محاولات احتواء الصبيحة.. من مشروع "المحور" جنوباً إلى مشروع "الإقليم" غرباً

تقارير - Sunday 30 July 2023 الساعة 03:11 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

على بعد امتار من أهم مضايق العالم البحرية، توافدت عشرات الأطقم على متنها المئات من مسلحي قبائل الصبيحة إلى منطقة باب المندب الواقعة على حدود محافظتي تعز ولحج، جنوبي اليمن.

التوافد جاء إثر إشاعات وحديث عن تمركز لقوات من المقاومة الوطنية في المنطقة وتحرك عسكري للقوات المشتركة بالساحل الغربي إلى منطقة رأس العارة التابعة لمديرية المضاربة بلحج، وهو ما تم نفيه من قبل مصدر مسئول بالقوات المشتركة.

التوتر المفاجئ للوضع في منطقة باب المندب دون وجود أسباب واضحة، سبقه ما يشبه محاولات لإثارة الوضع في مناطق الصبيحة وعودة الحديث عن "مظلومية" أبنائها وتهميشهم من قبل مختلف الأطراف الفاعلة على الأرض واستغلال قرارات تغيير بمناصب أمنية وعسكرية في عدن والساحل الغربي وطالت قيادات من أبناء الصبيحة.

أحاديث مثلت تمهيداً لإطلاق دعوات ومطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها وسائل إعلام محلية، بإنشاء ما يُسمى بـ"إقليم باب المندب" يضم مناطق انتشار قبائل الصبيحة كحل يتصدى لـ"مظلومية وتهميش أبناء الصبيحة"، بحسب رأي من يقف خلف هذه الدعوة.

هذه الدعوات ترافق معها نشر خريطة لهذا الإقليم بمساحة تصل إلى نحو 17 ألف كم مربع، تشمل مديريات في محافظات عدن ولحج وتعز، وهو ما يتجاوز الانتشار والتواجد الحالي لقبائل الصبيحة، بحسب ردود بعض من أبناء الصبيحة الذين اعترضوا على هذه الخريطة.

في حين رأى عدد من نشطاء الجنوب في الخريطة المزعومة استهدافاً بشكل واضح لمشروع استعادة الدولة الجنوبية على حدود ما قبل عام 90م، بضم مديريات تابعة لمحافظة تعز كالقبيطة والمقاطرة والوازعية وموزع وذُباب.

كما أن المديريات الثلاث الأخيرة خاضعة لسيطرة القوات المشتركة بالساحل الغربي، وهو ما يعني إشارة بالصدام معها بتحريض قبائل الصبيحة بوضع اليد عليها والدخول في مواجهة مع القوات المشتركة، ما يجعل من الأحداث التي شهدتها منطقة باب المندب، السبت، مقدمة لذلك.

تحريض قبائل الصبيحة للدخول في مواجهة مع القوات المشتركة بالساحل الغربي وتحديداً قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، تحت لافتة هذا الإقليم المزعوم، يعيد إلى الأذهان تجربة مماثلة جرت في السنوات الأخيرة.. تجربة تمثلت في محاولة جماعة الإخوان سابقاً استخدام قبائل الصبيحة وتحريضها باتجاه الدخول في مواجهة مع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، عبر إنشاء ما سُمي "محور طور الباحة العسكري" بقيادة العميد الإخواني أبوبكر الجبولي، عقب هزيمة التشكيلات العسكرية الموالية للجماعة في عدن عام 2019م.

ورغم مرور 4 سنوات على فشل هذه المحاولة الإخوانية، تعود اليوم محاولات الاستقطاب والاحتواء التي تستهدف مناطق وقبائل الصبيحة تحت لافتة جديدة وضد هدف جديد، ما يكشف حجم التحدي الذي يواجه أبناء هذه المنطقة في إفشال محاولات استثارة عواطفهم واستغلال قواهم لخدمة مشاريع وأجندة محلية وإقليمية لا مصلحة لهم فيها.