باحث بريطاني: 45 ألف موقع أثري في اليمن معظمها غير مسجّل
تقارير - Wednesday 10 July 2024 الساعة 09:05 amقال الباحث المشارك في مشروع الآثار المهدَّدة بالانقراض في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مايكل فرادلي، إن هناك ما لا يقل عن 45 ألف موقع أثري في اليمن متضررة من الحرب ومعظمها لم يتم تسجيله في سجلات خاصة بالمواقع الأثرية.
وأضاف فرادلي، الذي يعمل ضمن هذا المشروع منذ 2015: "إذا كنا نتحدث عن الوضع الحالي للتراث في اليمن وتأثير الحرب، فغالبًا ما يكون من الصعب التحدث عنه لأن معظم المواقع الأثرية لم يتم تسجيلها بشكل جيد أبدًا أو لم يتم تسجيلها على الإطلاق".
وبحسب الباحث البريطاني الذي تحدث لـ"صحيفة الفن" "The Art Newspaper"، فإن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه الخبراء في تحديد المواقع التي تأثرت بالضبط في الحرب، ينبع من عدم وجود سجل شامل للمواقع التاريخية في البلاد.
ويوضح فرادلي أن عدم الاستقرار السياسي والطبيعة الجبلية للبلاد كانا المساهمين الرئيسين في هذه الفجوة. واستجابة للتهديدات المتزايدة التي تتعرض لها المواقع الأثرية، بدأ مشروع الآثار المهددة بالانقراض في شمال إفريقيا والشرق الأوسط EAMENA عام 2015 مهمة تحديد المواقع وتسجيلها عن بُعد باستخدام أدوات مثل صور الأقمار الصناعية.
ويشير فرادلي إلى أن المشروع، الذي تقوده جامعة أكسفورد بالتعاون مع جامعتي دورهام وليستر، حدد المواقع على نطاق غير مسبوق، حيث سجل أكثر من 45 ألف موقع حتى الآن، معظمها لم يتم تسجيله من قبل، مؤكداً أن هذه التغطية "لا تزال غير كاملة على عموم البلاد، ولا يزال هناك العديد من المواقع التي يمكن إضافتها" إلى نظام تحديد المواقع الأثرية التابع للمشروع. وعلى الرغم من هذه الجهود، يظل التحقق من جميع المواقع المحددة على الأرض مهمة شبه مستحيلة بسبب الظروف الحالية غير المستقرة.
التراث من أجل السلام
إلى ذلك أطلقت اليونسكو مشروعًا بقيمة 12 مليون يورو بين عامي 2018 و2022، يركز على أربع مدن تاريخية: صنعاء وشبام وزبيد وعدن. وأعادت المبادرة تأهيل 508 مبانٍ سكنية تاريخية وخلقت فرص عمل لـ6,236 شخصًا.
وبعد نجاحه، بدأ في عام 2022 مشروعاً مدته أربع سنوات بتمويل من الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 مليون يورو، يهدف إلى توظيف 8000 شخص في ترميم المباني التراثية ودعم 30 منظمة ثقافية، فضلاً عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجال الثقافة. وتقوم اليونيسكو أيضًا بإعادة تأهيل قصر سيئون، الذي يستخدم كمتحف، ويعتبر أكبر مبنى من الطوب الّلِبْن في العالم، وحالته سيئة بعد تعرضه للأمطار الغزيرة والإهمال.
وفي نهاية أبريل الماضي، أكملت منظمة "التراث من أجل السلام" الإسبانية غير الحكومية أعمال الترميم الطارئة لقلعة القاهرة في مدينة تعز، بعد أن انهارت الأنقاض على الأحياء الواقعة أسفل المبنى، وتفاقم الوضع بسبب نقص الصيانة والأمطار الغزيرة. وبحسب إسبر سابرين، رئيسة منظمة التراث من أجل السلام، فإن الحطام المتساقط أدى أيضًا إلى مقتل شخص. وفي الوقت نفسه، تسعى سابرين للحصول على تمويل للمرحلة التالية من ترميم القلعة بعد انهيار مدخلها الرئيس في مايو الماضي بسبب عدم كفاية الصيانة والقيود المفروضة على ميزانية الترميم.
وفي حضرموت، تم تنفيذ العديد من مشاريع الترميم والصيانة لمواقع أثرية، بحسب ما نقلته "صحيفة الفن" عن رياض باكرموم، المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف بحضرموت. ومع ذلك، يقول إن ميزانية إدارته قد تم تخفيضها، مما جعلها تعتمد بشكل شبه كامل على الجهات المانحة من القطاع الخاص والدعم الدولي المتقطع.
ويضيف باكرموم: "لسوء الحظ، نحن نكافح الآن لحماية ما اكتسبناه بالفعل والحفاظ عليه وعدم فقدانه مرة أخرى، للحفاظ على عمل مكتبنا، وإبقاء المتحف مفتوحًا، والحفاظ على الأحداث المحلية في المتحف"، مشيراً إلى أن المواقع الأثرية، مثل مستوطنة ريبون التاريخية القديمة، معرضة للخطر بسبب التوسع الحضري المستمر والحفريات غير القانونية.