قاومت الاندثار.. عادات وألعاب صنعت المشهد الرمضاني العدني
الجنوب - Thursday 13 April 2023 الساعة 02:48 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:
لا يقتصر شهر رمضان على كونه مناسبة دينية وموسماً للعبادة والذِّكر، فعبر قرون ارتبطت بهذا الشهر العديد من العادات والتقاليد عند مختلف الشعوب المسلمة، تنوّعت باختلاف الثقافة والبيئة، بعضها انتدثر فيما قاوم البعض الآخر الزمن حتى اللحظة.
عادات تحدت الزمن
في خضم صراع تطور التكنولوجيا واستحواذ أجهزة الجوال والإنترنت على العقل والوقت، لا يزال الجيل القديم له طريقته الخاصة بقضاء ليالي رمضان في العاصمة عدن وسط لمة الأصدقاء على أرصفة الشوارع والحواري.
يقول الحاج داوود لـ"نيوزيمن"، لا أعتقد أن الجيل الجديد تعنيه ألعاب البطة والدمنة وغيرها بالشكل الذي تعنيه لنا، فهم يفضلون قضاء الوقت واللعب على التطبيقات الهاتفية والألعاب الإلكترونيّة.
وأوضح داوود أن قضاء ليالي رمضان من بعد صلاة التراويح حتى وقت متأخر برفقة الأصدقاء على المقاهي أو في الحواري موروث شعبي اعتادوا عليه منذ زمن حتى اكتسحت التكنولوجيا المنازل.
ومن أبرز هذه الألعاب لعبة ورق البطة والدمنة التي تعتبر من أشهر الألعاب الشعبية في عدن التي ظلت إلى عهد قريب محافظة على شعبيتها ولم تتلاش.
إلى ذلك يفضل الأطفال اللعب بجانب منازلهم حتى ساعات متأخرة قبل تناول السحور وهي عادة رمضانية قديمة، للعب ألعاب مختلفة مثل الكرة أو الغميضان والعصا أو حتى الجري وغيرها..
عادات تلاشت
فيما صمت صوت المسحراتي في عدن منذ فترات طويلة، مع استمرار الناس بالسهر حتى تناول السحور والانتظار لصلاة الفجر.
تقول رامية، إحدى ساكنات منطقة كريتر، كان للمسحراتي شخصية مألوفة لدينا جميعاً، حيث كان يمر على جميع الشوارع ويقرع الطبل ويقول: "سحورك يا صائم"، جهد مبذول حتى يصحو النائمون لكي لا يفوتهم السحور. وكانت بعض المنازل تجازي المسحراتي ببعض المال على جهده وتعبه والمشي الطويل في الزقاق والحواري في منتصف الليل.
مرَّ التسحير خلال التاريخ بمراحل عدة كان لكل منها طابعها المتميز. وقبل أن تظهر شخصية المسحراتي التقليدية، كان لكل بلد إسلامي طريقته الخاصة في إيقاظ الناس لتناول السحور.
مدفع رمضان صمت هو الآخر منذ سنين طويلة، حيث كان في منتصف الأربعينات والخمسينات مدفع يطلق من جبل شمسان وقت أذان المغرب، استمر حتى وقت الاستعمار البريطاني رغم وجود الكهرباء والمساجد والميكروفونات إلا أنه ظل كعادة وموروث شعبي..
