ما وراء الاعتراف الإيراني بتزويد مليشيا الحوثي بصواريخ مضادة للغواصات

تقارير - Saturday 01 June 2024 الساعة 09:20 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يأتي الاعتراف الإيراني الجديد بتزويد مليشيا الحوثي بصواريخ بالستية مضادة للغواصات في توقيت تعيش فيه إيران أسوأ مراحلها سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وهو ما يُسلط الضوء على الوضع الحرج للنظام الإيراني في معركته مع القوى الدولية الكبرى، وتحميل أذرعه في المنطقة العربية عبء المعركة في هذه المرحلة. 

من المعروف أن وكالة "تسنيم" التي نشرت الخبر تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهو ما يؤكد أن مصدر معلومات هذا الخبر من داخل الحرس الثوري، لكن مع الأخذ بالاعتبار صعوبة المرحلة الراهنة على النظام الإيراني، يتضح أن قرار نشر الخبر تم اتخاذه على مستوى مكتب المرشد الأعلى خامنئي لتعزيز معنويات مليشيا الحوثي- ذراعه في اليمن، وتكليفها بمزيد من المهام العسكرية نيابة عنه.

مع عجزها عن تنفيذ تهديدها بالتدخل المباشر ضد إسرائيل على خلفية حرب الأخيرة ضد قطاع غزة، كلفت السلطات الإيرانية أذرعها في المنطقة بالقيام بالمهمة، لكن مع طول أمد الحرب تحول التكليف الإيراني للأذرع العربية إلى صيغ متعددة من رفع المعنويات إلى ابتزاز تلك الأذرع بما قدمه الحرس الثوري لها من أسلحة وخبرات وتقنيات عسكرية خلال السنوات السابقة.

الاعتراف الإيراني بدعم المليشيا الحوثية جاء واضحا هذه المرة، حيث ذكرت الوكالة الإيرانية أن نقل طهران لتقنية إنتاج الصواريخ الباليستية البحرية إلى جماعة الحوثيين، كان بغرض إطلاقها من البحر ضد السفن، في إشارة واضحة إلى أن تلك الصواريخ تم تصنيعها لاستهداف سفن السعودية والإمارات خلال حربهما ضد المليشيا الحوثية دعما للحكومة الشرعية.

وتفيد المعلومات أن صواريخ "قدر" التي نقل الحرس الثوري عن طريق خبرائه تقنية تصنيعها للحوثيين، تعدّ أول صواريخ باليستية إيرانية ضد السفن والقطع البحرية، صنعها مؤسس الصناعات الصاروخية الإيرانية، المقدّم حسن طهراني، الذي قتل في "انفجار غامض" في 12 نوفمبر 2011، داخل موقع عسكري على بعد 50 كيلومتراً غرب العاصمة طهران.

أكدت الوكالة الإيرانية أن تقنية إنتاج صواريخ "قدر" تم نقلها إلى مليشيا الحوثي، وأن الأخيرة قامت بإنتاج صواريخ مماثلة بعنوان "المحيط"، بعد تلقي تقنية "قدر"، موضحة أن صواريخ "المحيط" الحوثية هي نسخة مطورة من صواريخ "قاهر" المضادة للسفن، التي سبق أن أنتجها الحوثيون خلال سنوات حربهم على الحكومة الشرعية، لاستهداف السفن التابعة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي هذا التأكيد رسالة واضحة إلى الدولتين العربيتين المعروفتين بعدائهما لمليشيا الحوثي وعلاقاتهما المتوترة مع إيران طيلة العقود الماضية.

رسالة تحمل طابع التهديد لكل من: السعودية والإمارات وتذكيرا لهما بأن دعم إيران لمليشيا الحوثي في تصنيع صواريخ لاستهداف مصالحهما الاستراتيجية يمكن أن يتكرر الآن تحت غطاء مناصرة القضية الفلسطينية. ويرى مراقبون أن هذه الرسالة تأتي في سياق التهديدات الإيرانية غير المباشرة، ومنها ما أعلنه في سبتمبر من عام 2020، المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أن بلاده تقدم "التقنية الدفاعية" لجماعة الحوثيين.

في ذلك الوقت قال شكارجي: "نقلنا تجربة التقنية في المجال الدفاعي" إلى الحوثيين، "وهم تعلموا أن ينتجوا الصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة... وأن يطلقوها تجاه أعدائهم"، مشيرا إلى أن التقنية الإيرانية المنقولة إلى المليشيا الحوثية تشمل أيضا الطائرات المسيرة ومهارات الحرب الإلكترونية.