الدورات الثقافية.. الحوثي يزرع الإرهاب داخل الأسر اليمنية

السياسية - Wednesday 03 May 2023 الساعة 09:23 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

تعد الجرائم الأسرية من أبشع الجرائم التي تنامت وبرزت بشكل لافت في معظم المحافظات اليمنية القابعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن. 

فعظم تلك الجرائم البشعة، ارتكبتها عناصر عائدة من دورات طائفية أقامتها الميليشيات بهدف زرع أفكارها الإرهابية المستوحاة من النهج الإيراني، دون المبالاة بتمزيق وتدمير النسيج الاجتماعي اليمني.

آخر جريمة سجلت في مطلع رمضان، تم تسجيلها لأحد العائدين من الدورات الحوثية من أبناء قرية شجينة التابعة لمديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، غرب اليمن. وخلف الهجوم  خمسة من أسرته بينهم ابنته وزوجها وثلاثة من أولادها، كما أصيبت شقيقته وزوجات أولادها بجروح خطيرة.

الجاني كان عائداً من دورة ثقافية أقامتها مليشيات الحوثي تحت مظلة "نشر المسيرة القرآنية"، إلا أن عودته إلى منزله كانت فاجعة قضت مضاجع أبناء المديرية والمحافظة والبلد، لهول ما ارتكبه من جريمة بحق أفراد أسرته.

وفي مديرية الجراحي جنوبي الحديدة، ارتكب احد المنخرطين في صفوف الحوثي جريمة، بشعة حيث أقدم على قتل أمه بعد عودته من جبهات القتال. وهو ما أثار حالة من الصدمة في صفوف المواطنين في المديرية.

الجرائم في تصاعد 

وفي محافظة عمران أطلق مسلح حوثي النار بسوق شعبي في الحد، حيث أقدم الحوثي خالد العنصور الذي تم تعيينه مديرا لمديرية السود في عمران على قتل أمه وشقيقه وهما في طريقهما لمركز المحافظة، لقضاء شهر رمضان.

وفي المحافظة نفسها، قام مسلح حوثي يدعى علي دحان بقتل أمه وأخته، بعد مشادات كلامية، انتقصت من سيد الميليشيات عبدالملك الحوثي وأنه يقوم بالتغرير بالشباب وإرسالهم لمحارق الموت ونهب الأموال. حيث طالب المسلح أمه وأخته تسليم الذهب الذي بحوزتهما، مردداً "سيدي تاج راسي أولى بالذهب".

كما أقدم المشرف الحوثي أحمد منصر النزاري (راجح) في قرية الجمالة بمنطقة الحيمة الداخلية، بقتل والده بعد عودته من جبهة نهم، أثناء تناوله للعشاء ورغم مطالبة الجد بالقصاص إلا أنه لم ينفذ حتى الآن.

وأيضا أقدم العائد من جبهات الحوثي، حمود محمد حسن, إلى قريته بالحيمة الداخلية على قتل والده وفصل رأسه عن جسده بالجنبية بعد أن طلب الابن من والده وإخوته التوجه للجبهات للدفاع عن الميلشيات. وعندما لاقى رفض والده وإخوته، ورد عليه والده أن الحوثيين يكذبون عليه وهو ما أثار الشاب المشحون بالأفكار الضالة وارتكب جريمته بحق والده.

وفي محافظة حجة، بمديرية كشر، أقدم مسلح حوثي يدعى سلطان فارس الداودي، أبو عزرائيل، على قتل والده، بعد عودته من جبهة حرض بثلاثين طلقة رصاص، بعد أن قيد يديه ورجليه.

في مديرية عتمة، التابعة لمحافظة ريمة، أقدم مسلح حوثي يدعى عبدربه ثابت، ويكنى "أبو صارم" على قتل زوجته (أ.م.ع) (36 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال، وأصاب والدته "سعدية محمود" (57 عاماً)، في منزله بإحدى قرى مديرية عتمة غربي محافظة ذمار، بسبب إلحاحهما عليه بأن يبقى إلى جانبهما وأن لا يذهب مع الحوثيين.

وفي محافظة المحويت، أقدم المسلح الحوثي محمد علي الحرازي من مديرية حفاش، على قتل والده ووالدته وهما صائمان، لأنهما دعيا على الحوثيين وزعيمهم.

وفي محافظة تعز، من قرية الزوحة شرعب السلام عاد سليم صدام الحاج، من معسكر تدريبي للميلشيا الحوثية، وبعدها بأيام يرتكب جريمته بقتل أمه طعناً بالسكين ثم يحاول قتل أبيه الذي حاول منعه فيصيبه هو وشقيقه  بجراح بالغة.

غسيل الدماغ.. المرحلة الأولى

وقالت مديرة مكتب عام حقوق الإنسان في محافظة الحديدة فتحية المعمري، إن هذه الجرائم الأسرية حدثت بالمئات التي ارتكبها أشخاص استقطبتهم مليشيات الحوثي وتم تلقينهم طائفياً عبر دورات ثقافية غسلت فيها أدمغتهم، وتدريبهم عسكرياً في معسكرات تابعة لها.

وأضافت المعمري في تصريح خاص "لنيوزيمن": إن الجريمة التي حدثت في نهار شهر رمضان، ارتكبها المتحوث "حسين الرعوي" أحد أبناء مديرية بيت الفقيه والذي قام بقتل ابنته وزوجها وأطفالهم الثالثة وأصاب أخته بطلق ناري فور عودته بعد ثلاثة أشهر من دورة طائفية وعسكرية حوثية شارك فيها الجاني، وهي جريمة واحدة من عشرات الجرائم المماثلة التي ارتكبت في تهامة.

وأوضحت المعمري، أن ميلشيات الحوثي الإرهابية منذ احتلالها لليمن، ولمحافظة الحديدة، عمدت على نشر الطائفية والمناطقية والعرقية من خلال غرس مفاهيم دخيلة مستهدفة كافة شرائح المجتمع بالعديد من الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي يتم الترويج لها ونشرها في صفوف مقاتليهم أو سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

طرق مختلفة

وتجبر الميليشيات الحوثية، سكان المحافظات الخاضعة لسيطرتهم على حضور الدورات والندوات والمحاضرات الدينية التي يلقيها قياداتهم المتطرفة، بل وصل بهم إلى مقايضة المساعدات الإنسانية واحتياجات المواطنين بحضور تلك الفعاليات. 

وأضافت مديرة مكتب عام حقوق الإنسان في محافظة الحديدة فتحية المعمري، إن طرق ميلشيات الحوثية مختلفة، منها إقامة ما  تسمية الدورات الثقافية، وهي دورات طائفية إلزامية ودورات غسيل دماع، تستهدف الأطفال والشباب اليمني، وموظفي الحكومة والقطاع الخاص، وكذا منتسبي القطاعات الأمنية، إما بالترغيب أو الترهيب.

وأوضحت المعمري أن المراكز الصيفية التي تقيمها مليشيات الحوثي للأطفال بمناطق سيطرتها تعتبر أكبر جريمة وانتهاك بحق الطفولة، لأن المليشيات الحوثية تقوم بتحويل الأطفال داخل هذه المراكز من أطفال إلى أحزمه ناسفة تتحكم بهم كيف تشاء، حيث تقوم مليشيات الحوثي بغسل أدمغة أطفال اليمن من خلال غرس مفاهيم كراهية الحياة وحب الموت في سبيل من يسمون أنفسهم السلالة الطاهرة التي يمثلها زعيم العصابة عبدالملك الحوثي.

خطر كبير..

بدوره وزير الإعلام والسياحة والثقافة معمر الإرياني، أوضح أن نتائج الدورات الطائفية التي تقيمها الميليشيات الحوثية، ظهرت نتائجها من خلال الجرائم البشعة التي يرتكبها العائدون من هذه الدورات بحق أفراد أسرهم.

وأضاف إن تنظيم "دورات ثقافية" من قبل الحوثيين هدفه نشر أفكارها المتطرفة المستوردة من إيران، في تهديد خطير للنسيج الاجتماعي، بما في ذلك إثارة العنف والتطرف الديني، والإضرار بالتعليم والتعلم عبر إغراء الشباب لمشاركتهم في القتال، والتأثير على القيم والمبادئ الأسرية، وتشويه الحقائق، وتهديد الحريات العامة وحقوق الإنسان.

 وقال الارياني، إن هذه الجرائم تؤكد الخطر الداهم والمستمر الذي يمثله عناصر المليشيا الحوثية على الأمن والسلم الأهلي، وفداحة ما يتعرضون له من غسيل لأدمغتهم، وتعبئتهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة المستوردة من إيران، والتوحش الذي يمارسونه بحق أقرب الناس إليهم، ناهيك عن باقي أفراد المجتمع.