مسيّرات وصواريخ الحوثي تتساقط في البحر والخسائر يمنية عربية
تقارير - Friday 15 March 2024 الساعة 01:34 amكثفت مليشيا الحوثي هجماتها على سفن الشحن البحري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وذلك في إطار ما أسمتها استراتيجية "الهجوم الكبير" التي توعد بها زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي.
لكن هذه الهجمات التي ما زالت المليشيا تزعم أنها من أجل التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة ضد الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل عليهم، لم تثن إسرائيل عن الإيغال في قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتدمير مدنهم وقراهم. وفي حين تبرر المليشيا الحوثية استمرار هجماتها بأنها أدت إلى خسارة إسرائيل مليارات الدولارات جراء عدم وصول السفن التجارية إلى ميناء أم الرشراش (إيلات)، فهي لا تنظر إلى الجانب الآخر من الأضرار التي لحقت وما زالت، باليمنيين وبالأشقاء العرب، ولا سيما السودان التي تشهد حربا مستمرة، ومصر التي انخفضت إيراداتها من قناة السويس بنسبة تجاوزت 50%. كما لا تنظر المليشيا إلى أن إسرائيل لديها بدائل لميناء إيلات، وأنه حتى هذا الميناء تصله السفن عبر طرق بحرية بديلة.
إضافة إلى التأثيرات الاقتصادية على اليمن والبلدان العربية المشاطئة للبحر الأحمر، أدت الهجمات الحوثية إلى زيادة القوات الدولية في المياه اليمنية، وهو ما جلب كارثة على قطاع الصيد وأودى بحياة العشرات من الصيادين ومنعهم من الوصول إلى مصادر رزقهم بسبب كثافة السفن الحربية واستمرار الهجمات وتلويث البيئة البحرية والقضاء على التكاثر الطبيعي للأحياء البحرية.
ومع زيادة عدد السفن الحربية والمدمرات متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية، أصبحت مسيّرات وصواريخ الحوثي تتساقط في البحر دون تأثير يذكر على السفن المرتبطة بإسرائيل أو بأمريكا أو ببريطانيا. وعلاوة على ذلك أصبحت السفن الحربية الأوروبية وغيرها تشترك في مهمات دفاعية مع السفن والمدمرات الأمريكية والبريطانية للتصدي لهجمات الحوثيين، الأمر الذي يجعل من صواريهخم ومسيّراتهم مجرد مفرقعات تفجرها القوات الدولية في الجو. والمثال الأبرز على ذلك انضمام السفن الحربية الفرنسية والدنماركية إلى جانب مدمرات وبارجات أمريكا وبريطانيا للتصدي لهجوم المليشيا السبت، وأبطلت فاعليتها.
والأربعاء، أفاد الجيش اليوناني أن إحدى سفنه المنتشرة في البحر الأحمر أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر. وقالت هيئة الأركان العامة اليونانية في بيان، إن الفرقاطة "هيدرا" أطلقت نيران مدفعيتها على طائرتين مسيرتين للحوثيين. وأبحرت السفينة "هيدرا" في فبراير الماضي للانضمام إلى عملية "أسبيدس" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي في الشهر نفسه.
والأربعاء أيضاً، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن المدمرة البحرية الملكية HMS Diamond عادت إلى البحر الأحمر للمساعدة في حماية سفن الشحن التجاري مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن، مشيرة إلى أن المدمرة دياموند ستحل محل الفرقاطة ريتشموند.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس: "إن حماية الشحن في جميع أنحاء العالم هي إحدى المهام الرئيسية للبحرية وهذا النشر يظهر كيف يساعد بحارتنا ذوو المهارات العالية وسفننا الحربية المتقدمة في الحفاظ على ممراتنا البحرية آمنة". وأضاف: "لا تزال بريطانيا في طليعة الرد الدولي على هجمات الحوثيين الخطيرة على السفن التجارية، والتي أودت بحياة بحارة دوليين".
والثلاثاء قالت وزارة الدفاع الإيطالية، إن سفينة حربية إيطالية أسقطت طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر في إطار عملية أوروبية ضد الهجمات التي تشنها المليشيا على سفن الشحن التحاري.
وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روما عن مثل هذا الإجراء منذ أن أعطى البرلمان الضوء الأخضر لمشاركة إيطاليا في عملية أسبيدس الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة في بيان، "في إطار عملية أسبيدس للاتحاد الأوروبي، أسقطت كايو دويليو طائرتين مسيرتين دفاعا عن النفس".
وتتولى إيطاليا قيادة العمليات للمهمة، التي سميت على اسم الكلمة اليونانية التي تعني الدرع، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي بهدف حماية الشحن الدولي.