في مدينة عدن الساحلية، يعتبر الشاي المُلبن (بإضافة الحليب) السائد والشائع بين سكان المدينة. هذا المشروب الساخن يحظى بشعبية كبيرة على مدار اليوم، حتى في ظل الحرارة الشديدة التي تسود عدن خلال الصيف.
يقول العم صالح، أحد سكان المدينة، "نحن في عدن نشرب الشاي المُلبن على مدار اليوم، فهو يساعد على تحسين المزاج ويخفف وطأة الحرارة القائظة".
لشرب الشاي تقاليد معينة في المجتمع العدني، حيث يتم صب الشاي في صحن الكوب المُسمى في عدن "السيسر".
هذه التقاليد ليست عدنية فقط وإنما تعود إلى القرن الثامن عشر، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية تعتمد عليها لُتبين أسلوب الطبقات الراقية المختلف، وتغزّل بها الكُتاب في رواياتهم.
ووفقًا للتاريخ، فقد وصلت هذه الطريقة الخاصة لشرب الشاي إلى جنوب الجزيرة العربية قادمةً من الهند بعد أن اكتسبها السكان من المستعمر البريطاني.
وقد استند عليها حتى مؤسس الولايات المتحدة، جورج واشنطن، في بداية كتابة الدستور الأمريكي، حيث قال: "نحن نضع التشريعات في صحن مجلس الشيوخ لتبريدها".
ويعود سبب هذه الطريقة الممُيزة لشرب الشاي في عدن إلى طقس المدينة الحار جدًا، حيث يسرع صب الشاي في صحن الكوب المعروف بـ"السيسر" عملية تبريده. وهذا التقليد راسخ في ثقافة سكان عدن منذ القدم.
تقول الحجة نجمة من عدن: "تعودنا نشرب الشاي بالسيسر في عدن خاصة الرجال في المقاهي والمنزل، ولكن نشربه من الكوب في التجمعات والمناسبات".
وفي جولة اليوتيوبر الشهير جو خطاب إلى مختلف محافظات اليمن ومنها العاصمة عدن، تذوق الشاي على الطريقة العدنية بالسيسر، معبراً عن مدى اهتمامه بحضارة اليمن العريقة.
وبهذا تعتبر عدن وجهة مميزة لعشاق الشاي والمشروبات الساخنة، حيث يستمتع أهل المدينة بتناول الشاي المُلبن على مدار اليوم باستخدام هذه الطريقة الفريدة التي تعكس ثقافتهم وتقاليدهم العريقة.