بعد مهاجمة مليشيا الحوثي لمأرب وتعز.. أمريكا تحذّرها من تبديد جهود السلام

تقارير - Thursday 09 November 2023 الساعة 09:48 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

حذر المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، من تبديد جهود السلام من خلال التصعيد الحوثي في اليمن وفي المنطقة، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ونشرت صحيفة "ذي ناشيونال" الناطقة باللغة الإنجليزية، الأربعاء، تصريحات قالت إن ليندركينج أدلى بها للصحيفة، وقال فيها: "لقد أحرزنا تقدماً هائلاً في عملية السلام (في اليمن) ولا ينبغي تبديد جهود السلام هذه. ننصح جميع الأطراف بعدم توسيع هذا الصراع."

وقال المبعوث الأمريكي، إن سياسة واشنطن في اليمن لا تزال "تركز على تأمين الهدنة التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن وتوسيع نطاقها والبناء عليها"، مذكراً بما اعتاد المجتمع الدولي والأمم المتحدة قوله بشكل متكرر منذ هدنة أبريل 2022، من أنه "يتعين على الأطراف مواصلة اختيار السلام والتحرك نحو وقف دائم لإطلاق النار على مستوى البلاد وإطلاق عملية سلام يمنية- يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".

وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي ليندركينج بعد يومين من مهاجمة مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، للقوات الحكومية غربي تعز، وبعد يوم من تصعيدها على جبهة مأرب ودفعها بتعزيزات كبيرة من مقاتليها إلى خطوط التماس في المحافظة. كما تتزامن هذه التصريحات مع استمرار المليشيا الحوثية في إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ بالستية على أهداف إسرائيلية مفترضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتهديدها بإطلاق المزيد.

تصعيد المليشيا الحوثية لم يقتصر على استمرار إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو أهداف إسرائيلية بعيدة لا تصل إليها، بل عمدت منذ أكثر من أسبوع إلى فبركة شائعات تفيد بأن أمريكا تخطط لدفع الحكومة والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي إلى تحريك بعض الجبهات ضدها، وهي الفبركات التي تبناها قادتها العسكريون والإعلاميون منذ يومين، وعلى إثرها وجدت لنفسها مبررا لمهاجمة القوات الحكومية. كما تستمر ذراع إيران في اليمن باستغلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتجنيد مقاتلين جدد والدفع بهم إلى الجبهات الداخلية، في محاولة لتحقيق مكاسب عسكرية لم تتمكن من تحقيقها خلال فترة الهدنة.

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، هذه هي المرة الرابعة التي يتحدث فيها المبعوث الأمريكي عن مهمته وسياسة بلاده في اليمن، بعد حديثه عن صعوبة دفع مرتبات الموظفين الحكوميين خلال لقائه بالسفير الفرنسي لدى واشنطن مطلع أكتوبر الماضي، ثم حديثه عن دعم بلاده "القوي" لحوار سياسي "يمني يمني شامل" خلال لقائه بالمبعوث الأممي جروندبرج في واشنطن أيضاً. وفي أواخر أكتوبر الماضي حضر ليندركينج ندوة للمعهد الأمريكي للسلام، كذلك في واشنطن، وقال إن بلاده تخشى أن تهدد الحرب في غزة التقدم نحو السلام في اليمن، وأن ذلك هو "أسوأ مخاوفه".

ويرى مراقبون للوضع المحلي والإقليمي أن تحذير المبعوث الأمريكي إلى اليمن هذه المرة من تبديد جهود السلام، والتي قال إنها "تحققت بشق الأنفس"، حمل رسالة أقوى من الرسائل التي وجهها هو ومسؤولون أمريكيون آخرون لقادة المليشيا الحوثية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بسبب إصرارهم على الانخراط في الحرب الإقليمية بالوكالة عن إيران، وعلى تصعيد القتال في الجبهات الداخلية.