إحصائيات مغلوطة.. لهث حوثي وراء أموال المساعدات الخارجية

تقارير - Monday 13 November 2023 الساعة 04:23 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

باتت أموال المانحين والمنظمات الدولية هدفا رئيسيا للميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن، التي تحاول الاستحواذ على المساعدات الخارجية عن طريق بوابة الأمراض والأوبئة.

مؤخراً، أطلق ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، تقريراً حول أعداد المصابين بأمراض سوء التغذية في صفوف الأطفال. وأشار التقرير إلى أن نحو 3 ملايين و241 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والعام والوخيم، بما في ذلك 313 ألفا و790 طفلا دون الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.

كما أن التقرير الحوثي اقتصر فقط على الترويج للمحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات، موضحا أن محافظات: "حجة والحديدة وصعدة وريمة وتعز" هي الأكثر تضرراً وأنها تمثل أكثر من نصف حالات سوء التغذية الحاد في اليمن.

وركز التقرير على أهمية استمرار تدفق المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات عبر ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي الذي أنشأه الحوثيون لأجل الاستحواذ على أموال المساعدات وتوجيهها نحو مناطق سيطرتهم.

المغالطات التي قدمها التقرير كانت مكشوفة ومفضوحة من خلال أعداد الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية على مستوى اليمن؛ حيث أشارت آخر الإحصائيات الصادرة الأممية بينها منظمة اليونيسيف أن عدد حوالي 2.3 مليون طفل في مختلف المحافظات اليمنية. وهو ما يؤكد أن الإحصائية المعلنة من قبل الحوثيين مبالغ فيها خصوصا وأنها على مستوى المحافظات الخاضعة لسيطرتهم فقط.

الكثير من المصادر الحقوقية شككت من صحة هذه الأرقام والمعلومات التي تروج لها الميليشيات الحوثية بين الحين والآخر، لعدم اكتراثها بمعاناة المواطنين وأوضاعهم المعيشية الصعبة.

وأوضحت المصادر أن الجهات الحوثية تكتمت لفترات طويلة على حقيقة الأمراض والأوبئة التي اجتاحت مناطق سيطرتهم لسنوات، من خلال الادعاء بأنها غير موجودة وأرقامها قليلة؛ إلا أن هذه الأمراض ومنها سوء التغذية أصبحت مصدر دخل كبير لخزينة الميليشيات. 

وأشارت إلى أن المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي أصدر مؤخرا الكثير من التقارير التي تروج لأرقام كبيرة للأمراض والأوبئة بهدف الضغط على المنظمات العاملة الأممية والدولية على اعتماد المشاريع الإنسانية لمواجهة تلك الأمراض تحت إدارة حوثية. موضحة أن تقليص الكثير من المنظمات والجهات المانحة للمساعدات في اليمن دفع بالمجلس الحوثي إلى نشر التقارير والترويج للأرقام الكبيرة للسيطرة على ما تبقى من مساعدات خارجية.

وكانت عدد من المنظمات والجهات الدولية المانحة أعلنت خلال الأسابيع الماضية تقديم مساعدات مالية جديدة لصالح التخفيف من حدة وضع التغذية لدى أطفال اليمن. بينها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بقيمة 10 ملايين دولار، والبنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار لتحسين الخدمات الصحية والتغذية والمياه والصرف الصحي لملايين الأشخاص الأكثر احتياجاً في البلاد.