غرق سفينة "توتور".. كارثة بيئية جديدة تضاف لسجل الحوثي الإرهابي

تقارير - Wednesday 19 June 2024 الساعة 07:48 pm
الحديدة، نيوزيمن:

كارثة بيئية جديدة تحل على اليمن، عقب الإعلان عن غرق سفينة جديدة في مياه البحر الأحمر، بسبب الأعمال الإرهابية التي تشنها ميليشيا الحوثي- ذرع إيران في اليمن، ضد خطوط الملاحة الدولية.

هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، أصدرت بلاغاً عاجلاً، الثلاثاء، بشأن غرق سفينة "توتور" المملوكة ليونانيين في مياه البحر الأحمر عقب تعرضها لهجوم شنته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في 12 من الشهر الجاري.

وذكرت البحرية البريطانية في بيان لها على منصة إكس، أن السلطات العسكرية أبلغتها عن رؤية حطام بحري ونفط في آخر موقع تم الإبلاغ عنه، حيث تم التخلي عن سفينة تجارية ـ"توتور" مملوكة ليونانيين- وهي تنجرف بالقرب من آخر موقع تم الإبلاغ عنه.

وأضافت بأنه "يُعتقد أن السفينة غرقت في الموقع. في الوقت الذي نصحت فيه السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى "توتور".

وقال أندرياس سافليريس، أحد مالكي مجموعة سافليريس للإنقاذ، لرويترز: إن سفينتي إنقاذ كانتا في طريقهما إلى السفينة عندما تم إبلاغهما بأنه من المعتقد أنها غرقت.

السفينة التي كانت تسير على بعد 66 ميل بحري جنوب غرب الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تحمل علم ليبيريا وهي مخصص لنقل الفحم. وتعرضت لقصف صاروخي ولهجوم مفخخ بقارب صيد مليء بالمتفجرات. وتسبب الهجوم في مقتل أحد البحارة الذين كانوا على متن السفينة ويحمل الجنسية "الفليبينية"، وإصابة آخر جرى تقديم له الرعاية الصحية اللازمة.

وجراء الهجوم الحوثي المزدوج، أصيبت السفينة بأضرار كبيرة، وغمرت مياه البحر غرفة المحرك والجزء الخلفي، ما تسبب في جنوحها وإخلاء السفينة حفاظاً على حياة الطاقم.

إرهاب محض

وأعلنت ميليشيا الحوثي غرق سفينتين بعد استهدافهما بصواريخ وزورق وطائرات مسيرة في البحر الأحمر وخليج عدن، في تحد وتأكيد صريح على استمرار إرهابها وتهديد أمن وسلامة الملاحة البحرية في هذا الممر الاستراتيجي.

وقال المتحدث العسكري للميليشيات يحيى سريع، إن مصير السفن المستهدفة خلال الـ72 ساعة الماضية هو "الغرق". موضحاً بأن سفينة (فيربينا) تغرق في خليج عدن بعد استهدافها بعدد من الصواريخ، وسفينة (توتور) التي تم استهدافها بزورق مسير وعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة معرضة للغرق خلال الساعات المقبلة.

من جانبه وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن ما يتعرض له البحارة والسفن التجارية من هجمات بأنها "إرهاب محض" ولا يوجد كلمة تصف ما يجري في البحر الأحمر. موضحا أن ادعاء الحوثيين بدعم سكان غزة لا أساس له من الصحة.

وأشار إلى العقوبات الأمريكية المعلنة مؤخراً والتي قالت وزارة الخارجية إنها تستهدف 3 أفراد و6 كيانات ضالعة في شبكة شراء الأسلحة التابعة للحوثيين.

وفي مارس الماضي، تسببت الميليشيات الحوثية في غرق السفينة "روبيمار" المملوكة للمملكة المتحدة، بعد نحو أسبوعين من تعرضها لأضرار بسبب هجوم الحوثيين. كما استولى أفراد من الميليشيا على سفينة أخرى وقتلوا 3 بحارة في هجمات منفصلة.

كوارث متلاحقة

لم تستفق اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر، من كارثة سفينة "روبيمار" التي غرقت في مارس الماضي بسبب إرهاب الحوثي، لتأتي كارثة سفينة "توتور" لتضيف وتضاعف مخاطر حصول تلوث بيئي في مياه البحر الأحمر بسبب استمرار الهجمات واستهداف السفن المارة قبالة سواحل اليمن.

ودعت الحكومة اليمنية، كافة الدول والمنظمات والهيئات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، إلى دعم جهودها لاحتواء التداعيات الكارثية الخطيرة، ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن غرق السفن التي تحتوي مواد خطيرة تهدد الحياة البحرية وتؤثر على حياة مئات الآلاف من الصيادين. مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على الاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة المليشيا الحوثية، وتفادي المخاطر الكارثية المحدقة جراء هجماتها الإرهابية على ناقلات المواد الكيماوية والنفطية في خطوط الملاحة الدولية.

وأكدت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، أن استهداف مليشيا الحوثي المتكرر لناقلات المنتجات الكيماوية والنفطية في خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، تعكس مدى استهتارها، وعدم اكتراثها بالآثار البيئية والاقتصادية والإنسانية والتداعيات الكارثية للتسرب النفطي، على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي في بلادنا، والشريط الساحلي لليمن والدول المشاطئة، والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي للجزر الواقعة في المنطقة.

واستغرب الإرياني حالة الصمت المتواصل وغير المبرر ولا المفهوم من المجتمع الدولي إزاء ممارسات مليشيا الحوثي الإرهابية، من أعمال القرصنة البحرية والهجمات التي تشنها على السفن التجارية وناقلات النفط منذ نوفمبر المنصرم. مؤكداً أن هذا التراخي لن يجلب السلام لليمن، ولا الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة والعالم، بل سيعطي ضوءا أخضر للمليشيات الحوثية لتصعيد أنشطتها الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

ردع أميركي وأوروبي 

ويقابل التصعيد الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن، إصرار أميركي وأوروبي على ردع الهجمات وحماية السفن التجارية المارة قبالة سواحل اليمن. وخلال الأيام الماضية شنت القوات البحرية المشاركة في عملية "حارس الازدهار" بقيادة أميركا، وعملية "أسبيدس" الأوروبية سلسلة من العمليات الرادعة للصواريخ المضادة لدروع السفن، والمسيرات والزوارق المفخخة التي أطلقها الحوثيون بإيعاز إيران لإغلاق شريان التجارة العالمية المارة عبر باب المندب.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، على صفحتها على منصة "إكس"، الأربعاء، أن قوات القيادة نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية، في تدمير ثمانية أنظمة جوية غير مأهولة، كما تم تدمير قارب مسير في منطقة يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. بالإضافة إلى ذلك، نجحت القوات الشريكة في تدمير مركبة جوية غير مأهولة تابعة للحوثيين فوق خليج عدن. لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار لحقت بالقوات الأمريكية أو التحالف أو السفن التجارية.

من جانبها أعلنت البحرية الفرنسية المشاركة ضمن عملية "أسبيدس" التابعة للاتحاد الأوروبي، أن إحدى فرقاطاتها الحربية تمكنت من تدمير طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين في البحر الأحمر، غرب اليمن.

وقالت القيادة البحرية الفرنسية لمنطقة المحيط الهندي في تغريدة على حسابها في منصة "إكس"، إن فرقاطتها المنتشرة في البحر الأحمر، قامت بتدمير طائرة مسيّرة أُطلقت من مناطق سيطرة جماعة الحوثيين باتجاه سفينة تجارية في مضيق باب المندب، جنوب غرب البلاد. وأضافت إن عملية إسقاط المسيّرة التي حدثت صباح الثلاثاء؛ وتأتي في إطار التزام فرنسا بحماية ممرات الملاحة الدولية والحفاظ على أرواح البحارة الأبرياء أثناء عبورهم المنطقة.

عمليات الردع البحرية، ترافقت مع شن مقاتلات أميركية سلسلة من الضربات ضد أهداف ومواقع عسكرية تابعة للحوثيين في محافظتي الحديدة وريمة. ووفقاً للمصادر فإن 3 ضربات أمريكية على الأقل دكت مخزن أسلحة للحوثيين في بلدة "الطائف" الساحلية في مديرية الدريهمي إلى الجهة الجنوبية من الحديدة. كما استهدفت ضربات أخرى شبكة اتصالات عسكرية لمليشيات الحوثي في مديرية الجبين، مركز ريمة في قصف يحدث للمرة الثانية على التوالي على المحافظة.

واعترفت مليشيات الحوثي بوقوع 7 غارات على مواقعها العسكرية في محافظتي الحديدة وريمة وتكتمت عن الخسائر التي تعرضت لها. وكانت ضربات أمريكية قصفت مواقع عسكرية حوثية في جزيرة كمران شمالي المحافظة ومطار الحديدة الدولي جنوبي المدينة بنحو 10 ضربات.