ضربات أمريكية بريطانية ضد الحوثيين.. هل غامرت ذراع إيران بحصانة "السلام"؟

السياسية - Friday 12 January 2024 الساعة 09:36 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

تصاعد المشهد في اليمن بشكل كبير، بشن أمريكا وبريطانيا سلسلة غارات جوية وقصف بالصواريخ على مواقع تابعة لمليشيات الحوثي في 6 محافظات يمنية، رداً على هجمات المليشيات ضد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

وبحسب ما أعلنته القيادة المركزية الأمريكية، فقد استهدفت القوات الأمريكية بالتنسيق مع بريطانيا، فجر الجمعة، 60 هدفاً في 16 موقعاً يتبعون ذراع إيران الحوثيين في اليمن "لإضعاف قدرتها على الاستمرار بالهجمات على السفن الأمريكية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر"، وفق بيان صادر عنها.

وأوضحت أن الضربات التي جاءت بدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، استهدفت أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التابعة للمليشيات الحوثية.

من جانبها أقرت مليشيا الحوثي بشن القوات الأمريكية والبريطانية لـ73 غارة، استهدفت كلاً من صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وقالت بأنها أودت إلى مقتل 5 وإصابة 6 آخرين من عناصرها، مكتفية بالقول إن ذلك "لن يمر دون ردٍ ودون عقاب".

الضربات أتت بعد يوم واحد من اعتماد مجلس الأمن الدولي قراراً يدين بأشد العبارات الهجمات الحوثية مطالباً بوقفها فوراً، وكان لافتاً إشارة القرار 2722 الذي اُعتمد بتأييد غالبية الأعضاء، 11 عضوا وامتناع روسيا والصين والجزائر وموزامبيق عن التصويت، إلى حق الدول الأعضاء في الدفاع عن سفنها ضد الهجمات، ما اُعتبر بأنه غطاء قانوني لهذه الضربات.

كما أنها جاءت عقب تقارير إعلامية بريطانية كشفت عن وجود تغير في موقف السعودية الرافض لأي تصعيد عسكري في اليمن قد يُهدد عملية السلام، وهو ما دفعها خلال الفترة الماضية لممارسة ضغوط سياسية مكثفة على واشنطن والغرب للتريث في الرد على هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.

وقالت صحيفة التايمز البريطانية، الثلاثاء الماضي، إن السعودية من بين دول عربية أبلغت الغرب عن دعمها لضربة أمريكية ضد الحوثيين في اليمن لردعهم عن استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر.

الصحيفة البريطانية أشارت إلى موقف السعودية السابق وخشيتها من أن تؤدي أي عملية عسكرية أمريكية وبريطانية ضد الحوثيين، إلى إفساد محادثات السلام، لكنها قالت إن "الرياض توصلت إلى وجهة نظر مفادها أن عدم التحرك الآن يجعل الحوثيين أكثر تعنتاً في المفاوضات".

وشهدت جهود السلام جموداً مفاجئاً بعد مرور أكثر من 20 يوماً على إعلان المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ عن توصل الأطراف في اليمن "للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة". 

وقال المبعوث الأممي، حينها، إنه سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها، وعقب ذلك سرت أنباء وتقارير عن قرب التوقيع على هذه الخارطة مطلع يناير الحالي، بعد الترحيب الصادر عن الحكومة اليمنية والرياض ودول الإقليم والمجتمع الدولي.

إلا أن رفض جماعة الحوثي الإعلان عن موقفها مما أعلنه المبعوث الأممي حتى اليوم، كشف عن رفض ضمني للجماعة وعرقلتها لجهود السلام مستندة إلى ما تراه الجماعة بأنه مكاسب عسكرية وسياسية تحققت لها من خلال امتناع الغرب وعلى رأسهم أمريكا من الرد على هجماتها بالبحر الأحمر.

وهو موقف يُرجح أن يكون قد دفع الرياض إلى تغيير موقفها الرافض لأي رد عسكري من الغرب على الجماعة الحوثية، للضغط عليها لإنجاح جهود السلام، ما يعزز من صحة المعلومات والتقارير التي تتحدث عن قرب هذا الرد خلال الساعات أو الأيام القادمة.