دفعوا ملايين اليمنيين للمجاعة.. الحوثيون يدرسون معالجة "ظاهرة التسول"
تقارير - Tuesday 21 March 2023 الساعة 09:57 amنظمت مليشيات الحوثي الإرهابية -الذراع الإيرانية في اليمن- ما أسمته "لقاء تشاوري –بصنعاء- لمعالجة ظاهرة التسول"، في الوقت الذي تواصل فيه ممارسة التجويع والإفقار الممنهج بحق اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقوبلت الخطوة بموجة من السخرية، في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروها منفصلة تماماً عن الواقع المعيشي الذي يعيشه السكان واستخفافا واستهتارا وإمعاناً في إذلال الناس في المحافظات الخاضعة للحوثيين.
ونهبت مليشيا الحوثي مرتبات موظفي الدولة منذ سبتمبر/أيلول 2016م، وصادرت مخصصات شبكات الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية وصادرت موازنات الجمعيات الخيرية ومنعت رجال المال والأعمال من تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين، لترفع بذلك أعداد المتسولين ومعدلات الفقر والبطالة إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة، فيما يزداد مشرفو الجماعة وقياداتها ثراء لاحتكارهم المناصب الإيرادية والأموال.
كما تواصل ذراع إيران العبث بأموال اليمنيين في فعاليات طائفية تكرس النزعات والفتن وتمزق النسيج المجتمعي وسرقة المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية من أفواه الجياع، وتقوم بنهب مساعدات رمضانية محدودة يقدمها التجار ورجال المال والأعمال اعتياديا في شهر رمضان من كل عام والتي تجسد قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، لتحتكرها وتحصرها على عناصرها والموالين لها، في ظل اتساع رقعة المجاعة وتزايد مظاهر التسول في أوساط السكان في مناطق سيطرتها، وتفاقم الأعباء المعيشية، وعجز الأهالي عن توفير القوت اليومي لأسرهم وأطفالهم.
وعمدت مليشيا الحوثي للاستحواذ على الصدقات والمساعدات واستثمارها إما بهدف استخدامها في استقطاب المقاتلين الجدد (التجنيد) أو استخدامها في حضور فعالياتها السياسية وتعزيز وجودها مجتمعيا وتجاريا لتنمية أرصدة قيادات المليشيا، مما تسبب في تزايد أعداد الفقراء المعدمين الذين يفتقدون القوت الغذائي اللازم للبقاء على قيد الحياة، جراء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات وانهيار الاقتصاد الوطني وقطاعات الخدمات ومصادرتها رواتب نحو مليون من موظفي الدولة، وتسريح الآلاف من الموظفين واستبدالهم بعناصرها السلالية والموالين لها.
ووصلت أعداد المتسولين في اليمن، وفقًا لدراسة أجراها مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل في صنعاء، حديثا، إلى مليون ونصف المليون، وأغلبهم من النساء والأطفال، لكن باحثين اجتماعيين يشكّكون في هذه الإحصائية، ويؤكدون أن العدد يفوق ما توصلت إليه الدراسة بكثير.
ويرى الناشط المجتمعي أحمد العشاري، أن السياسات الإفقارية التي ينتهجها (الحوثيون) تدفع كل يوم بالآلاف إلى سوق التسول.. مؤكدا أن معالجة ظاهرة التسول يتم عبر صرف المرتبات، والضمان الاجتماعي مع رفع سقف المخصص المعتمد بما يتناسب وارتفاع نسبة التضخم، بالإضافة لتنفيذ بحث اجتماعي للمتسولين واعتماد مخصصات شهرية تسد حاجتهم ومن يعولون.
أما القاضي عبدالوهاب قطران فيقول في مقال تحدث فيه عن بعض مظاهر الجوع في صنعاء اقتبسنا منه الآتي: "صنعاء تعيش بها أمتان من الناس، أقلية تعيش حياة البذخ والترف والرفاه وتتركز بيدها الثروة والعقارات وتستحوذ على كل شيء وبخزائنها البلايين، يشتروا عمائر مسلح مبنية حجر وقيص يهدوها ويعيدوا بناءها أبراج (في إشارة للحوثيين)، وأغلبية مسحوقة جائعة تعيش ببؤس وتعاسة وفاقة (اليمنيين)".
وفي أوائل يوليو 2021، سبق وأقرت مليشيا الحوثي، قرارات وإجراءات المزمع اتخاذها لمعالجة ظاهرة التسول، تستهدف المتسولين تحت مسمى "معالجة ظاهرة التسول في الأمانة"، منها تأهيل ورعاية وإيجاد فرص عمل للقادرين من المتسولين ومنحهم قروضا ميسرة من هيئة الزكاة (المستحدثة بشكل مخالف للقانون) لإنشاء مشاريع صغيرة، إلا أن تلك المشاريع باءت بالفشل ولم تؤمن ما يسد رمق عيشهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة جراء استمرار الحرب.
ومطلع الشهر الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن سوء التغذية يحرم ملايين الأطفال في اليمن من صحتهم وإمكاناتهم.
وأضافت المنظمة إن هناك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من 540 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
وفي اواخر الشهر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة، أن أكثر من 17 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الغذائية خلال العام الجاري 2023. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) -في بيان على تويتر- إن مستويات الجوع في اليمن لا تزال مرتفعة بشكل مثير للقلق، لافتا أن أكثر من نصف السكان (17 مليون شخص) بحاجة إلى مساعدات غذائية خلال العام الجاري.
وفي يونيو العام الماضي، قالت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في مؤتمر صحفي، إن "الجوع وصل إلى أعلى مستوياته في اليمن منذ عام 2015، حيث يعاني الآن أكثر من 19 مليون شخص من الجوع، منهم 160 ألفا على وشك المجاعة".
يشار إلى أن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن الحرب الدائرة في اليمن تسببت في إفقار نحو 80% من السكان (ما يقارب 25 مليون يمني) باتوا يعتمدون على المساعدات الإغاثية للبقاء أحياء ويعانون من تدهور خدمات الصحة والنظافة ويواجهون خطر المجاعة في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.