الغارديان تنتقد قادة الغرب لقلة معلوماتهم وضحالة فهمهم لتعقيدات اليمن

السياسية - Sunday 21 January 2024 الساعة 04:12 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية ما وصفته بعزلة قادة الغرب عن اليمن وقلة معلوماتهم وفهمهم الضحل لتعقيدات البلد.

ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتب أوليفر هولمز السبت، تناول فيه كيف كان الدبلوماسيون البريطانيون معزولون عن معرفة طبيعة اليمن حتى قبل الانقلاب الحوثي على السلطة في سبتمبر 2014، سواء من حيث التصميم الأمني لمبنى سفارة لندن بصنعاء أو من حيث انخراط الدبلوماسيين البريطانيين في نقاشات مع قادة الأحزاب والمجتمع اليمني.

قال الكاتب: إن تركيز لندن وواشنطن كان ينصب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن منطلقا لهجماته، لكنهما لم توليا اهتماما كبيرا لتمرد المليشيا الحوثية على الدولة منذ العام 2004، وهو ما جعل معرفة الغرب عموما بهذه الجماعة محدودة ولا تتجاوز تصنيفها الطائفي كجماعة شيعية تحارب تنظيم القاعدة السنّي.

وأضاف: إن مليشيا الحوثي كانت هي الطرف المتربص بنهاية نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على إثر الاحتجاجات الشعبية التي انخرط فيها الحوثيون لأهداف مختلفة عن أهداف التغيير وإصلاح أوضاع البلد التي رفعها المحتجون في الساحات. وأشار الكاتب إلى أن إقدام قادة الغرب على عزل مليشيا الحوثي بعد استكمال انقلابها على السلطة مطلع العام 2015، أدى بالمقابل إلى عزلة عاشها الدبلوماسيون الغربيون فلم يعودوا يعرفون شيئاً عن مناطق سيطرة الحوثيين، كما أدت مغادرة الكثير من الصحفيين والأكاديميين والمثقفين اليمنيين لصنعاء بسبب الحرب، إلى المزيد من العزلة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية.

وقد عززت المليشيا الحوثية من هذه العزلة لكي تستفرد بمقدرات الدولة المتركزة في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات التي سيطرت عليها، ولكي تتيح لها هذه العزلة أيضا الاستفراد بمن بقي من معارضيها في العاصمة وتلك المحافظات. وشملت إجراءات العزلة التي اتخذتها المليشيا الحوثية منع الصحفيين الأجانب من دخول مناطق سيطرتهم، كما اعتقلت عشرات الصحفيين والناشطين اليمنيين الذين حاولوا الاستمرار في عملهم من هذه المناطق ما لم يعملوا لصالح الجماعة ووفق رؤيتها للعمل الإعلامي.

وأورد أوليفر هولمز في مقاله إشارات إلى تحليلات مواكبة للأحداث الراهنة في اليمن كتبتها الباحثة اليمنية ندوى الدوسري، وهي زميلة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، عن فشل السياسات الغربية تجاه اليمن، الذي تقول إنه يتم النظر إليه من قبل قادة الغرب "من خلال عدسة أمنية فقط".

كما أشار إلى ما كتبته الدوسري بعد انتخاب بايدن عام 2020، أن إدارته بحاجة إلى تطوير سياسة حقيقية في اليمن. وقالت: "يجب أن يبدأ ذلك بفهم الديناميكيات المحلية للصراع في اليمن من خلال التحدث مباشرة مع اليمنيين".

وتابع: بعد أربع سنوات، بعد هجمات الحوثيين على خطوط الشحن في البحر الأحمر، تقصف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اليمن بقوة جديدة ولكن برؤية أقل ومعلومات ضئيلة على الأرض حول ما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه، أو ما هو على المحك من أعمال العنف. يتخذ الدبلوماسيون الغربيون قراراتهم بعد سنوات من الانقطاع عن اليمن.

وكانت بعض الأطراف المناهضة للحوثيين في الحكومة الشرعية، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، دعت إلى تبني دول الغرب استراتيجية شاملة لردع الحوثيين عن مهاجمة السفن التجارية المارة بالمياه اليمنية، إضافة إلى ردعها عن شن هجمات على المناطق المحررة، بل وإضعاف أي قدرات عسكرية لديها تهدد الأمن والسلم على المستوى المحلي والدولي.