شبكة دولية: اليمن سيشهد أزمة غذاء شديدة في سبتمبر القادم

إقتصاد - Monday 27 March 2023 الساعة 01:03 pm
المكلا، نيوزيمن:

أطلقت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS) تحذيرات من أن استمرار الصراع في اليمن المصحوب بتدهور كبير في الوضع الاقتصادي سيضاعف عدد السكان الذين يواجهون أزمة الانعدام الأمن الغذائي الحاد، ونتائج أسوأ، على الرغم من استمرار المساعدات الإنسانية.

وأوضحت الشبكة في تحليل حديث لها، أن أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر ستواجه فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء مصحوبة بسوء تغذية حاد مرتفع أو أعلى من المعتاد، أو أنها ستكون قادرة بالكاد على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية.

وتوقع التحليل أن تكون أعلى شدة في أزمة انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر 2023، خاصة في المناطق الريفية، حيث ستكون الاحتياجات في هذه المناطق مرتفعة بالنظر إلى الزراعة في غير موسمها في الأراضي المنخفضة.

وأشارت الشبكة التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أنه على الرغم من الزيادة الطفيفة في المساعدات الغذائية في الأشهر الأخيرة، إلا ملايين الأسر في اليمن ستواجه فجوات في استهلاك الغذاء بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية غير الغذائية عن المتوسط.

وأوضحت المنظمة: في الأشهر المقبلة، من المتوقع أن تتأثر الأسر الفقيرة بمزيد من الزيادات في أسعار الغذاء والوقود، وستعاني الأسر الريفية في مناطق المرتفعات من انخفاض موسمي في الوصول إلى الدخل خلال الموسم الزراعي المحلي.

أكدت شبكة دولية بأن الوديعة المالية الأخيرة المقدمة لليمن لن توفر سوى دعم مؤقت للاقتصاد، خاصة في حال استمرار الانخفاض الكبير في الإيرادات النفطية بسبب توقف صادراته إلى الخارج. 

وقالت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS) في تحليل حديث لها، إن الوديعة المالية السعودية الأخيرة والبالغة مليار دولار، ستوفر دعماً حاسماً للاقتصاد في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً (IRG)، لكن هذا الدعم سيكون مؤقتاً في ظل الانخفاض الكبير في عائدات النفط، نتيجة التوقف عن التصدير بسبب هجمات جماعة الحوثيين على المنشآت والموانئ النفطية في البلاد، وتهديداتها بتكرار هجماتها في حال استئناف الحكومة تصدير النفط.

وأضافت المنظمة الأمريكية: لا تزال صادرات النفط من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها دوليًا، معلقة بسبب التهديد بضربات الطائرات بدون طيار الموجهة من قبل الحوثيين، وهو ما دفع بالحكومة إلى تبني عدة تدابير للتعويض عن الخسارة الكبيرة في الإيرادات، من بينها رفع سعر الصرف للرسوم الجمركية بنسبة 50٪.

وأعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في تقرير لها أن إجمالي التمويل الإنساني من حكومة الولايات المتحدة وصل حتى الآن إلى نحو 532,053 مليون دولار، للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن خلال 2023.

وأضاف التقرير، بأن معظم التمويل سيقدمه مكتب المساعدة الإنسانية التابع للوكالة (BHA)، حيث سيقدم إجمالي تمويل بنحو 528,353 مليون دولار، فيما سيقدم مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية (State / PRM) تمويل بـ3,7 مليون دولار، وسيتم توزيع إجمالي التمويل على عدد من وكالات الأمم المتحدة والشركاء المنفذين، لتنفيذ الأنشطة الإنسانية وبرامج الحماية لملايين الأشخاص من الفئات الضعيفة في اليمن خلال العام 2023.

وأشار إلى أن نصيب الأسد من التمويل، والبالغ 424.663 مليون دولار، سيذهب إلى برنامج الغذاء العالمي (WFP)، وسيخصص لتمويل المساعدات الغذائية والتحويلات النقدية والتغذية العلاجية التي يقدمها البرنامج للتخفيف من حدة أزمة انعدام الأمن الغذائي المتفاقمة في البلاد.

وأوضح التقرير بأن ما يقدر بنحو 81,8 مليون دولار ستخصص للمساعدات الغذائية والتحويلات النقدية والتغذية والصحة والحماية والمياه والصرف الصحي والنظافة في 19 محافظة، عبر الشركاء المنفذين من المنظمات غير الحكومية العاملة بمجال الإغاثة في اليمن.

كما سيتم تخصيص حوالي 18,2 مليون دولار لمنظمة اليونيسف (UNICEF)، و3 ملايين دولار لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إضافة إلى 600 ألف دولار لمنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، لدعم أنشطتها الإنسانية في جميع أنحاء البلاد خلال العام الجاري.

فيما سيخصص تمويل مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع للخارجية الأمريكية، والبالغ 3,7 مليون دولار، للشركاء المنفذين لتوفير خدمات الصحة والحماية في جميع أنحاء البلاد.