جمود سياسي بانتظار وهم السلام يعيق حلحلة الأزمات بالمناطق المحررة

تقارير - Sunday 05 November 2023 الساعة 07:06 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

مع طغيان مشهد الحرب على قطاع غزة على الاهتمام الدولي والإقليمي، تتعمق حالة الجمود الذي يعاني منه المشهد في اليمن وغياب الحديث عن جهود السلام وانعكاسات ذلك على الوضع في المناطق المحررة وحلحلة الأزمات التي تعاني منها تلك المناطق.

ومنذ ما يزيد عن العام، يعيش المشهد في اليمن حالة من اللاسلم واللاحرب جراء تعثر الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة والدول الغربية وكذا المفاوضات التي تقودها سلطنة عمان بين جماعة الحوثي والسعودية في التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الأممية والتهيئة لمفاوضات الحل النهائي.

وتصاعد التفاؤل بقرب نجاح هذه الجهود عقب وصول وفد من جماعة الحوثي برفقة وفد من سلطنة عُمان إلى العاصمة السعودية الرياض منتصف شهر سبتمبر الماضي ولقاءها بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، وجرى الحديث حينها بشكل واسع عن "لمسات أخيرة" قبل الإعلان عن اتفاق موسع لتمديد الهدنة وخارطة طريق إلى المفاوضات.

وعلى الرغم من تفجر الحرب في غزة عقب الهجوم الذي شنته حركة حماس في الـ7 من أكتوبر الماضي، ظل حراك "السلام" موجوداً على المشهد من خلال اللقاءات المكثفة التي شهدتها الرياض وإجراءها من قبل كل من المبعوث الأممي والسفير والمبعوث الأمريكي مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة والحكومة وأطراف سياسية ومسئولين سعوديين وخليجيين.

إلا أن الأمر توقف بشكل ملحوظ مؤخراً مع التطور الذي شهدته الأحداث في سياق الحرب في غزة وبدء الجيش الإسرائيلي التوغل البري داخل القطاع وتبني جماعة الحوثي لهجمات بالصواريخ والطيران المُسير نحو إسرائيل، وهو ما يبدو صرف الاهتمام الغربي والاممي عن جهود السلام في اليمن، وتأجيله إلى أجل غير مسمى.

تأجيل يلقى بظلاله بشكل واضح على الوضع بالمناطق المحررة المثقل بالأزمات السياسية والاقتصادية، ومشهد الجمود الذي يطبع على أداء مجلس القيادة الرئاسي وهيئاته وقواه وغياب أي تحرك نحو حلحلة هذه الأزمات بانتظار ما قد تسفر عنه جهود السلام.-كما يرى المراقبون– على الرغم من التداعيات الخطيرة لهذا الوضع.

وبرزت هذه التداعيات بشكل واضح في الأزمة الحادة وغير المسبوقة التي شهدتها خدمة الكهرباء بالعاصمة عدن خلال الأيام الماضية وانهيارها بشكل شبه كلي، جراء العجز الحكومي في توفير وقود لمحطات التوليد، والتراجع الذي شهدته العملة المحلية أمام العملات الصعبة.

انهيار خدمة الكهرباء وتراجع العملة لم يكن إلا انعكاساً للأزمة المالية والاقتصادية الحادة التي تعاني منها الحكومة جراء التراجع الحاد في الإيرادات بسبب استمرار وقف تصدير النفط منذ أكثر من عام جراء هجمات مليشيات الحوثي، بالإضافة إلى ما تسببت به الهدنة وإجراءات المليشيات في تحويل سفن البضائع من الموانئ المحررة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها.

حرب اقتصادية تواجهها حكومة "الرئاسي" من قبل جماعة الحوثي وسط عجز عن مواجهتها، بسبب فشل الأدوات المكلفة بذلك كما يرى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وجه انتقادات لاذعة مؤخراً لرئاسة الحكومة وقيادة البنك المركزي واتهمهما بالفشل في ملف الخدمات والعملة، وأعاد التذكير بمطالباته السابقة بضرورة إقالة وإعادة تشكيل لقيادة الحكومة والبنك.

مشهد متأزم وتحديات اقتصادية تواجه المناطق المحررة وتتصاعد تأثيراتها مع استمرار حالة الجمود والشلل داخل مجلس القيادة الرئاسي والتقاعس في إحداث تغييرات جذرية داخل مؤسسات وهياكل السلطة، وإبقاء المناطق المحررة وأبنائها تحت رحمة ملف السلام وابتزازات جماعة الحوثي المدعومة من إيران.