حسرة مكبوتة وقلة حيلة.. ارتفاع الأسعار يقض مضاجع أبناء سيئون

إقتصاد - Tuesday 18 April 2023 الساعة 12:52 pm
سيئون، نيوزيمن، خاص:

في مدينة سيئون قلب وادي حضرموت، يكتظ سوقها الشعبي أمام قصر السلطان الكثيري بالباعة المتجولين وأصحاب المحال التجارية والغذائية وبيع مقتنيات الافطار والمكسرات منذ بداية شهر رمضان الفضيل من كل عام، في تقليد سنوي معتاد منذ القدم.

واختلف الوضع هذا العام كثيرا على أهالي مدينة سيئون والقادمين إليها من مناطق مجاورة، فالأسعار ارتفعت بشكل مهول مقارنة بالعام السابق، وقل مرتادو السوق الشعبي في نهار رمضان وأصبح خاملاً من الحركة التجارية، وآخرون أصبحوا يتبضعون القليل لسد حاجاتهم في فترة زمنية معينة واكتفوا بالمواد الأساسية للغذاء.

الحسرة والتذمر تعلو وجوه المتسوقين الذين وجدناهم يتجولون في السوق، منددين بالغلاء الفاحش، وعدم مراعاة التجار لوضع المواطن الذي يكافح الحياه ليلاً ونهاراً لأجل أولاده.

بحسب المتسوقين، فإن البسطاء غير قادرين على الشراء من هذا السوق الآن، بينما عامة الناس يتلفتون يمنة ويسرة علهم يجدون منتجا أو سعرا يتناسب مع حجم دخلهم.

يقول رمزي باجري، مالك محل تجاري في السوق لـ"نيوزيمن"، إن الوضع أصبح مزريا فعلاً، فبدلاً أن يبيع بالكيس في فترات سابقة أصبحنا حالياً نبيع بالكيلو بالمواد الأساسية من الأرز والسكر والقمح وحتى الزيت باللتر، مضيفا: حالة الناس أصبحت صعبة في ظل الحرب التي أثرت على المحافظة اقتصاديا وجعلت من الأسعار ترتفع في اقل من سنة واحدة إلى 300٪ وسط قلة دخل الفرد وضعف المرتبات الحكومية وقلة الأعمال الخاصة. 

وبالرغم أن من تنوع المنتجات والاصناف التي يزدهر بها سوق سيئون العام، إلا أن حجم الإقبال على الشراء من أهالي المدينة قل بشكل ملحوظ بينما في المساء يأتي آخرون من مناطق أخرى علهم يجدون منتجا أو سعرا يتناسب مع دخلهم، حسبما يقول البائع "عمر حنين".

وأشار إلى أن السوق العام في سنوات سابقة، كان يشهد في فترة النهار تواجد أفواج ضخمة من المشترين، ولا يهدأ حتى أذان المغرب ثم تعاود الحركة فيه حتى قرب موعد أذان الفجر وحتى صبيحة يوم عيد الفطر. لكنه سرعان ما تحولت ملامحه أثناء لقاء "نيوزيمن" إلى انطباع اشبه بحالة يترثى لها، على معظم الباعة المتجولين كونهم يتعرضون للشمس وحرارة الصيف بدون أن يحظوا بالقليل من عوائد مالية أثناء بيعهم، واصفاً إياها بقلة الحركة وخمولها حتى وإن جاء العيد. 

ويبقى شهر رمضان الفضيل في وادي حضرموت له طقوسه الخاصة والدينية ومشاعر فرح تعتلي الوجوه، رغم منغصات الحياة وصعوبتها فالغلاء ورمضان متوازيان، ويليه العيد، وهو ما جعل المواطن يكدح ويتعب بشدة في سبيل توفير حياة لا تكاد هانئة ولا مستقرة.