تقرير أوروبي: نهج الأمم المتحدة في اليمن أفاد الحوثيين كثيراً
السياسية - Monday 20 March 2023 الساعة 08:29 amقال تقرير أوروبي بأن النهج السابق للأمم المتحدة في المفاوضات اليمنية والذي ركز على خفض التصعيد العسكري، أفاد مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- في المقام الأول، مما قد يضر بحل السلام المستدام للبلاد.
وقالت مجلة "IPS-journal" في تقرير حديث، إن الهدنة الممتدة من أبريل إلى أكتوبر 2022 استمرت في إغاثة السكان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بسبب التنازلات البعيدة المدى من قبل خصومهم.
وأضافت إن الهدنة فشلت في الاستمرار بسبب عدم وجود تسوية من طرف الحوثيين، الذين بدلاً من رفع الحصار عن مدينة تعز كما تم الاتفاق عليه، أقاموا عروضاً عسكرية بصواريخ وطائرات بدون طيار وألغام بحرية جديدة.
وقال التقرير إنه "منذ ذلك الحين، كانت استراتيجية الحوثيين التفاوضية تهدف إلى رفع كلفة التهدئة. إذ أنهم لا يطالبون فقط بدفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بل إنهم يستهدفون البنية التحتية الحيوية لإنتاج النفط وتصديره في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة رسميًا لإضعاف الحكومة اليمنية مع التأكيد على مطالبتهم بالإيرادات المتولدة هناك".
وأشار إلى أن الحوثيين يمولون أنفسهم من خلال الضرائب والجبايات الرسمية وغير القانونية ومن خلال مصادرة العقارات أو الأراضي.
ولفت إلى أن عائدات أبريل -نوفمبر 2022 من ميناء الحديدة وحده تصل إلى أكثر من 270 ألف مليار ريال يمني (حوالي نصف مليار يورو)، والتي، على الرغم من الاتفاقات التي تنص على عكس ذلك، لا يتم إنفاقها على رواتب القطاع العام التي لم تدفع لسنوات.
وقالت المجلة الأوروبية، إن المتمردين الحوثيين زادوا بشكل أكبر من مستوى القمع في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، دون رد فعل كبير من المجتمع الدولي. حيث الاعتقالات التعسفية والتعذيب والقيود غير المسبوقة على حركة النساء والفتيات وتلقين أطفال المدارس وتجنيد الأطفال تمثل بعض الممارسات التي تقف في طريق التنمية السلمية والمستدامة في البلاد.
ورأت أنه برغم أن نجاحات المفاوضات الأخيرة، مثل التقدم في تبادل الأسرى والمعتقلين تعطي سببًا للأمل، إلا أنه وبالنظر إلى القوة الحالية للحوثيين، لا ينبغي المبالغة في تقدير إرادة إيران أو قدرتها على الضغط عليهم لتقديم تنازلات بعيدة المدى.
كما لا يمكن الافتراض –تقول المجلة الأوروبية- أن الدول المجاورة لليمن لن تستخدم بعد الآن النفوذ الهائل الذي اكتسبته بسبب الحرب لصالحها. إذ لا تزال المنافسات على الطرق البحرية الجيوستراتيجية الهامة والأراضي والموارد قائمة.
واعتبرت أنه يمكن للتقارب الحالي بين المملكة العربية السعودية وإيران أن يعزز السلام في اليمن. لكن ذلك يعتمد على جدية الفاعلين المعنيين.
وأشارت إلى أنه ومثل العديد من الدول الغربية والدول المطلة على البحر الأحمر، للصين أيضًا مصلحة في مزيد من خفض تصعيد الصراع، حيث يتم شحن ملايين براميل النفط الخام يوميًا عبر مضيق باب المندب بين اليمن وجيبوتي في اتجاه آسيا.