاً بـ19 إصابة.
بدوره مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في عدن محمود ظاهر أكد أنه تم تسجيل حالات إصابة مؤكدة بفيروس شلل الاطفال في عدة محافظات يمنية، وأن هذه الأرقام مخيفة جدا. وأضاف. إن أخذ هذه اللقاحات أمر مهم، وهي مأمونية اللقاح الذي مر بعديد التجارب قبل أن يتم إصدار التراخيص اللازمة لاستخدامه.
وتأتي الحملة بالتزامن مع عودة تفشي الوباء الفيروسي في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي التي تقود حملات تحريضية منظمة ومضادة ضد حملات التحصين واللقاحات تحت مبررات واهية وأنها مؤامرة عالمية وأنها لقاحات إسرائيلية وأمريكية هدفها قتل الشعب اليمني.
وخلال الفترة الماضية كثفت الميليشيات الحوثية من نشاطاتها المضادة للقاحات ضد الأمراض المستعصية بينها شلل الأطفال والحصبة والدفتيريا، حيث أقامت وزارة الصحة في صنعاء ندوات وفعاليات لترويج أفكار مضللة وكاذبة حول اللقاحات من أجل إقناع المواطنين بعدم أخذ التطعيمات التي يصفونها بأنها كارثة وتهدد حياة أطفالهم ومستقبلهم.
آخر تلك الفعاليات كانت ندوة خصصتها الميليشيات الحوثية لأعضاء مجلس النواب الخاضع لسيطرتهم. حيث ركزت الندوة على تقديم معلومات مغلوطة وكاذبة حول اللقاحات وخطورتها، على حد تعبير المتحدثين. إلا أن عددا من أعضاء المجلس غادروا قاعة المجلس فور ظهور العرض الخاص بالدورة.
وقال البرلماني أحمد سيف حاشد، إن أعضاء مجلس النواب في صنعاء غادروا قاعة المجلس بمجرد أن شاهدوا أن العرض المقدم لهم عبارة عن ندوة ضد التحصين واللقاحات. مضيفا إن الندوة هدفها فرض التخلف. دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
وتستند الميليشيات في عرض المعلومات على تصريحات لزعيمهم الإرهابي عبدالملك الحوثي الذي قال إن "اللقاحات قادمة من أميركا التي تبيع الأدوية واللقاحات غير المأمونة والتي تتسبب بحدوث أعراض صحية خطيرة وتنشرها في أوساط المجتمعات لتدميرها وقتل أطفالها".
إقامة ندوة تحت قبة مجلس النواب تأكيد على إصرار الحوثي وتحريضه ضد حملات التحصين، وارتكاب جريمة بشعة بحق أطفال اليمن. حيث أظهرت التقارير والإحصائيات أرقاما كارثية للحملات المضادة ضد اللقاحات من خلال رصد المئات من حالات الإصابة والوفيات جراء عودة الأمراض المزمنة والقاتلة.
وحملات الحوثي المضادة جاءت عقب إقرارها أيضا بتفشي العديد من الأوبئة والأمراض القاتلة في مناطق سيطرتها. حيث سجلت وزارة الصحة نحو 3 آلاف إصابة بالأمراض التنفسية "العلوية والسفلية والحادة"، توفي منها 329 حالة. إضافة إلى مليون و150 ألفاً و614 حالة مصابة بالإسهالات المائية توفيت منها 46 حالة، و47 ألفاً و550 حالة من الإسهالات المزمنة، فيما بلغت عدد حالات الاشتباه بالكوليرا 14 ألفاً و508 حالات، توفيت منها 8 حالات، وبلغ عدد حالات التيفوئيد 196 ألفاً و287 حالة، توفيت منها حالة واحدة، والحصبة 18 ألفاً و597 حالة، توفيت منها 131 حالة.
وحول شلل الأطفال قال التقرير الحوثي، إن عدد حالات الإصابة به بلغت 226 حالة، والملاريا مليون و136 ألفاً و360 حالة، توفيت منها 19 حالة، وحمى الضنك 28، إضافة إلى ألف و157 حالة، توفيت منها 37 حالة، وعدد حالات التهاب الكبد الفيروسي "بي وسي" 20 ألفاً و248 حالة، توفيت منها حالتان، والتهاب الكبد الفيروسي "ألف وإي" 14 ألفاً و39 حالة، والدفتيريا ألف و105 حالات، توفيت منها 76 حالة.