"سير اتزيرع".. قاضٍ حوثي يهين مالك إذاعة محلية بصنعاء بعد حكمه بمصادرتها

السياسية - Monday 01 January 2024 الساعة 10:23 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أيدت محكمة خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء الأحد، إجراءات الجماعة بمصادرة ونهب إذاعة صوت اليمن المحلية والتي يملكها الصحفي مجلي الصمدي. 

وقال الصمدي في منشورات له على منصة "أكس"، إن محكمة الاستئناف الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بصنعاء، أصدرت حكماً بإلغاء حكم المحكمة الابتدائية جملة وتفصيلا في قضية مصادرة وزارة الإعلام بحكومة الحوثي للإذاعة.

مضيفاً إن ستة بنود هي إجمالي الحكم الابتدائي الصادر لصالح إذاعة صوت اليمن ضد وزارة الإعلام بحكومة الحوثي والتي يقودها القيادي الحوثي، ضيف الله الشامي، تم إلغاؤها دفعة واحدة كلها دون إبداء الأسباب.

الصمدي كشف أن رئيس المحكمة الحوثية سخر منه عقب صدور الحكم قائلاً: "سير اتزيرع في البلاد"، أي أن يعود إلى القرية ويعمل في الزراعة بدلاً من العمل الإذاعي، وعلق على ذلك بالقول: "أنا ماعاد يحق لي أجلس بصنعاء خلاص".

وكانت المليشيات الحوثية بقيادة ضيف الله الشامي قد اقتحمت مقر إذاعة صوت اليمن المحلية، ونهبت محتوياتها في يوليو من العام الماضي، وعقب شهر من ذلك أقدمت عناصر حوثية بالاعتداء بالضرب المبرح على الصمدي أمام منزله بصنعاء.

هذا الحكم وتعليق القاضي الحوثي للزميل الصمدي، أثار غضباً واسعاً لدى اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا ما قاله القاضي يفضح العنصرية التي تحملها الجماعة الحوثية ضد اليمنيين.

رئيس فرع المكتب السياسي بالمقاومة الوطنية بمحافظة إب كامل الخوداني أشار إلى "الانهيار الأخلاقي والأدبي والقيمي للقاضي"، وقال بأنه لم يكتفِ بسلب الصمدي حقوقه، بل أراد كذلك سلب كرامته ومواطنته وحريته بتعالٍ وعنصريه واستحقار.

مؤكداً أن ما تفوه به القاضي الحوثي "لم تكن كلمة عفوية، بل توجه مرسوم ومخطط له ملخصه: انتو يالقبائل اتزيرعوا.. إعلام، سلطة، حكم، دولة، تعليم.. مش اختصاصكم ولا عملكم ولا مهنتكم.. مهنتكم تتزيرعوا وبس".

في حين يشير الكاتب همدان العليي في تعليق على الحادثة بأنها "ممارسات عنصرية ممنهجة للتخلص من أي كفاءة يمنية لا تنتمي للسلالة"، والتي قال بأنها تعمل على "تفريغ المدن اليمنية من الكفاءات والمتعلمين وتعمل على تهجيرهم ونفيهم إلى خارج اليمن أو المناطق اليمنية النائية". 

مضيفاً: تريد اليمنيين مجرد عكفة ومجرمين وجهلة، أما السلالة فلها التعليم والصحة والتجارة والمنظمات والإعلام وكل شيء، وما قاله القاضي لا يعني حرفيا الزراعة وحسب،  القصد هنا إذهب وابحث عن حرفة لا تحتاج إلى التعليم، أما الإعلام فهو مهنة سلالته، اليمني لا يجب أن يتعلم، لا يجب أن يكون مثقفا أو مشهورا، إما أن تكون عكفيا أو تغادر مناطق سيطرتنا. 

ويعلق الصحفي صادق الوصابي على الأمر، بالإشارة إلى ما يعمله الحوثي منذ سنوات على خلق طبقات اقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة تُهين كرامة اليمنيين، وتقطع مصادر دخلهم الشحيحة أصلاً، وتنهب أموالهم وشقاء عمرهم، وتدفع بهم لهاوية الفقر والجوع والمهانة، مضيفاً: هكذا تتلذذ هذه الجماعة بإذلال اليمني وكسره وطحنه حتى تبقى وحيدة فوق أكوام الخراب.

في حين يؤكد الصحفي، علي الفقيه أن الرد الذي لقيه الإعلامي مجلي الصمدي هو ذاته الرد الذي سيقابله كل إعلامي أو ناشط أو سياسي من غير العترة يمكنه أن يحضر ويؤثر في الحياة العامة، وأضاف: لا ترى فيهم غير رعية مفترض يرجعوا القرية يتزيرعوا ويدفعوا الخمس والزكاة للآل.