تعثر "واي" وترنح "سبأفون".. نفق مظلم لقطاع الاتصالات بالمناطق المحررة

تقارير - Saturday 29 July 2023 الساعة 03:28 pm
عدن، نيوزيمن، عمار علي أحمد:

كشفت وسائل إعلام محلية عن وضع مالي كارثي تعاني منه شركة سبأفون للهاتف النقال الخاصة بالمناطق المحررة، ما يعيد تسليط الضوء على مشهد الفشل المستمر منذ سنوات في إيجاد شبكة اتصالات بخدمات جيدة خارج سيطرة جماعة الحوثي.

وفي سبتمبر من عام 2020 أعلنت شركة سبأفون المملوكة لرجل الاعمال النافذ/ حميد الأحمر، نقل إدارتها إلى العاصمة عدن بعد قيام جماعة الحوثي بالسيطرة على مقرها في صنعاء، ليؤدي الأمر إلى انقسام الشركة إلى شركتين مستقلتين تماماً بذات الاسم، بعد فصل شبكتها بالمناطق المحررة عن الأخرى بمناطق سيطرة الحوثي.

اليوم وعقب مرور قرابة ثلاث سنوات على الأمر، يعكس الفرق بيان الوضع الذي تعيشه "سبأفون – صنعاء" و"سبأفون – عدن"، مدى النجاح والفشل في ملف الاتصالات بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية، وتحديداً في القدرة على توفير خدمة الجيل الرابع 4G للمواطنين.

ففي حين تمكنت "سبأفون – صنعاء" وباقي الشركات الأخرى في صنعاء من الحصول على هذه الخدمة وتقديمها للمشتركين ما ساعدها في البقاء والمنافسة بالسوق، مثل عجز "سبأفون – عدن" في الحصول عليها الضربة الموجعة لاستمرارها على قيد الحياة في المناطق المحررة.

فبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الشركة باتت تواجه خطر الإفلاس بسبب عدم قدرتها في الحصول على مشتركين جدد في المناطق المحررة لافتقارها لخدمة الجيل الرابع التي تمثل الدافع الوحيد لجذبهم بعد أن انحصرت خدمات الشركة على خدمة الاتصال والرسائل النصية داخل شبكتها بالمناطق المحررة فقط مع خدمة انترنت ضعيفة بالجيل الثاني 2G.

اللافت أن الحديث عن خطر إفلاس "سبأفون – عدن"، تزامن مع التعثر الذي تواجه شقيقتها في ملف الاتصالات بالمناطق المحررة وهي شركة "واي" على الرغم من حصولها على خدمة الجيل الرابع 4G من المزود الحكومي للخدمة وهي شركة "عدن نت".

حيث أكد مشتركون بالعاصمة عدن توقف شركة "واي" بشكل كامل عن تزويدهم بخدمة الانترنت 4G منذ مطلع الشهر الجاري، بعد 7 أشهر فقط من تدشين الشركة أعمالها بشكل رسمي في المدينة على وعد أن تتوسع لتشمل المحافظات المحررة خلال هذا العام.

وفي حين لم تصدر الشركة حتى الآن بياناً رسمياً حول أسباب توقفها، تضاربت الأنباء والمعلومات حول الأسباب الحقيقية لذلك، بين حديث عن أن السبب يعود إلى تحديث نظام الشركة وبدء تطبيق نظام الباقات بعد أن ظلت طلية الأشهر الماضية تقدم خدمة الانترنت والاتصال مجاناً، وبين أحاديث تؤكد وقف "عدن نت" تزويد الشركة لخدمة الانترنت.

وبعيداً عن صحة هذه الروايات، إلا أن الأكيد في فشل ملف الاتصالات بالمناطق المحررة يعود إلى الفشل المستمر الذي يحيط بالمزود الحكومي لخدمة الـ4G "عدن نت" منذ 5 سنوات على انطلاقها، وهو ما دفع الحكومة مؤخراً إلى الدخول في شراكة مع إحدى الشركات الإماراتية لإنقاذ وضع الشركة، وهي الخطوة التي تواجه معارضة من قبل قوى سياسية وأطراف نافذة كشفت حجم الصراع على هذا الملف.