تصدير النفط والغاز مرهون بـ"السلام".. تصريحات حكومية تُذكِّر الغرب بتواطئه مع إرهاب الحوثي

السياسية - Friday 19 January 2024 الساعة 10:10 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

كشفت تصريحات لوزير النفط عبد الله الشماسي عن استمرار أزمة الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي في مواجهة تهديدات مليشيات الحوثي الإرهابية واستئناف تصدير النفط والغاز من المناطق المحررة.

وتوقفت عملية تصدير النفط من مينائي الضبة والنشيمة بمحافظتي حضرموت وشبوة على التوالي، منذ أكثر من عام جراء استهدافهما من قبل مليشيات الحوثي التي تطالب بتقاسم العائدات.

وزير النفط أكد في تصريحات له لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية جاهزية الوزارة الكاملة لاستئناف عملية تصدير النفط الخام والغاز المسال، إلا أنه ربط ذلك بالإعلان عن اتفاق السلام برعاية الأمم المتحدة، مؤكدا بأن الحكومة لا يمكن أن تجازف وتُعرض المنشآت النفطية لخطر استهدافها من جديد.

الشماسي أشار في تصريحاته التي كان قد أدلى بها للصحيفة قبل التطورات الأخيرة بأن قيادة الدولة أبلغتهم بأن "المرحلة الأولى للسلام سيتم السماح بتصدير النفط الخام والغاز في الأسبوع الأول من الاتفاقية وسيظل موردا للحكومة الشرعية خلال المرحلة".

وأضاف: نحن مستعدون في أي لحظة تنطلق عملية السلام والسماح لنا بالتصدير فيما يخص النفط الخام، وفيما يخص الغاز بدأنا في الفترة الأخيرة مرحلة إعادة صيانة ووصلنا نحو 80 في المائة من صيانة ميناء بلحاف لتصدير الغاز.

وفي رده على سؤال حول تعثر تشغيل ميناء بلحاف للغاز خلال السنوات الماضية، أوضح الوزير بأن الميناء شهد أعمال صيانة بعد تعرضه للكثير من عوامل التعرية والصدأ جراء قربه من البحر، مؤكداً بأنه جاهز للتشغيل وأن فرق الصيانة في المشروع يعملون بشكل مستمر وجاد لإعادة تأهيل المنشآت بشكل جيد وإعادة تصدير الغاز، لافتاً إلى أن القوات العسكرية متواجدة في منطقة بعيدة من منطقة التشغيل.

ولفت الشماسي إلى أن الحكومة اليمنية لا تريد أن تجازف "بمنشآت كبيرة جداً، وعمليات تصدير في ظل جنون الحوثيين لضرب كل منشآت الدولة وممتلكات الشعب، هذا الجنون يجعلنا نتريث في علميات تصدير النفط الخام والغاز".

وتسبب توقف تصدير النفط بحرمان الحكومة الشرعية من نحو ثلثي الموارد، ما أدخل موازنتها في عجز مالي وصل إلى نحو 50%، بحسب آخر تقرير شهري أصدره البنك المركزي في عدن نهاية شهر سبتمبر الماضي، ما هدد قدراتها في دفع المرتبات وتقديم الخدمات بالمناطق المحررة.

اللافت أن هذه التصريحات تأتي بالتزامن مع التطورات الأخيرة، على خلفية الهجمات التي تشنها مليشيات الحوثي على الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما دفع بأمريكا وبريطانيا إلى شن ضربات ضد مواقع المليشيات، وإعلان واشنطن الأربعاء، لجماعة الحوثي كجماعة إرهابية عالمية.

إعلان واشنطن، يأتي بعد أكثر من عام على تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية من قبل مجلس الدفاع الوطني في أكتوبر من عام 2022م، عقب استهدافها لموانئ تصدير النفط، وهي الهجمات التي قُوبلت بردود أفعال باردة من قبل الغرب رغم تحذيرات الحكومة والتحالف من خطورتها.

هذا التجاهل الغربي مثَّل أحد الأسباب في الضغط على موقف الحكومة الشرعية ومجلس القيادة الرئاسي في القبول بابتزاز مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وربط ملف تصدير النفط بتقاسم عائداته معها، ورهن الأمر باتفاق "السلام" وخارطة الطريق التي كان من المتوقع أن يتم التوقيع عليها مطلع العام الجاري.