توقف 16 شركة شحن.. تعطُّل الملاحة الدولية يعري أكاذيب الحوثي بتأمين باب المندب
إقتصاد - Monday 25 December 2023 الساعة 09:11 amارتفع عدد شركات الشحن الدولية التي أعلنت وقف عملياتها الملاحية في مياه البحر الأحمر وباب المندب. وقت لا تزال فيه القيادات الحوثية تسوق الأكاذيب والادعاءات بشأن عمليات القرصنة والاستهدافات الإرهابية ضد السفن المارة قبالة السواحل اليمنية.
نحو 16 شركة عالمية متخصص بالنقل البحري أعلنت التوقف عن جميع شحنات الحاويات المارة عبر البحر الأحمر في ظل تصاعد الهجمات التي طالت السفن التجارية في المنطقة. وقررت تلك الشركات تغير مسار سفنها بعيدا عن الممر الحيوي الذي يعبر فيه أكثر من 13 بالمائة من التجارة العالمية.
ووفقاً لبيانات التوقف الإجباري التي نشرتها شركات الشحن البحري إن قرار تحويل المسار صوب رأس الرجاء الصالح جنوب أفريقيا يأتي ضمن الإجراءات الفورية التي تهدف لإعطاء الأولوية لسلامة وأمن طواقم سفن الشحن"، مشيرة إلى أن هذا إجراء مؤقت للسلامة.
خطوات الإيقاف المتواصلة من قبل شركات النقل البحري الدولية، تتزامن مع تصاعد الهجمات الحوثية التي تهدف بدرجة رئيسية لتعطيل الملاحة العالمية وإلحاق أكبر ضرر بالتجارة العالمية المارة من المنطقة.
وقال الخبير في الطاقة الدولية، غريغوري برو، إن حركة المرور عبر البحر الأحمر انخفضت بنسبة 35 بالمائة. لافتا إلى أن حظر التجارة في تلك المنطقة ليس تماماً، نظراً لأن معظم السفن التجارية يمكنها اختيار المسار الأطول والأكثر اماناً حول أفريقياً لتجنب المرور من باب المندب.
وأكد الخبير: إن الهجمات التي تشنها الميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في البحر الأحمر، تهدف إلى تعطيل الاقتصاد العالمي واستعراض قدراتهم مثل ما تقوم به إيران في تهديد الملاحة الدولية. وأشار إلى إن الهجمات الحوثية رفعت تكلفة الشحن عالمياً، وهذا يفرض تكاليف إضافية على التجارة في وقت أدت المشاكل في قناة بنما إلى جعل الشحن البحري أكثر تعقيداً، حيث تشعر البنوك المركزية بالقلق بشأن ارتفاع التضخم الجديدة". لافتاً إلى إن استمرار الهجمات الحوثية والحصار على السفن فإن التكاليف الباهظة سوف يتحملها المستهلكون والتأثير على الدول المحلية ستكون كبيرة.
بالمقابل، تسعى الميليشيات الحوثية وقياداتها البارزة إلى تسويق الأكاذيب والادعاءات من أجل تبرير عملياتهم الإرهابية التي طالت سفنا تجارية تابعة لدول ليست إسرائيلية كما تدعي تلك القيادات.
عمليات التوقف المتواصلة من قبل شركات الشحن البحرية العالمية، كشفت زيف التصريحات التي أدلى بها القيادي البارز في الميليشيات الإيرانية محمد علي الحوثي، الذي أكد قبل أيام أن حركة التجارة الدولية عبر البحرين الأحمر والعربي وباب المندب مستمرة باستثناء سفن الكيان الإسرائيلي.
روج الحوثي، خلال لقاء جمعه مع المتحدث العسكري للميليشيات الحوثية يحيى سريع قبل أيام، أن باب المندب آمن لحركة التجارة الدولية، وأن ما يتم تداوله من منع مرور سفن التجارة عبر هذا المضيق غير صحيح وتهويل. وأكد الحوثي أنهم حريصون على استمرار حركة التجارة الدولية.
اللافت أن الكثير من شركات الشحن العالمية أعلنت تعليق عملياتها في البحر الأحمر عقب التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا أشتياني، الذي أكد أن "البحر الأحمر يعتبر جزءاً من منطقة إيران" في تأكيد واضح وصريح على الدعم الكبير الذي تقدمه طهران للحوثيين لشن هذه الهجمات وتعطيل التجارة العالمية.
من جانبها أكدت الحكومة اليمنية أن حوادث القرصنة في البحر الأحمر وباب المندب خلال الأسابيع الماضية تؤكد أنها بتخطيط إيراني، محذراً من تصاعد وتيرة عمليات القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن والتي ستكون لها تداعيات اقتصادية على مستوى اليمن والعالم.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الارياني، إن حوادث القرصنة البحرية التي تقوم بها مليشيا الحوثي ليست ظاهرة جديدة، وخلال السنوات الماضية تم توثيق الكثير من الحوادث والاستهدافات التي تعرضت لها سفن تجارية للقصف والاختطاف، مضيفاً: "بات من الواضح خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي، على أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، بعد نقضها كافة الاتفاقات، بما فيها اتفاق السويد.
وقال الارياني: "الميليشيات الحوثية اتخذت موانئ الحديدة منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية. إلى جانب تقويض جهود التهدئة وإحلال السلام، وانتهاكها لجميع القوانين والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن. وهذا لا يشكل خطراً على اليمن فحسب بل على سلامة السفن التجارية وناقلات النفط وأمن خطوط الملاحة الدولية".