جهود نساء "فقم" الساحلية تنجح بتحقيق التنمية المستدامة عبر معمليّ التونة والملح

إقتصاد - Sunday 14 January 2024 الساعة 10:37 am
عدن، نيوزيمن، هبة البهري:

استطاعت جمعية فقم لتنمية المرأة الساحلية في منطقة فقم مديرية البريقة بالعاصمة عدن تحقيق قصة نجاح استثنائية، حيث حاولت المساهمة في تعزيز الاقتصاد على المستوى المحلي وتحقيق التنمية المستدامة من خلال إنشاء معملين متخصصين بالتونة والملح. 

تأسست الجمعية كمبادرة مبتكرة لمجموعة من النساء في منطقة فقم القويات اللواتي يسعين لتحقيق التقدم والازدهار لمجتمعهن ومنطقتهن الساحلية.

وطافت عدسة نيوزيمن في معمل الجمعية للتونة ورصدت التقنيات والمعدات الخاصة لتجهيز وتعبئة وتصدير منتجات التونة عالية الجودة. حيث يوجد جهاز لتعبئة التونة وآلة شفط الهواء من داخل العلب، وسلال حفظ الاسماك في ثلاجة ذات سعة كبيرة.

وشرحت رئيسة الجمعية ابتسام البيحاني مراحل تحضير التونة عبر شراء أفضل أنواع الأسماك ذات الجودة العالية ومنها "الثمد"، ثم مرحلة التصفية والتقطيع وإزالة الجلد والشوك، ثم تأتي مرحلة التعقيم والغليان لمدة ساعتين، ثم أخيراً التعليب.

وقالت البيحاني، إن لدى المعمل إمكانية لإنتاج حوالي 500 علبة تونة يومياً حسب الطاقة الاستيعابية لعشر موظفات.

وما زال التشاور على تسمية علبة التونة حيث تم اقتراح عدد من الأسماء المرتبطة بالمنطقة مثل تونة فقم، أو الفقمية، حسب البيحاني.

يعد هذا المشروع الرائد مصدرًا رئيسيًا للدخل، سيتم توظيف العديد من النساء من ذوات الظروف الخاصة والصعبة كالأرامل اللاتي يصعب عليهن إعالة أنفسهن وأسرهن، مما يسهم في توفير فرص عمل مستدامة وتحسين معيشة المجتمع المحلي.

بالإضافة إلى معمل التونة، نجحت الجمعية في إنشاء معمل لإنتاج الملح البحري، الذي يعتبر منتجًا أساسيًا في المنطقة الساحلية.

ويتم تصنيع الملح بطرق تقليدية في معمل خاص داخل مقر الجمعية عقب شراء المواد الخام بقيمة 37 ألفاً للطن، ثم تتم عملية التنقية والتصفية والتعبئة ليعكس تراث المنطقة البحري. 

بالإضافة إلى ذلك، تعمل جمعية المرأة الساحلية على توفير فرص للصيادين المحليين من خلال شراء كميات الأسماك المصطادة منهم. يتم استخدام هذه الأسماك في معمل التونة مما يعزز دخل الصيادين.

وأشارت البيحاني إلى أن الجمعية تعمل حاليًا على فكرة جديدة لتغليف وتجميد الأسماك، وذلك بهدف توفير منتجات بحرية طازجة وذات جودة عالية طوال العام. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم الجمعية تنظيم دورات تدريبية لتعليم الأهالي كيفية صناعة التحف البحرية، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز المهارات الحرفية وتوفير فرص عمل إضافية.

تعد الجمعية أنموذجًا رائدًا في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال إنشاء المعملين لتصنيع التونة والملح، وتوفير فرص العمل للصيادين المحليين، وتطوير فكرة تغليف وتجميد الأسماك، وتدريب الأهالي على صناعة التحف البحرية، تسهم الجمعية بشكل ولو بسيط في دوران عجلة الاقتصاد المحلي وتعزيز الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع فقم الساحلي.

تعمل الجمعية بجد واجتهاد لتوسيع نطاق نشاطاتها وتطوير المشاريع الجديدة التي تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين حياة السكان المحليين من خلال الدعم المنظمي لها فيما يجب أن تكون هناك لفتات ودعم حكومي لمثل هذه الجمعيات.