حياكة المعاوز.. انطلاقة اقتصادية لتحسين دخل المرأة في أبين

الجنوب - Tuesday 28 March 2023 الساعة 02:45 pm
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

دفعت الأوضاع المعيشية الصعبة الكثير من الأسر اليمنية إلى الخروج لسوق العمل لمواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة التي خلفتها الحرب العبثية التي تقودها الميليشيات الحوثية – ذراع إيران في اليمن، منذ 8 سنوات.

لجأت الكثير من النساء في أبين إلى العمل في مهارات يدوية وحرفية، لتغطية نفقات الحياة اليومية، وبعض تلك الأعمال كانت سابقاً مقتصرة على الرجال، إلا أن تردي الأوضاع الاقتصادية دفع بالكثير منهن إلى الانخراط في هذه الأعمال.

وحياكة المعاوز، إحدى المهن الصعبة، التي دخلت المرأة غمار المنافسة فيها لأجل توفير لقمة العيش. وأصبحت اليوم تحيك هذه المنتوجات وتسوقها إلى السوق المحلية.

تدريب النساء 

ومؤخرا أطلقت جمعية اليسر الخيرية لتحسين الدخل بمنطقة حصن بني عطية في محافظة أبين، جنوب اليمن، برنامجا تدريبيا لعدد من نساء المحافظة، وتعليمهن مهارات حياتية تسهم في تحسين دخل اسرهن خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها البلد.

الجمعية وعبر معملها الصغير، تمكنت خلال الفترة الأخيرة من تخريج دفعة من النساء اللاتي يملكن مهارة في حياكة المعاوز بمختلف أنواعها "الحليسي واللحجي والحضرمي والبدوي والابيني". إضافة إلى ذلك تعليمهن مهارات صناعة الدما للأطفال.

وقالت المدربة في الجمعية، ليزا محسن لـ "نيوزيمن": إن نحو 11 متدربة من تم تدريبهن على مدى شهرين على مهارات حياكة المعاوز بهدف إكسابهن مهارات جديدة تحسن من مستوى دخلهن.

وأضافت، إن المعمل الصغير يضم ماكينتين فقط، يتم التدرب عليهما، ومجال حياكة المعاوز يحتاج إلى أكثر من مكائن حياكة وكذا مواد أكثر، موضحة أن الماكينة الواحدة تستطيع تدريب أربع نساء كحد أقصى.

وذكرت أن هناك إقبالا كبيرا من قبل النساء على التدرب وتعلم حرف ومهارات تساعدهن في النهوض بواقعهن المعيشي وتحسين مستوى دخلهن. ولكن قلة المواد لم تستطع الجمعية استيعاب عدد أكبر من الراغبات في الانخراط بهذه الدورات التي تساعد على التمكين الاقتصادي.

تمكين اقتصادي 

تعد مشاريع التمكين الاقتصادية من المشاريع الهامة التي تساعد على تحسين دخل أفراد المجتمع وتنمي من مهاراتهم وقدراتهم في المجالات التي يحتاجها سوق العمل.

"أم أحمد"، إحدى المتدربات المستفيدات من برنامج التدريب تحدثت بالقول: أنا كامرأة يتيمة الأب ومطلقة في نفس الوقت لدي ابنتان أعيلهما، وليس لدي وظيفة حكومية"، موضحة أنها وبعد أن تلقت تدريبات مكثفة في حياكة المعاوز أصبحت اليوم تمتلك حرفة تعيل بها أسرتها الصغيرة وتؤمن لهم الحياة الكريمة المستقرة.

وقالت: قمنا بإنتاج عدد من المعاوز وبأحدث التطريز ونقش متنوع منها البيضاني واللحجي والحليسي وأنواع أخرى، موضحة: هذا العمل يتطلب التركيز بشكل اكثر، ولكن حب هذه المهنة ومع مرور الوقت يتغلب على الصعوبات".

وذكرت: نعمل أربع ساعات في اليوم وننتج في اليوم قطعة واحدة، بمعدل 25 قطعة في الشهر. ويجري حاليا التسويق للقطع المنتجة في السوق المحلية.

معرض للترويج

ما تم إنتاجه من معاوز، جرى عرضه في معرض خاص أقامته الجمعية للمواطنين وبأسعار مناسبة لكافة الفئات العمرية.

وقال رئيس جمعية اليسر الخيرية لتحسين الدخل، محسن سلطان لـ"نيوزيمن": تنظيم البازار جاء في إطار سعي الجمعية للترويج للمنتوجات التي حاكتها المتدربات خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن برامج التدريب على الأعمال الحرفية تسهم بشكل كبير في تحسين مصدر دخل النساء واعتمادهن على انفسهن، إلى جانب مساعدة الاسر ذوي الدخل المحدود لشراء الملابس بأسعار مناسبة مقارنة بأسعار الاسواق المحلية التي تشهد ارتفاعا جنونيا. 

وأضاف، حرصت الجمعية ان تقدم النساء منتجاتها المتنوعة في هذا المعرض كخطوة للترويج، وحتى يكون للنساء مردود مالي يساعدهن على إعالة أسرهن في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة المنهارة في هذه البلاد.