لاجتثاث شأفة الإرهاب.. تضحيات القوات الجنوبية تواجه غدر القاعدة

تقارير - Monday 14 August 2023 الساعة 08:21 am
أبين، نيوزيمن، خاص:

لم يجد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، سوى الغدر للرد على الضربات الموجعة التي تلقاها على يد القوات الجنوبية المشاركة في عمليتي "سهام الشرق" و"سهام الجنوب" التي جرى إطلاقهما أواخر العام الماضي لدحر الإرهاب من محافظتي أبين وشبوة جنوب البلاد.

عبوات ناسفة يجري زرعها بشكل كثيف أمام تحركات القوات الجنوبية بهدف استهداف القيادات العسكرية البارزة التي تقود عمليات التطهير ميدانياً ضد معسكرات وأوكار التنظيم في المناطق النائية والشعاب الجبلية التي لم تصلها أية حملة عسكرية من قبل على مدى سنوات طويلة.

ومع كل تضحية كبيرة تقدمها القوات الجنوبية خصوصاً في محافظة أبين التي شهدت استهداف الكثير من القيادات البارزة ممن كان لها دور بارز في الحرب ضد الإرهاب واجتثاثه من كل مناطق المحافظة المحاذية لمحافظة البيضاء، الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي -ذراع إيران في اليمن.

السيد رقم واحد

منذ مطلع العام الجاري، قدمت القوات الجنوبية الكثير من التضحيات في صفوف جنودها وقياداتها، كان آخرهم استشهاد قائد قوات الحزام الأمني في أبين، العميد عبداللطيف السيد، الذي يصنفه تنظيم القاعدة بأنه المطلوب رقم واحد لها منذ هزيمة التنظيم في أبين 2011.

عبر عبوات ناسفة شديدة الانفجار، نصب تنظيم القاعدة كميناً لموكب العميد السيد أثناء مروره في رفض المتفرع من وادي عويمران شرق مدينة مودية، يوم الخميس الماضي، ليسقط عميد مكافحة الإرهاب في أبين مع قيادات أمنية وقبلية أخرى، منها أركان حرب قوات الحزام الأمني في أبين صلاح اليوسفي اليافعي.

وعلى مدى سنوات طويلة فشل التنظيم في تحقيق هدفه في استهداف العميد عبداللطيف السيد، منذ أن كان قائدا للجان الشعبية المناهضة للتنظيم في أبين، التي حولها منذ 3 عقود إلى معاقل رئيسية لوجوده الإرهابي.

إن حجم وعدد ونوعية العمليات الإرهابية التي شنها تنظيم القاعدة لاستهداف القائد السيد دليل على أن هذا الرجل تمكن من توجيه ضربات موجعة للتنظيم الإرهابي في أبين، وأصبح يمثل كابوسا مرعبا بالنسبة لهم ويقض مضاجعهم ليلاً ونهاراً. 

وما حدث في مجلس العزاء في 2012/8/4م كان الشرارة الأولى لسعي التنظيم الإرهابي للانتقام من هذا الرجل. حيث قامت العناصر الإرهابية بتفخيخ مجلس عزاء ابن شقيق العميد عبداللطيف السيد في مدينة جعار، عقب استعادة المدينة التي أعلنها التنظيم إمارة إسلامية له في أبين. الهجوم كان انتقاماً من الرجل الذي أسهم في الانتصار ودحر الإرهاب من جعار.

خلال تفجير العزاء قتل 45 شخصا على الأقل، وأصيب 34 آخرون بجروح بينهم 3 من أشقاء العميد السيد، إلى جانب عدد كبير من أقاربه، إلى جانب إصابته بإصابة بالغة وفقد على إثرها إحدى عينية في الهجوم.

عمليات غادرة

وعلى مدى السنوات الماضية كان القائد عبداللطيف السيد حاضرا في كل معركة ضد تنظيم القاعدة "أنصار الشريعة" في محافظة أبين تحت قيادته وبكل اقتدار سجلت قواته العديد من الانتصارات الحاسمة ومع ذلك كانت مهمته ليست سهلة تعرض لمحاولات اغتيال متعددة ولكنه نجا في كل مرة واستمر في محاربته الشرسة ضد الإرهاب. 

وفي 22 من سبتمبر 2012 م شن التنظيم عملية انتحارية بحزام ناسف استهدفت السيد في العاصمة عدن وأدت لإصابته وثلاثة من مرافقيه بجروح. 

وفي نوفمبر 2017م استهدف موكب السيد بعبوات ناسفة زرعها عناصر تنظيم القاعدة أثناء مغادرته لمديرية المحفد متوجها إلى زنجبار. 

وفي فبراير 2019م تعرض القائد السيد لمحاولة اغتيال في مديرية المحفد بعبوات ناسفة زرعتها عناصر القاعدة. 

وفي مايو 2020م استهدف موكب السيد بهجوم مسلح في منطقة باتيس أدى لاستشهاد اثنينن من مرافقيه وإصابة اثنينن آخرين. 

وفي نوفمبر 2021م استهدف موكب السيد بهجوم مسلح لعناصر من تنظيم القاعدة وأدى لإصابة قائد حراسته بإصابات خطيرة. 

وفي مارس 2022م استهدف موكب السيد بهجوم انتحاري بمنطقة عمودية سيارة مفخخة في الطريق الرابط بين مدينة جعار وزنجبار حيث قتل أحد حراسته.

وفي 10 من أغسطس 2023م استشهد القائد عبداللطيف السيد وعدد من مرافقيه أثناء قيادته لعملية "سيوف حوس" لتطهير المحافظة من فلول القاعدة التي لا تزال تتمركز في ضواحي مديرية مودية.

تضحيات كبيرة  

أكثر من 50 عملية استهداف تعرضت لها القوات الجنوبية في محافظة أبين على يد عناصر التنظيم الإرهابي منذ مطلع يناير 2023. وأسفرت تلك العمليات عن استشهاد وإصابة أكثر من 100 جندي بينهم قيادات ميدانية بارزة.

وكان السيد واحدا من عشرات القادة من أبناء المحافظات الجنوبية، الذين سطروا ملاحم نادرة وفارقة في تاريخ الحرب على الإرهاب، ليعمدوا بدمائهم انتصارات ساحقة ضد القاعدة.

في يناير قتل قائد الكتيبة الثانية في اللواء الـ4 مشاة العقيد عبدالرحيم المعكر واثنان من مرافقيه، فيما أصيب آخرون بذات التفجير الغادر لدى مشاركتهم في عملية سهام الشرق.

وفي فبراير، استشهد قائد عمليات اللواء الخامس في الحزام الأمني العقيد عبدالله بارجيلة وأركان العمليات للقوات المشتركة المقدم مشعل العلياني وإصابة 5 جنود آخرين، في هجوم وقع في وادي عومران بمديرية مودية شرق أبين.

وفي أبريل سقط قائد الكتيبة الثالثة بقوات الحزام الأمني الرائد فوزي شايف البكري وعدد من مرافقيه في منطقة البقيرة في ذات المديرية.

أما يوليو سقط قائد الكتيبة الأولى في اللواء الثالث دعم وإسناد النقيب صدام حسين السعدي، وقائد سرية بالكتيبة الأولى في اللواء الثاني دعم وإسناد غسان القديمي وعدد من الجنود من قوات “سهام الشرق” في تفجير إرهابي بمنطقة “البقيرة” بوادي عومران. كما استشهد في ذات الهجوم رئيس المجلس الانتقالي في البقيرة “عارف ناصر مكني”، والذي قدم حياته فداء في سبيل طرد تنظيم القاعدة الإرهابي.

وكان مقابل التضحيات التي قدمتها القوات الجنوبية خسائر فادحة بصفوف تنظيم القاعدة، حيث خسر التنظيم الإرهابي عشرات القادة الميدانيين والعناصر الإرهابية، فضلا عن خسارة معاقله الرئيسية التي كان يتخذها نقطة انطلاق لشن هجماته في الجنوب، وفقا لخبراء.

مواصلة المسيرة 

تضحية العميد السيد ومن سبقة زاد جنود وقادة القوات الجنوبية الإصرار على اجتثاثه شأفة الإرهاب من محافظة أبين وباقي المحافظات الجنوبية. حيث تؤكد القيادات الأمنية والعسكرية المشاركة في الحرب ضد القاعدة في أبين وتحديدا في عملية "سيوف حوس" التي جرى إطلاقها قبل أيام لتعقب فلول القاعدة المختبئة في أودية وشعاب جبلية وعرة في رفض وجنن بمحاذاة وادي عومران شرق مودية.

وأكد قائد محور أبين القتالي العميد النوبي أن تضحية العميد عبداللطيف السيد قائد الحزام الأمني في أبين وكل جنود وقادة القوات الجنوبية وهم يؤدون واجبهم الوطني لن تذهب سدا. مؤكدا:"أننا لن نتراجع عن خوض هذه المعركة المصيرية حتى استئصال هذه الآفة الخطيرة".

من جانبه أوضح العميد نبيل المشوشي قائلا: إننا ندرك أن معركتنا ضد الإرهاب والداعمين له، ستكلفنا الكثير من التضحيات، غير أننا لن نتراجع عن خوض هذه المعركة حتى استئصال شأفة هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا المُسالم، وتجفيف منابعها من كل شبر في جنوبنا الحبيب، حتى ينعم الجميع بالأمن والأمان والسلام، وهذا هو عهدنا للقادة والجنود الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل هذا الهدف النبيل.