محللون: الوساطة العراقية المحتملة في اليمن ستتم بإشراف إيراني قبل أن يضعف الحوثيون

تقارير - Sunday 30 July 2023 الساعة 09:53 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

تحدث محللون سياسيون عراقيون عما يمكن أن تفعله العراق في سياق التهدئة الشاملة في اليمن ودفع التسوية السياسية نحو إنجاز اتفاق شامل ينهي الحرب.

وقال عبد القادر النايل، عضو الميثاق الوطني العراقي، في حديث نقله موقع "سبوتنيك" الروسي، إن العراق يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الضغط على الحوثيين من أجل الوصول إلى حلول مع المملكة العربية السعودية وبإشراف إيراني، مرجحاً أن يأتي هذا الدور العراقي "قبل أن يضعف الحوثيون وبالتالي تقل فرص الحصول على امتيازات من السعودية".

وأضاف النايل، إن "السلطات الحكومية في العراق تمتلك تأثيرا في العديد من ملفات المنطقة بسبب قربها من المحور الإيراني"، في إشارة إلى اليمن وسوريا ولبنان، وأن الوساطة العراقية "تتميز بأنها الأفضل والأكثر فعالية نظرا للعلاقات التي تربطها بالفاعلين في الحرب اليمنية".

ورغم أنه لم يذكر صراحة دعم السلطات العراقية المقربة من إيران للمليشيا الحوثية مالياً او عسكريا، أشار المحلل السياسي العراقي إلى أن "وضع السيولة المالية التي يمر بها العراق في هذه الفترة قد تؤثر على دعمه لصنعاء، وهذا الضعف في السيولة بسبب العقوبات الأمريكية المستمرة التي طالت أخيرا 14 مصرفا عراقيا في مقدمتهم مصرف "العالم" التابع للسيد علي العلاق، مدير البنك المركزي العراقي، ما شكل ضغطا على السلطات الحكومية العراقية للتخلص من الملفات العالقة التي استنزفت ميزانية العراق"، على حد قوله.

وتابع النايل: "الفدرالي الأمريكي والسفيرة الأمريكية وضعا شرطا على حكومة السوداني للتخلي عن الدعم الخارجي مقابل الدعم الاقتصادي"، وهو ما يدفع العراق إلى لعب دور الوساطة في الملف اليمني.

>> تحليل: هل ستنضم العراق إلى عُمان لكسر جمود التسوية السياسية في اليمن؟

وتطرق عضو الميثاق الوطني العراقي إلى قدرة السلطات العراقية على تقريب وجهات النظر بين إيران وأذرعها في المنطقة العربية من جهة، وبين الدول المناوئة لتوسع النفوذ الإيراني من جهة أخرى، لكنه قال إن الوساطة العراقية ستظل تفتقر إلى دور الضامن لتنفيذ الاتفاقات كما حدث عندما اتخذ الإيرانيون والسعوديون الأراضي العراقية ساحة لتحاورهم، لكن عند الوصول إلى الاتفاق "خرج التنين الصيني ليكون الضامن على تنفيذ الاتفاقات وعدم خرقها". ولم يستبعد النايل أن تحتضن العراق حوارات بين المليشيا الحوثية والمملكة العربية السعودية على غرار الدور الذي تلعبه سلطنة عمان، لكنه أكد أن الوساطة العراقية ستحتاج في النهاية إلى ضامن لتنفيذ أي اتفاقات ستنتج عن اللقاءات المحتملة التي يمكن أن تشهدها الساحة العراقية.

تشابك مصالح

في نفس السياق، قال إياد العناز، وهو محلل سياسي عراقي أيضاً: "تسعى بغداد للعودة بشكل منتظم وهادئ لدورها العربي وتأثيرها على مجمل الأوضاع العربية القائمة، والأزمات السياسية التي تعاني منها المنظومة العربية في غياب أي دور ريادي للجامعة العربية لإنهاء الخلافات بين الأقطار العربية، والتأسيس لعمل عربي مشترك ينهي الأوضاع المأساوية التي تشهدها الأمة العربية".

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك": "الخلاف اليمني متجذر وله أبعاد إقليمية ودولية وتتشابك فيه المصالح العليا للدول الكبرى على حساب حياة ووجود شعبنا العربي اليمني، ولهذا فمعظم الوساطات الدولية لم تتمكن من تحقيق أي تقدم لإنهاء القتال وإيجاد حل يرضي جميع الأطراف، وحتى الدور الأممي للأمم المتحدة ومبعوثها الخاص وكذلك الاتحاد الأوروبي لم يصل إلى حلول جذرية لإنهاء القتال في اليمن".

صعوبة المفاوضات وتعنت الحوثيين

وأكد العناز أن صعوبة المفاوضات تكمن في الممانعة التي يبديها دائما الحوثيون وطبيعة الشروط التي يقدمونها والأسس التي يرتكزون عليها في أي عملية جلوس على طاولة المفاوضات.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن الدور السياسي للعراق سيكون عبر العديد من الأبواب الرئيسية، منها وزارة الخارجية وطبيعة العلاقة مع الشرعية اليمنية، والتي أدت إلى توقيع صيغة تفاهم جديد بعد زيارة وزير الخارجية اليمني لبغداد، قبل أيام.

ولفت العناز إلى أن هناك أطرافا سياسية وفصائل مسلحة ترتبط بعلاقات جيدة مع الحوثيين الذين سبق وأن زار وفد منهم بغداد للمشاركة في أحد الاحتفالات، والتي قد تساهم في مساندة الحكومة العراقية في سعيها لإيجاد وساطة تساهم في احتواء الأزمة اليمنية وإيجاد الحلول المناسبة لها، على حد قوله.