مفخخات القاعدة.. حرب استنزاف بطيئة تستهدف القوات الجنوبية في أبين

الجنوب - Saturday 08 July 2023 الساعة 03:19 pm
أبين، نيوزيمن، خاص:

لا تزال المفخخات المموهة التي تزرعها خلايا تنظيم القاعدة تمثل التحدي الأكبر أمام القوات الأمنية والعسكرية المشاركة في عملية سهام الشرق بمحافظة أبين، جنوب البلاد.

وخلال الأربعة الأشهر الماضية، تم توثيق نحو 20 عملية استهداف نفذتها عناصر القاعدة بعبوات ناسفة مموهة مصنوعة محلياً. أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 80 جندياً من القوات الجنوبية المشاركة في الحرب ضد الإرهاب بمحافظة أبين.

وتركزت أغلب الهجمات الإرهابية في مديرية مودية ووادي عومران الذي كان يعد معقلاً رئيسياً للتنظيم قبل عملية تطهيرها أواخر العام الماضي ضمن العمليات التي استهدفت أوكار ومخابئ العناصر الإرهابية بالمحافظة.

مؤخرا نجا مسؤول عسكري في قوات الدعم والإسناد -إحدى الألوية العسكرية المشاركة ضمن عملية سهام الشرق- من محاولة اغتيال إثر تفجير عبوات ناسفة تم زرعها في طريق بضواحي مودية.

وأفاد مصدر عسكري لـ"نيوزيمن": أن موكب قائد الكتيبة الرابعة في اللواء السادس دعم وإسناد العقيد فضل عبدالله القردعي، تعرض لهجوم بعبوتين ناسفتين أثناء مروره في طريق قرب وادي عومران شرق مديرية مودية. 

موضحا أن عناصر القاعدة قامت بتفجير العبوتين عن بعد لحظة مرور الموكب الذي يضم أيضا قيادات أخرى بينهم نائب عمليات الكتيبة الرابعة القائد رضوان علي أحمد وعدد آخر من الجنود المرافقين للموكب.

وأسفر الهجوم بحسب المصادر العسكرية، عن إصابة جنديين من المرافقين جرى نقلهما إلى مستشفى حكومي في أبين. كما جرى تنفيذ عمليات انتشار وتمشيط للتأكد من عدم وجود أية عبوات ناسفة أخرى زرعتها عناصر التنظيم.

ويتمركز اللواء السادس دعم وإسناد، في مناطق متفرقة من وادي عومران ومودية عقب تطهيرها وتأمينها من خطر العناصر الإرهابية. 

وخلال الفترة الماضية تعرضت قوات اللواء لسلسلة من الهجمات الإرهابية التي شنتها عناصر القاعدة بهدف استعادة الوادي الذي يعد أهم المعاقل الرئيسية للتنظيم في أبين. 

عقب نجاته من الهجوم أدلى قائد الكتيبة الرابعة العقيد فضل القردعي بتصريح أكد سلامته ونجاته من الهجوم الغادر الذي وقع في مودية. موضحا أن مثل هذه العمليات الغادرة التي تنتهجها عناصر القاعدة الإرهابية لن تزيد القوات المشاركة في الحرب على الإرهاب بأبين إلا صموداً وقوةً حتى يتم تجفيف منابع الإرهاب وتأمين المحافظة بشكل كامل.

تصاعد الهجمات المفخخة ضد القوات الجنوبية المشاركة في الحرب ضد الإرهاب في مودية، دفعت بعض النشطاء المحليين لتقديم حلول مقترحات لتحجيم تلك الهجمات والتصدي لها للحفاظ على النجاحات التي تحققها قوات "سهام الشرق" ضمن مهام تأمين محافظة أبين من آفة الإرهاب.

من بين تلك المقترحات ما نشره الناشط والإعلامي الجنوبي، عادل مدوري، الذي أكد أن عملية سهام الشرق نجحت عسكرياً في دحر الإرهاب من مناطق أبين، إلا أن بقايا هذه الآفة لا تزال متخفية وتقوم بزرع العبوات الناسفة التي تحصد أرواح أبطال القوات الجنوبية يومياً.

ووضع مدوري بعض المقترحات للمساعدة في إيقاف نزيف دم القوات وإنهاء حرب المتفجرات والعبوات الناسفة التي لجأت إليها عناصر القاعدة للرد على هزائمها المتكررة أمام القوات الجنوبية في مودية وأبين.

وتركزت المقترحات على استيعاب أبناء المناطق التي تشهد نشاطا متواصلا لتحركات القاعدة، ضمن القوات الجنوبية المشاركة ضمن عملية سهام الشرق وتشكيل لواء من أبناء تلك المناطق وتسليحهم ودعمهم بالعتاد الكافي وتكليفهم بحماية مناطقهم لكونهم هم من يعرف مداخل ومخارج المنطقة ويعرفون الناس الساكنين في أنحاء مناطقهم.

ودعا إلى إعادة ترتيب وتأهيل قوات الحزام الأمني بالمنطقة الوسطى في أبين، ودعمهم وتوفير لهم كل الإمكانيات لكي يقوموا بواجبهم الصحيح في تأمين الأسواق والطرق العامة وكل شبر، وكذا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لجميع القوات المشاركة في الحملة العسكرية بالمنطقة الوسطى.

كما شملت المقترحات إيضا تطبيع الأوضاع في مودية ودعم المنطقه بمشاريع تنموية وتوفير الخدمات لكي يحس المواطن بأن هناك نقلة نوعية وأثر ذلك سوف ينعكس من خلال تفاعل المواطن البسيط مع القوات العسكرية وسوف يكون المواطن سندا إلى جانب القوات العسكرية وذلك من خلال توفير المعلومات على تحركات الجماعات الإرهابية.

وركزت المقترحات على ضرورة ربط العمل العسكري بالعمل السياسي وذلك من خلال إعادة النظر في قيادات ومديري عموم مديريات المنطقة الوسطى. مضيفا: من غير المنطقي بأن تقوم القوات العسكرية بمحاربة الجماعات الإرهابية بينما يستمر مديري عموم المديريات والمسؤولين في المديريات بمناصبهم وهم يدعمون تلك الجماعات وعلى رأسهم مسؤولون من جماعة الإخوان.

وطالب الناشط الجنوبي بضرورة تفعيل الجانب التوعوي والإرشادي كون هذا الجانب له أثر فاعل في تأمين الشباب وخلق وعي مباشر لمواجهة هذه الآفة الدخيلة على أبين.