بوابة حقول النفط والغاز.. أوهام الحوثي بمعركة "حريب"
تقارير - Thursday 23 March 2023 الساعة 11:53 pmلثلاثة أيام متواصلة، شهدت مديرية حريب جنوبي مارب مواجهات هي الأعنف منذ نحو عام، شهدت فيه الجبهات العسكرية هدوءً نسبياً عقب الإعلان عن سريان الهدنة الأممية في اليمن مطلع أبريل من العام الماضي.
المعارك اندلعت الثلاثاء الماضي، عقب شن مليشيات الحوثي هجوماً واسعاً على جبهات غرب مديرية حريب، بغطاء ناري كثيف وقصف مدفعي استهدف مواقع لقوات محور سبأ وقوات العمالقة الجنوبية، كما طال القرى السكنية في مناطق بواره، وملعاء، وشرق، وضو، غربي المديرية، ما أجبر الأهالي على النزوح من منازلهم.
تمكن مليشيات الحوثي خلال الهجوم من السيطرة على بعض المواقع، دفع بقوات محور سبأ وقوات العمالقة الجنوبية إلى إرسال تعزيزات عسكرية وشن هجوم مضاد الأربعاء، لاستعادة هذه المواقع وعلى رأسها جبل "بواره" الاستراتيجي، وسط أنباء بنجاحها في ذلك.
مصادر ميدانية كشفت بأن هجوم مليشيات الحوثي جرى الإعداد له منذ أسابيع، قامت فيها المليشيات بشق طريق لنقل آليات وأسلحة عسكرية ثقيلة واستقدام تعزيزات بشرية من جبهاتها في البيضاء لشن هجوم خاطف نحو حريب، والسيطرة على مركز المديرية.
الهجوم الحوثي بشكل عنيف وواسع على جبهة حريب، آثار التساؤلات حول الأهداف التي تقف خلف الهجوم والذي يأتي بعد مرور أكثر من عام على طردها من المديرية، وفي ظل حالة التفاؤل بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في اليمن على ضوء الاتفاق المعلن مؤخراً بين إيران والسعودية.
الخبير العسكري وضاح العوبلي يرى بأن الهجوم الحوثي على حريب له أهداف سياسية وعسكرية، وأهمها –سياسياً– أنه يأتي كمحاولة تستغل التزام التحالف والأطراف الوطنية بوقف إطلاق النار لاستطلاع مدى انسجام وتفاهم وترابط المجلس الرئاسي ومستوى التناغم بين قواه، وطبيعة الرد الذي سيقرره المجلس الرئاسي، وجس نبض ردود فعل أطراف المقاومة، وبالتالي جس نبض المواقف الإقليمية والدولية من هكذا تحرك على الأرض.
أما عسكرياً، فيشير العوبلي في حديثه لـ"نيوزيمن" بأن له هدفا تكتيكيا يتمثل في استكشاف مدى ومستوى جاهزية الجبهات، وهدفا استراتيجيا يتمثل في انتهاز أي فرصة لتوجيه قواته بشن هجوم مباغت وسريع باتجاه صافر النفطية (نفط- غاز- كهرباء).
ويوضح العوبلي بأن تنفيذ هذا الهدف من قبل الحوثي مرتبط ارتباطاً مباشراً بإزالة الخطر الذي تمثله حريب على قواته المزمع تقدمها من المحور الجنوبي لمارب باتجاه صافر، ويضيف: ولهذا فهو يحاول الآن إزاحة وتحييد هذا الخطر لتصبح قواته جاهزة لتنفيذ الهدف الرئيسي (صافر) في أي وقت.
ما يشير إليه العوبلي يتوافق معه أمين عام مجلس شباب سبأ، خالد بقلان الذي يرى أن تصعيد الحوثي غرب حريب يأتي ضمن مسار أولي هدفه تأمين خطه للمرحلة الثانية في التمدد عبر الصحراء باتجاه حقول النفط والغاز ومن ثم التوجه لحضرموت، لافتاً إلى أن تواجد قوات عسكرية في المنطقة الأولى في الوادي قد تساعده في حال نحج في مخططه.
بقلان وفي حديثه لـ"نيوزيمن" يشير إلى هدف آخر لهجوم الحوثي نحو مديرية حريب، وهو استهدافه لقوات محور سبأ التي تتمركز في المديرية وهي قوة ناشئة ضمن القوات التي تشرف عليها وتؤهلها قوات العمالقة الجنوبية، والتي يرى الحوثي بأنها تشكل خطراً كبيراً عليه، بحسب بقلان.
وفي حين يؤكد بقلان على صعوبة أن ينجح الحوثي في تجاوز قوات العمالقة ومحور سبأ وتحقيق هدفه في التوغل صوب مدينة حريب، إلا أنه يشدد على أهمية الانتباه لما يخطط له الحوثيون والتعامل مع تصعيدهم بحزم بعيداً عن وضع أي اعتبار لأوهام السلام والمباحثات وكل ما يجري من تحولات، والتذكير بمشروع الحوثي في الهيمنة الكلية على البلاد وفرض مشروع ولاية الفقيه.