مليشيا الحوثي تحتفي بجيل جديد من المسيّرات الإيرانية وتواصل تحشيد المقاتلين

السياسية - Wednesday 24 January 2024 الساعة 09:23 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

احتفت مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بجيل جديد من الطائرات المسيّرة الإيرانية أعلنت وزارة دفاع طهران دخولها الخدمة.

هذا الجيل من المسيرات القتالية والاستطلاعية أعلن عنه وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الثلاثاء، فيما تناقل الإعلام الحوثي تصريحات أشتياني باحتفاء أيضاً، والتي قال فيها إن إيران ترصد كافة التطورات في المنطقة والعالم، وتقوم بمراجعة ودراسة التقنيات الجديدة والمحدثة في العالم ومواءمتها مع احتياجات الجيش الإيراني ليتم توطينها وإنتاجها لمواجهة التهديدات البرية والجوية والبحرية والفضائية.

واستعرض الوزير الإيراني ما وُصف بالعدد الكبير من الطائرات المسيرة القتالية والاستطلاعية والتدميرية والرادارية الاستراتيجية ذات تصميم إيراني، ومنها ما سميت بالمسيرات الاستراتيجية متعددة الأغراض "أبابيل 4" و"أبابيل 5" التي تتمتع بالقدرة على تنفيذ مختلف مهام الاستطلاع والمراقبة والحرب الإلكترونية وجمع المعلومات عن طريق اعتراض الإشارات.

ومن ضمن الجيل الجديد من المسيّرات الإيرانية المعلن عنها "آرش" و"باور" ذات القدرة على تنفيذ مهام تدميرية وبعيدة المدى ومحددة، بالإضافة إلى مسيّرات "كرار"، التي تتمتع بالقدرة على تنفيذ مهام قتالية مختلفة ومصممة أيضاً لغرض الاعتراض الجوي. 

وبحسب الإعلام الإيراني والحوثي فقد تم تجهيز وتحديث هذا الجيل من الطائرات بدون طيار بأنظمة حماية ذاتية، وأنظمة الحرب الإلكترونية، وأسلحة ذكية، ولديها قدرات خاصة وحديثة في الاستخدام المشترك مع أنظمة الأسلحة الأخرى والعمليات القائمة على الشبكة.

ومنذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة في سبتمبر 2014، وما تلا ذلك من تدخل عسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ضد الجماعة، سعت إيران طيلة السنوات العشر الماضية إلى تزويد الحوثيين بأسلحة وطائرات مسيّرة وزوارق حربية، كما أرسل النظام الإيراني المئات من خبراء التصنيع الحربي إلى صنعاء لإنتاج أسلحة جديدة وتطوير مخزون الجيش اليمني من الأسلحة الثقيلة والصواريخ وغيرها من الأسلحة التي استولت عليها المليشيا الحوثية من مخازن الدولة.

وفي حين تستخدم مليشيا الحوثي الأسلحة الإيرانية في ضرب أهداف داخل اليمن، بما في ذلك الهجمات التي شنتها على مناطق آهلة بالسكان خلال الأسابيع القليلة الماضية بالتزامن مع الضربات الأمريكية البريطانية على مواقعها، وباستهداف المليشيا الحوثية لمواقع الجيش الوطني وقوات المقاومة الوطنية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، تبدو وكأنها ترد على الضربات الأمريكية البريطانية بقصف مواقع خصومها المحليين أكثر من هجماتها على البوارج الأمريكية والبريطانية التي أصبحت تقصفها بشكل شبه يومي منذ 12 يناير الجاري.

وفي هذه الأثناء اقتصر الرد العسكري على الهجمات الحوثية من قبل القوات المناوئة للجماعة على الدفاع فقط، بينما تتكرر الهجمات الحوثية على مناطق التماس في الحديدة وتعز وشبوة ومأرب والضالع، دون رقابة ولا ردع. 

ويرى مراقبون محليون أن الوضع لن يكون مناسبا أكثر من الوقت الراهن لردع مليشيا الحوثي وتلقينها درسا قاسيا جراء تعنتها واستهتارها بكل مساعي السلام ودعوات الشراكة الوطنية. لكن المراقبين يتساءلون عما إذا كان وضع قوات الأطراف المناهضة للحوثيين جيدا لشن هجمات برية والبدء بتحرير المناطق التي توقف عندها القتال، خاصة أن الحوثيين أثبتوا خلال ما يقارب عامين أن الهدنة لا تعنيهم.

وتواصل مليشيا الحوثي تجنيد أبناء المناطق الواقعة تحت سيطرتها تحت مسمى "الجهاد المقدس" ضد إسرائيل، بينما في الواقع هي تحشد هؤلاء المقاتلين تحسبا للمواجهة المنتظرة مع الحكومة الشرعية والقوى الوطنية المناوئة لها.

وأقامت المليشيا الحوثية، الثلاثاء، استعراضا لمقاتلين شعبيين قامت بتجنيدهم في منطقة بني مطر شمال صنعاء، وحضر هذا الاستعراض القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي، الذي حاول تضليل الجموع القبلية التي تم استدعاؤها لحضور الاستعراض، وقال إن مهامهم القتالية ستكون ضد الأمريكيين والبريطانيين والإسرائيليين.

وفي دلالة لافتة على كون المليشيا الحوثية تجند طلاب المدارس في صفوفها، اشتمل هذا الاستعراض على كلمة لمدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة صنعاء في الحكومة الحوثية، هادي عمار، والذي أكد ما سماها "جهوزية" أبناء مديرية بني مطر للقتال في صفوف الحوثيين.