البحث عن "وهم" السلام مع الحوثي من ظهران الجنوب إلى مسقط

تقارير - Tuesday 14 March 2023 الساعة 07:25 am
المخا، نيوزيمن، عمار علي أحمد:

ساهم المشهد المفاجئ الذي شهدته العاصمة الصينية بكين، الجمعة الماضية، والإعلان بين إيران والسعودية عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، في رفع مستوى التفاؤل في الأوساط السياسية بإمكانية تكرار المشهد والإعلان عن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في اليمن.

اتفاق تؤكد التقارير الإعلامية والتسريبات على أن الإعداد له يتم –أو ربما قد تم– من خلال المفاوضات السرية الدائرة منذ أسابيع برعاية عُمانية بين جماعة الحوثي والسعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن منذ مارس 2015م.

التفاؤل بنجاح مشاورات مسقط يأتي على الرغم من المؤشرات التي طرأت مؤخراً بفشلها من خلال عودة لغة التهديد ضد السعودية من قبل قيادات حوثية، إلا أن المشهد المفاجئ في بكين، طغى على ذلك، بالإضافة إلى بدء مفاوضات بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية السبت الماضي في جنيف لبحث ملف الأسرى، بعد نحو عام من فشل تنفيذ الذي وقعه الطرفان لتبادل أكثر من 2200 أسير.

مؤشرات وتطورات تدفع جميعها نحو التأكيد على قرب نجاح مشاورات مسقط في تحقيق اختراق هام لوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سياسية بين أطراف النزاع، في حين زعمت تقارير إعلامية بأن الرياض ستشهد خلال شهر رمضان القام مراسم توقيع اتفاق لوقف الحرب بين الأطراف اليمنية والدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الصراع.

هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان ما جرى قبل 7 سنوات بالضبط، حين تم الكشف في مارس من عام 2016م عن نجاح مشاورات سرية جرت بين السعودية وجماعة الحوثي في منطقة ظهران الجنوب بالإعلان عن وقف لإطلاق النار، وبترتيبات ربما تفوق في مستواها وأهميتها ما يمكن ان تخرج عنه مشاورات مسقط اليوم.

حيث تمخض عن مشاورات ظهران الجنوب تشكيل لجنة تنسيق عامة ولجان فرعية بين الجماعة والحكومة والسعودية للإشراف على تطبيق الهدنة الأممية التي أعلنت في ذات الشهر، وكان لافتاً مشهد أعضاء اللجنة وهم يقومون بنزع ألغام زرعها الحوثيون على الحدود مع السعودية، كما أثمرت المفاوضات عن عمليات تبادل أسرى بين الأطراف.

ولعل أبرز مشهد مفاجئ ولافت لمخرجات هذه المشاورات زيارات الوفود الحوثية إلى السعودية وعلى رأسهم ناطق جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، الذي أدلى بتصريحات غير مسبوقة تجاه السعودية في حوار أجراه مع صحف سعودية، وصل إلى حد ادعائه بأن حرب جماعته معها بسبب "تجار الحروب" و"طرف ثالث يريد أن تستمر الوقيعة لاستفادته من الحرب".

التودد إلى السعودية من قبل ناطق الحوثي، حينها، دفعه إلى إنكار صحة المشاهد التي كانت تبثها قناة "المسيرة" التابعة للجماعة وتزعم فيها احتلال مليشيات الجماعة لمواقع ومناطق سعودية على الحدود، مطالباً من الصحيفة السعودية تزويده بهذه المشاهد.

الحديث السابق لناطق الجماعة للصحف السعودية، جرى حينها في العاصمة الكويتية وعقب انطلاق المفاوضات هناك بين الجماعة والحكومة الشرعية برعاية أممية، ومثلت هذه المفاوضات أحد التفاهمات التي جرت بين الجماعة والسعودية في ظهران الجنوب.

مفاوضات الكويت، التي استمرت لثلاثة أشهر، فشلت في التوصل إلى أي نتيجة جراء تعنت جماعة الحوثي في أهم ملفات المفاوضات كتشكيل الحكومة الانتقالية وبند تسليم الأسلحة الثقيلة إليها، ليمثل فشل المفاوضات إعلاناً بانتهاء تفاهمات ظهران الجنوب مع السعودية ولتعود الحرب من جديد وبوتيرة أشد، وتختفي معها مفردات السلام من خطاب الحوثي وناطقه.