حضرموت و"باسلمة".. مواجهة الانتقالي بمشاريع "تفتيت" الجنوب

تقارير - Saturday 11 November 2023 الساعة 02:21 pm
حضرموت، نيوزيمن، عمار علي أحمد:

شكلت الضجة التي أحدثها البيان الأخير باسم حلف قبائل حضرموت وتداعياته التي انتهت بالإطاحة برئيس الحلف الوكيل عمرو حبريش، حلقة جديدة من حلقات الصراع السياسي الذي تعيشه محافظة حضرموت، والذي شهد فترة هدوء نسبي خلال الأشهر الماضية.

حيث جسد البيان وتداعياته طرفي الصراع، الأول من خلال الأطراف والشخصيات التي وقفت خلف البيان الذي هاجم قوات النخبة الحضرمية والدور الإماراتي بالمحافظة واحتفت به لاحقاً بشدة من داخل المحافظة وخارجها وعلى رأسها جماعة الإخوان.

في حين تجسد الطرف الآخر من خلال ردود الأفعال الغاضبة ضد البيان من قبل السلطة المحلية والأمنية والمكونات السياسية والاجتماعية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي اعتبرت اللجوء إلى استخدام ورقة "قبائل حضرموت" دليلاً على فشل وموت مشروع "مجلس حضرموت الوطني" الذي جرى إشهاره قبل نحو 5 أشهر.

إشهار المجلس الذي مثل ذروة لمشهد الصراع بالمحافظة، اُعتبر حينها محاولة قوية من قبل خصوم المجلس الانتقالي لقطع الطريق على محاولات المجلس استكمال بسط نفوذه على المحافظة والالتفاف كذلك على المطالب الشعبية بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت.

وعلى عكس الضجة التي صاحبت إشهار المجلس، إلا أنه لم يسجل أي نشاط على الأرض أو نشاط سياسي منذ إشهاره أواخر يونيو الماضي، بل لم يجرِ الكشف عن أسماء القيادات المؤسسة له أو أسماء الهيئة القيادية، وجرى الاكتفاء فقط بالإفصاح عن اسم رئيس الهيئة التأسيسية للمجلس وهو وزير النقل السابق بدر باسلمة.

وما يعزز حقيقة فشل مشروع المجلس، هو سلوك باسلمة ذاته الذي اتجه عقب أقل من شهرين على إشهار المجلس إلى تقديم نفسه بصفة جديدة ومشروع جديد يترأسه، حيث قام بتقديم نفسه في تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية بصفته رئيس "اللجنة الفنية لمشروع تمكين السلطات المحلية".

المشروع الذي زعم باسلمة بأنه يهدف إلى إعداد خريطة طريق تعطي السلطات المحلية في المحافظات مزيداً من الصلاحيات والاستقلالية عن الحكومة المركزية، جرى نفيه بشكل قاطع من قبل وزارة الإدارة المحلية التي وجهت رداً رسميا إلى الصحيفة السعودية.

>> وزارة الإدارة المحلية تتهم رئيس "مجلس حضرموت الوطني" بالترويج لمشروع وهمي

وعلى الرغم من هذا النفي الرسمي، إلا أن الرجل لا يزال متمسكاً به، حيث نشر الأسبوع الماضي على صحفته في "الفيس بوك" صورة له مع السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن؛ وزعم بأنه استعرض مع السفير "مشروع تمكين السلطات المحلية"، في حين لم تنشر السفارة الأمريكية على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي خبراً حول اللقاء ما يشير إلى كونه لقاء غير رسمي.

اللافت في الأمر عدم إشارة باسلمة من قريب أو بعيد إلى موضوع "مجلس حضرموت الوطني"، ما يكشف بوضوح أن ما يروج له اليوم من مشروع "تمكين السلطات المحلية"، هو بديل لفشل مشروع المجلس، وأن المشروع الجديد ما هو إلا مشروع جديد ومحاولة جديدة من قبل خصوم الانتقالي وعلى رأسهم الإخوان.

مشروع ومحاولة تؤكد إصرار خصوم الانتقالي في مواجهته على خارطة النفوذ والمصالح في الجنوب، حتى وإن كان عبر تفتيت خارطته، بمجالس "مناطقية" أو بمشاريع تحويل محافظاته إلى "دويلات" شبه مستقلة، تقضى على مشروع الانتقالي باستعادة الدولة الجنوبية.