ذراع إيران ومطار صنعاء.. تحويل الوهم إلى انتصار
تقارير - Sunday 07 July 2024 الساعة 10:30 amاتهمت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية بعرقلة إعادة نشاط مطار صنعاء بعد يومين من مزاعمها بنجاحها في إنهاء أزمة الطائرات المحتجزات في المطار لصالحها.
وتوقف نشاط المطار بعد قيام المليشيا في الـ26 من الشهر الماضي باحتجاز 3 طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء بعد نقلها للحجاج من مطار جدة بالسعودية، بالإضافة إلى طائرة رابعة تابعة للشركة محتجزة منذ أكثر من شهر، وهو ما عرقل أيضا نقل نحو 1300 حاج من مناطق سيطرة المليشيا عبر المطار.
لتعلن الجماعة وعلى لسان القيادي بالمليشيا الحوثي حسين العزي فجر الجمعة، عن عودة باقي الحجاج من مناطق سيطرة المليشيا عبر مطار صنعاء، مع استئناف الرحلات الجوية الوحيدة من المطار نحو الأردن السبت 6 يوليو، وهو ما أكده لاحقاً القيادي بالمليشيا خالد الشريف المعين في منصب مدير مطار صنعاء.
هذا الإعلان رافقه ما يشبه الحملة الدعائية من قبل المليشيا عبر إعلامها وناشطيها في مواقع التواصل الاجتماعي، تصور الأمر على أنه انتصار للمليشيا في أزمة "اليمنية" وإجبارها السعودية والحكومة الشرعية على فتح مطار صنعاء، وتصاعد الأمر مع إقلاع إحدى الطائرات المحتجزات بالمطار لنقل الحجاج العالقين من السعودية.
وذهب إعلام وناشطو المليشيات إلى أبعد من ذلك، باعتبار عودة الحجاج العالقين جاءت خوفاً من التغريدة الغامضة التي نشرها الثلاثاء، ناطق المليشيا يحيى سريع بعبارة (3 أيام)، والتي فسرها نشطاء الحوثي بأنها تهديد موجه للرياض والحكومة لإجبارهم على عودة الحجاج واستئناف الرحلات من مطار صنعاء.
هذه المزاعم الحوثية ومحاولة خلق انتصار وهمي في ملف الطائرات المحتجزات، سرعان ما تراجع مستواه مع مرور يوم السبت دون أن يشهد مطار صنعاء أي رحلات نحو الأردن بحسب ما ينشره إعلام إدارة شركة "اليمنية" بعدن لجدول الرحلات اليومية، كما أن جدول يوم الأحد 7 يوليو، لا يتضمن أي رحلة من مطار صنعاء.
إلا أن مواقع خاصة بتتبع حركة الطيران المدني، كشفت عن إقلاع وهبوط رحلتين من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء بعمان الأردن والعكس، يومي الجمعة والسبت، وبالتدقيق اتضح أنهما رحلتان مجدولتان من يوم الـ24 يونيو، الذي جرى فيه اختطاف الطائرات واحتجازها بمطار صنعاء.
ما يكشف أن ما جرى لم يكن سوى انفراجة محدودة لإعادة العالقين مع غياب أي رحلات جديدة، وهو ما أجبر مليشيات الحوثي إلى اتهام التحالف بقيادة السعودية والحكومة الشرعية في عدن بعرقلة استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء، وفق ما نشره موقع "26 سبتمبرنت" الخاضع لسيطرة المليشيا مساء السبت، على لسان مصدر ملاحي.
حيث زعم المصدر الحوثي بأن التحالف والحكومة يماطلون "في إعادة الرحلات من مطار صنعاء إلى عمان ووجهات أخرى بحسب اتفاق الهدنة"، وأضاف بأن رحلات صنعاء /عمان/ صنعاء التي كان من المقرر استئنافها متعثرة بسبب ذلك.
هذا الإقرار الحوثي ببقاء الوضع على حاله في مطار صنعاء منذ اختطاف المليشيا للطائرات، يعكس حجم الأكاذيب ومحاولة خلق انتصار وهمي من خلال استغلال عودة باقي الحجاج العالقين عبر المطار، في حين أن الحقيقة تشير إلى عدم ممانعة الحكومة والسلطات السعودية منذ البداية من عودة الحجاج عبر المطار وأن يتم ذلك عبر الطائرات المحتجزات.
على عكس ما كانت تطالب به المليشيا بنقلهم عبر طائرات جديدة تابعة لشركة "اليمنية" بهدف استكمال السطو على باقي أسطول الشركة وهي 3 طائرات، بل إن المليشيا طالبت السعودية بنقل الحجاج العالقين إلى مطار صنعاء عبر طيرانها أو استئجار طائرة تجارية وهو ما تم رفضه خوفاً من احتجازها.
وما يعزز نسف مزاعم المليشيا الحوثية بانتصارها في أزمة الطائرات، كان البيان الذي نشره إعلام المليشيا في وقت متأخر من مساء السبت، باسم إدارة شركة الخطوط الجوية اليمنية الخاضعة لسيطرتها في صنعاء، هاجم بشدة إدارة الشركة المعترف بها في عدن.
وساق البيان المزاعم الحوثية ضد الحكومة وإدارة الشركة في عدن لتبرير احتجاز الطائرات في مطار صنعاء مهدداً بنشر ما أسماها ملفات فساد "من الصفقات المشبوهة في مجال الطيران المدني سيتم ذكره في الوقت المناسب"، وهو ما يؤكد بقاء الأزمة على ما هي دون حل كما تزعم المليشيا.
اللافت هو في تجاهل المليشيا أثناء محاولتها خلق انتصار وهمي بإعلانها استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء إلى الأردن وعودة الوضع بالمطار إلى ما قبل أزمة احتجاز الطائرات، أن ذلك يناقض السقف المرتفع الذي أعلنت بالتهديدات التي أطلقتها عقب الأزمة على لسان وزير النقل بحكومتها غير المعترف بها دولياً المدعو عبدالوهاب الدرة.
حيث أعلن الدرة وفي مؤتمر صحفي عقده في صنعاء أواخر الأسبوع الماضي بأن جماعته لن تقبل ما أسماها "بأي حلول ترقيعية في موضوع مطار صنعاء الدولي"، وأكد بأنها لن تقبل "سوى بالفتح الكامل لجميع الوجهات وإعادة الرحلات كما كانت عليه قبل العدوان"، أي قبل الحرب التي اندلعت في مارس 2015م.