مُوكَا.. مَهرجان القَهوة

تقارير - Friday 03 November 2023 الساعة 07:16 am
نيوزيمن، كتب/ أحمد محمود النويهي

تحضر المَخَا-مُوكَا منذ القدم عبر ميناء القهوة الذي ذاع وانتشر، إذ وصلت سفن البحارة المرفأ التجاري الأشهر عالمياً لتصدير البُن إلى مختلف الموانئ العالمية منذ القرنين الخامس والسادس عشر الميلادي. 

ازدهرت تجارة القهوة في الزمن القديم عبر المخا بسبب زراعة أرض العربية السعيدة لشجرة البُن بمساحات شاسعة في المدرجات والسهول والوديان. 

من المخا إلى بئر علي ميناء "قَنا" سافرت القوفل قديماً تشق ركابها باتجاه موانئ العالم حاملة البن والتبغ والبهار.. 

من تدمر إلى طشقند وسمرقند سارت القوافل لتنشأ على حواف الطرق خانات ومحطات تجارية أصبحت بعد فترة من الزمن مدناً على خطوط التجارة العالمية بسبب ازدهار الأنشطة التجارية. 

من المخا سافرت المراكب والأشرعة وإليها تعود كونها موطن القهوة الأول بلا منازع. 

تعود القهوة في مهرجان البُن_مُوكا الذي شهدته ساحة المدينة القديمة خلال ثلاثة أيام في فعالية أدهشت الحضور والمتابعين في تنوعها وتجلياتها الإبداعية. 

حمل المهرجان مضامين استراتيجية في محاولة للعودة للحقول لزراعة البن وإعادة تصديره والحفاظ على مكانته العالمية باعتباره صاحب الماركة والامتياز-مُوكا.. 

حضرت الأهازيج والأغنيات، الشعر والكلمات، الأمنيات، احتشدت القلوب والعقول تشاهد موكا في حلة عروس هجرها الهوى والبحر والمراكب.. 

كان الحضور باذخ الزهو والزهور حضرت التنمية والثقافة والمزارع والفلاح، حضرت سلاسل القيمة الاقتصادية لهذا البن المنتج محلياً وقد اكتسب صفة العالمية وأصبح يشكل القيمة والحضور. 

احتشدت المدينة بكل مكنونها حاملة ومعها كل الشوق الذي لا ينضب لمعانقة البحر والهوى والفنار الذي كان ولا يزال منارة تشير لميناء القهوة العالمي. 

شكل المهرجان في نسخته الثالثة تظاهرة ثقافية إذ تضمن أدبياته وأوراقه ولوحاته التشكيلية ومعرض الصور الفوتغرافية مكنونا معتقا يضج بالتاريخ في أبهى صورة تقدم لليمن والعالم ماهية المخا وما الذي تعني لنا هذه التي تعود تسابق العصر لتصحو على ساحل يمتد بهذا الزهو والحضور..