صنعاء وجهة غير معلنة لاستضافة قادة حماس بعد خروجهم من قطر
تقارير - Thursday 25 April 2024 الساعة 07:30 pmبعد تسرب معلومات مطلع الأسبوع الجاري عن ممارسة دولة قطر ضغوطاً على قادة حركة حماس بشأن اتفاق تبادل الأسرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، برزت على السطح نقاشات المحللين السياسيين عن العواصم البديلة للدوحة لاستضافة المكتب السياسي للحركة.
المعلومات أفادت بأن قادة حماس بدأوا البحث عن بدائل للدوحة لاستضافة مكتب الحركة على إثر ضغوط مارستها قطر عليهم بسبب الموقف المتصلب لبعض قادة الحركة في مفاوضات تبادل الإفراج عن الأسرى والرهائن وإيقاف الحرب على غزة، وخاصة القيادي يحيى السنوار.
ورغم أن الحكومة القطرية قالت، الثلاثاء، إنه لا يوجد مبرر لإنهاء وجود مكتب حركة حماس في الدوحة، إلا أنها قالت أيضا إن المكتب سوف يبقى في الدوحة "طالما أن وجوده مفيد وإيجابي"، وهو ما اعتبره مراقبون تلويحا قطريا بطرد قادة حماس في حال استمر رفضهم مقترحاتها في المفاوضات.
وبعد ظهور خالد مشعل بصحبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة الأسبوع الماضي، رجّح المحللون السياسيون أن تكون تركيا أحد الخيارات البديلة لاستضافة مكتب حماس، فيما ذهبت آراء أخرى إلى أن مسقط قد تكون مرشحة أيضا لاستضافة مكتب الحركة.
روابط حماس الإقليمية
لدى حماس روابط إقليمية رئيسية مع تركيا وقطر على خلفية طبيعة الحركة السياسية كإحدى حركات الإخوان المسلمين في المنطقة العربية، كما أن لديها روابط مع إيران على خلفية عداء الأخيرة مع إسرائيل. هذه الروابط متناقضة في طبيعتها، فالعلاقة بين تركيا وإيران يغلب عليها طابع التنافس وما يربط حماس بكلتا الدولتين هي القضية الفلسطينية التي تحتاجها طهران وأنقرة لتوسيع نفوذهما في المنطقة، ومناصرتهما لفلسطين المحتلة تنطلق من منطلق ديني وهو نفس المنطلق في عدائهما مع إسرائيل.
على هذا الأساس يستبعد المراقبون أن تكون تركيا خيارا بديلا مناسبا لحركة حماس لأنها قد تخسر دعم طهران وأذرعها في لبنان والعراق وسوريا واليمن. أما الخيار الثاني وهو مسقط، فسوف تجد حركة حماس عوئق في ممارسة نشاطها كون القوانين العمانية لا تسمح لأي حركة أو شخصيات سياسية مستضافة بممارسة العمل السياسي من أراضي السلطنة.
صنعاء وجهة محتملة
يرى بعض المراقبين أن سلطنة عمان قد تساهم في ترتيب المكان البديل لاستضافة مكتب حماس، لكنها لن تستضيفه على أراضيها، وفي هذا السيناريو قد تطلب عمان من المليشيا الحوثية استضافة مكتب حماس في صنعاء، وهو ما لا يعارضه قادة الجماعة وقد يعتبرونه مكسبا سياسيا لهم في طريق سعيهم لتعزيز شعبيتهم كما يفعلون في توظيف هجماتهم على الملاحة البحرية باسم مناصرة القضية الفلسطينية ودعم المقاومة الفلسطينية.
سوف تدعم إيران هذا الخيار لأنها سوف تستفيد كذلك من استضافة المليشيا الحوثية لقادة حماس في صنعاء، خاصة أنه يوجد مكتب للحركة في العاصمة اليمنية منذ عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وإذا ما تم الأمر وفق هذا السيناريو، فمن المحتمل أن يحدث مزيد من التقارب بين المليشيا الحوثية وحزب الإصلاح- الفرع اليمني لحركة الإخوان المسلمين. هذا التقارب الذي تعزز منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، سوف ينعكس على مفاوضات التسوية السياسية في اليمن أو ما تسمى "خارطة الطريق" التي تعمل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان مع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، على دفعها إلى الأمام بأي ثمن.