تراجع ملحوظ في هجمات ذراع إيران ضد الملاحة الدولية
تقارير - Monday 01 April 2024 الساعة 12:17 amتراجعت حدة الهجمات البحرية التي تشنها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران بالبحر الأحمر وخليج عدن بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، وسط إقرار ضمني من زعيم المليشيا بذلك.
وتبنت المليشيات الحوثية 6 هجمات ضد السفن التجارية والقطع الحربية الأمريكية خلال النصف الأخير من شهر مارس الجاري، مقارنة بـ9 هجمات في النصف الأول من نفس الشهر.
هذا التراجع أقر به ضمنيا زعيم المليشيات الحوثية في خطابه الأسبوعي الخميس، إلا أنه برر ذلك بمزاعم أن حركة السفن المستهدفة من قبل مليشياته في البحر أصبحت "نادرة" وأصبحت "أشبه ما تكون بعملية تهريب"، حسب قوله.
وبعيداً عن مزاعم الحوثي، كان لافتاً في هجمات مليشيات الحوثي خلال النصف الأخير من هذا الشهر، هو توقف بيانات ناطق المليشيا الحوثية المدعو / يحيى سريع، لأكثر من أسبوع منذ الهجوم على ناقلة الغاز في البحر الأحمر في الـ19 من مارس الجاري، والإعلان عن الهجمات الـ5 دفعة واحدة.
حيث ظهر سريع يوم الثلاثاء 26 مارس بالذكرى التاسعة لاندلاع الحرب ببيان أعلن فيه تبني المليشيات لـ4 هجمات ضد سفن تجارية وهجوم خامس ضد مدمرتين أمريكيتين "خلال 72 ساعة"، وسط شكوك بصحة هذه الهجمات.
فخلال الفترة التي زعم فيها ناطق المليشيات مهاجمة 4 سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، لم ترصد تقارير هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) وكذا شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري وبيانات القيادة المركزية للجيش الأمريكي هذه الهجمات الأربعة.
حيث رصدت هذه التقارير هجوماً واحداً ضد السفينة الصينية (HUANGPU) في البحر الأحمر والتي زعمت المليشيات بأنها بريطانية، وما عزز من الشكوك بعدم صحة مزاعم المليشيات، كان النفي الذي أصدرته شركة (MAERSK) العالمية للشحن البحري بتعرض سفينتها (SARATOGA) للهجوم خلال مرورها في خليج عدن، كما زعم ناطق المليشيات في بيانه الأخير.
نفي يعد سابقة من نوعها بنفي شركة مالكة لسفينة لهجوم ضدها تعلن عنه المليشيا، ما يؤشر إلى فضيحة مدوية بحق المليشيا بتبنيها لهجمات كاذبة تبرر التراجع الملحوظ في هجماتها، بالإضافة إلى مرور أكثر من أسبوعين على تهديد زعيمها باستهداف السفن التجارية في المحيط الهندي دون تنفيذ لهذا التهديد.
وفي هذا السياق كان لافتاً التصريح الذي أدلى به قائد الأسطول الأمريكي لعملية البحر الأحمر الأدميرال مارك ميغيز لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية بأن قواته استطاعت خفض قدرات الحوثيين، بمهاجمة الملاحة الدولية.
الأدميرال مارك ميغيز كشف في حديثه للوكالة بأن "هجمات الحوثيين تباطأت وتحولت من استخدام صواريخ كروز إلى مسيرات أقل خطورة"، مشيرا إلى أن الاستخبارات الأمريكية "لم تكن تعرف بدقة عدد صواريخ الحوثيين في بداية الصراع".
اعتماد المليشيات على المُسيرات بشكل أكبر، ربما يُفسر –بحسب خبراء– بتأثير الضربات الأمريكية والبريطانية بالحد من قدرة المليشيات على نقل واستخدام الصواريخ البحرية والبالستية وهو ما أدى للتراجع الملحوظ في هجماتها.
تراجع مستوى الهجمات تزامن مع عودة الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي للحديث فجأة عن السلام ودعوتها الرياض للمضي في المحادثات حول تنفيذ خارطة الطريق التي توقفت مطلع العام الجاري جراء تصعيدها ضد الملاحة الدولية.