دخول المحطة الشمسية بعدن يُجدد الدعوات للحكومة بالتوجه نحو الطاقة المتجددة
تقارير - Sunday 14 July 2024 الساعة 09:24 amشهدت خدمة الكهرباء بالعاصمة عدن تحسناً ملموساً خلال الساعات الماضية مع دخول محطة الطاقة الشمسية الممولة من الإمارات إلى الخدمة، وسط دعوات للحكومة بالتوجه بشكل جاد إلى الطاقة المتجددة لمعالجة أزمة الكهرباء التي تعاني منها المناطق المحررة.
وتُعد محطة الطاقة الشمسية في عدن البالغة قوتها 120ميجاوات أكبر مشروع للطاقة المتجددة يُنفذ باليمن، وجرى تنفيذها خلال عام ونصف في منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة غربي عدن على مساحة مليون و600 ألف متر مربع، تضم أكثر من 211 ألف لوح شمسي، بتمويل كامل من دولة الإمارات العربية.
وعقب الانتهاء من أعمال ربط النقل والتصريف دخلت المحطة إلى الخدمة السبت، بقوة توليد 90 ميجاوات ومن المتوقع أن تدخل بكامل قوتها الـ120 خلال الساعات القادمة، لتشهد الخدمة تحسناً ملموساً بالمدينة.
حيث ارتفعت ساعات التشغيل نهاراً مع دخول المحطة إلى نحو 3 ساعات إلى 3 ساعات ونصف مقابل 3 ساعات انطفاء، في حين كانت الخدمة قبل دخول المحطة استقرت خلال الأسابيع الماضية على ساعتي تشغيل فقط مقابل 5 ساعات أطفاء.
هذا التحسن الملموس في خدمة الكهرباء في المدينة ومع ما تشهده حالياً من ارتفاع في درجات الحرارة بفصل الصيف، جدد الدعوات الموجهة إلى الحكومة بالتوجه نحو مشاريع الطاقة المتجددة والتخلص من أعباء الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
وهو ما عبر عنه الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي في تعليق له على دخول محطة الطاقة الشمسية في عدن للخدمة، أشار فيه إلى أن المحطة ستساهم في توفير عشرات ملايين الدولارات سنويا كان يتم إنفاقها على محطات الديزل.
وعبر العولقي عن أمله في أن يكون مشروع المحطة محفزاً للجانب الحكومي، في التوجه نحو حلول مستدامة لقطاع الكهرباء، بعيداً عن الاعتماد على مادة الديزل وغيرها التي قال بأنها تكلف سنويا نحو تريليون ريال يمني، من الموازنة العامة، مقابل ساعات تشغيل محدودة في جميع المحافظات.
ناطق الانتقالي أكد بأنه من غير المقبول الاستمرار في عملية مكلفة وغير اقتصادية في توليد الكهرباء، "لم يستفد منها سوى لوبيات الفساد المتعاقبة"، حسب قوله.
وكشف رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك في حوار مع قناة "اليمن" الرسمية في شهر مايو الماضي بأن الحكومة أنفقت على الكهرباء العام الماضي أكثر من تريليون ريال منها نحو 770 مليار قيمة لوقود الديزل والمازوت أي نحو 600 مليون دولار أمريكي.
رقم مهول لتكلفة وقود الكهرباء على الرغم من العجز الكبير الذي تعاني منه المناطق المحررة في خدمة الكهرباء، حيث لا تصل ساعات التشغيل في فصل الصيف أكثر من 10 ساعات باليوم في أحسن أحوالها ومع توفير الوقود.
ويؤكد خبراء ومختصون في مجال الطاقة على أهمية مشروع محطة الطاقة الشمسية في عدن، وحرص الإمارات على أن تكون محطة استراتيجية قابلة للتوسع والإضافة إلى 600 ميجاوات، حيث تضم المحطة 12 محطة تحويل فرعية و9 كيلو مترات من خطوط الضغط العالي ومحطة تحويل رئيسية.
ومؤخراً كشف الصحفي أحمد سعيد كرامة في منشور له على صفحته في "الفيس بوك" عن تمويل الإمارات لمشروع توسعة المحطة بإضافة 40 ميجاوات بنفس موقع المحطة لتصبح 160 ميجاوات.
وفق المختصين فإن مشروع المحطة والطاقة التي تولدها نهاراً بقوة 120 ميجاوات، يوفر على خزينة الدولة نحو 138 مليون دولار سنوياً كانت ستدفع لتوليد هذه الرقم بوقود الديزل، الذي بات يُوصف بأنه "الثقب الأسود" الذي يلتهم موارد الخزينة العامة.
موضحين بأن محطات الكهرباء العاملة في عدن تستهلك في اليوم الواحد نحو ألف طن من وقود الديزل لتوليد 100 ميجاوات فقط، وهو ما يُكلف الخزينة نحو 275 مليون دولار سنوياً وفق الأسعار الحالية للديزل عالمياً، في حين أنه يمكن استغلال هذا المبلغ في توسعة محطة الطاقة الشمسية وإضافة 500 ميجاوات لمدة لا تقل عن 25 عاماً وهو العمر الافتراضي لمحطات الطاقة الشمسية.