ألغام الحوثي تقتل 28 طفلاً منذ بداية 2024
الجبهات - Thursday 25 April 2024 الساعة 10:17 amقالت منظمة إنقاذ الطفولة، الاثنين، إن عدد الضحايا الأطفال جراء الألغام والمتفجرات في اليمن ارتفع مؤخرا ليصل إلى 28 طفلا منذ بداية العام 2024، فيما تجاوز عدد القتلى والمصابين من الفئات العمرية الأخرى أكثر من 100 شخص خلال نفس الفترة.
وفي بيان موجز على صفحتها بمنصة إكس، أفادت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها، بأن الأسبوع الماضي شهد مقتل طفل في مأرب وإصابة أربعة آخرين في الحديدة والضالع بسبب ذخائر متفجرة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الألغام من الأطفال فقط إلى 28 خلال الشهور الأربعة الماضية.
وطالبت المنظمة “بمعالجة هذه الأزمة الملحة"، مشيرة إلى أن الأطفال "يستحقون مستقبلًا أكثر أمانًا"
وكانت منظمة "هالو"، وهي منظمة دولية متخصصة في نزع الألغام والمتفجرات، قالت في مطلع الأسبوع الجاري: إن مكافحة الألغام والمتفجرات في اليمن يجب أن تلعب دورًا أساسيًا في عملية السلام حتى تكون جهود بناء السلام ناجحة.
وجاء في بيان المنظمة: “هناك حاجة إلى إزالة الألغام الأرضية والمتفجرات على الطرقات الرئيسية على طول الخطوط الأمامية المقترح إعادة فتحها بموجب هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة"، في إشارة إلى هدنة أبريل 2022 التي خرقتها مليشيا الحوثي بشكل متكرر وترفض تنفيذ بنودها.
وأكدت منظمة هالو أنه خلال وقف إطلاق النار عام 2022، كانت هناك زيادة بنسبة 160٪ في حوادث الذخائر غير المنفجرة وحوادث الألغام. ودعت إلى تجديد التركيز على التنمية الإنسانية وجهود السلام في اليمن.
وقالت إن السكان المحليين في اليمن ما زالوا يعانون من أسوأ الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة.
وقال مات سميث، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، إن الرجال والنساء والأطفال في اليمن في حاجة إنسانية شديدة في ظل المخاطر التي تشكلها الأسلحة غير المتفجرة بالقرب من منازلهم.
وأضاف: "في العديد من الأماكن، يتم العثور على متفجرات، بما في ذلك الألغام والصواريخ وقذائف الهاون والقذائف المضادة للطائرات والعبوات الناسفة بين المنازل والعيادات والمدارس وغيرها من المرافق. ويشكل ذلك تهديداً يومياً للمدنيين اليمنيين، وخاصة الأطفال". "يُصاب العديد من الأطفال أثناء لعبهم، أو عند جمع الخردة المعدنية لبيعها والمساعدة في إطعام أسرهم".
وقالت المنظمة إنها منذ عام 2019 تقوم بإزالة الألغام والمتفجرات الأخرى في الخطوط الأمامية في محافظة تعز. وعلى مدى السنوات التسع الماضية قالت المنظمة إنها استجابت لأكثر من 100 نداء لإزالة أو تدمير العديد من العناصر الخطرة، وقامت بتطهير حقول الألغام بفرق مدربة وآلات مدرعة، مشيرة إلى أن فرقها عملت على إزالة الألغام وتأمين مليوني متر مربع من الأراضي في تعز وعدن.
وكان المرصد اليمني للألغام أعلن مطلع أبريل الجاري عن مقتل 41 شخصًا وإصابة 64 بجروح جراء انفجار ألغام وذخائر غير منفجرة في ثماني محافظات يمنية منذ مطلع العام 2024.
وفي اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام (4 أبريل) قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في محافظة الحديدة اللواء مايكل بيري في بيان صحافي، إنه "في كل شهر يكون هناك ما بين ستة إلى سبعة حوادث تُسبب إصابات مختلفة، إصابات مغيرة للحياة ومؤسفة للغاية للفئات الأكثر تعرضاً من النساء والأطفال".
وبحسب تقارير دولية تحل اليمن وميانمار في المركزيين الثالث والرابع في التصنيف الدولي لأكبر عدد من ضحايا الألغام تباعا بتسجيل 584 و545 ضحية، فيما حلت سوريا أولا بتسجيل 834 ضحية، وجاءت أوكرانيا ثانيا بتسجيل 608 ضحايا.
ووقّعت عام 1997 أكثر من 164 دولة عضواً في الأمم المتحدة على اتفاقية حظر استعمال الألغام والاتجار بها، والتي تُلزم الموقعين عليها (بموجب المادة 5 من الاتفاقية) بتدمير مخزونهم من هذه الأسلحة، وتحديد وتحييد مناطق انتشار الألغام في أراضيهم.
وتتعمد مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب زرع الألغام في المناطق التي تدحرها منها قوات الشرعية، بما فيها الطرقات الرئيسية والفرعية وفي المنازل والمزارع بدون تفريق بين المناطق المدنية والعسكرية. حيث تقدر الألغام التي زرعتها المليشيا الحوثية منذ بداية الحرب بأكثر من مليوني لغم، إضافة إلى العبوات الناسفة والألغام البحرية.
وفي منتصف أبريل الجاري تحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، عن أن مليشيا الحوثي لديها مصانع في محافظة صعدة لإنتاج الألغام بإشراف خبراء عسكريين إيرانيين، وأنها تصنع ألغامًا مموهة على شكل أحجار مما يجعل تمييزها صعبا على الضحايا المدنيين وخاصة الأطفال والنساء.
ويعمل مشروع مسام السعودي في نزع ألغام المليشيا الحوثية منذ بداية الحرب، وبلغ عدد الألغام التي انتزعها فريق المشروع ما يقارب نصف مليون لغم وعبوة ناسفة وجسم متفجر.
وفي أغسطس من العام الماضي، أكد مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام، أسامة القصيبي، أن الألغام في اليمن تمثل كارثة إنسانية كبيرة، في ظل إصرار ميليشيا الحوثي على زراعة هذه المتفجرات من أجل استهداف الإنسان اليمني.
وأوضح القصيبي في إيجاز صحفي، أن مشروع "مسام" تمكن من إزالة أكثر من 400 ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير متفجرة، منذ بداية أعمال المشروع في تطهير الأراضي اليمنية من الألغام، وتنوعت بين ألغام مضادة للأفراد وأخرى مضادة للدبابات إلى جانب عدد كبير من الذخائر غير المنفجرة، وعدد أكبر من العبوات الناسفة.
وأضاف: في حال تم توفير التمويل والمعلومات للفرق الهندسية فإن عملية تطهير الأراضي اليمنية في المحافظات المحررة من الألغام سوف تستغرق 10 سنوات أخرى.
وأشار القصيبي إلى أن المشروع بدأ في تدريب وتجهيز فرق يمنية بالتنسيق مع البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام للقيام بعملية نزع الألغام خلال الفترة القادمة، إذ سيتمثل دور "مسام" في التوجيه والإشراف على تلك الفرق، موضحاً أنه "على المدى الطويل، اليمنيون هم من سيبقون في اليمن لمواصلة العمل بها".
وقال: إن كمية الألغام المزروعة في اليمن تستدعي عملا أكثر جدية وصرامة من قبل المجتمع الدولي، خصوصا أنه لا توجد أي مؤشرات تلوح في الأفق للحد من هذه المأساة على المدى القريب.