الحوثي يطلق يد ميليشياته لنهب أراضي الدولة والمواطنين بإب

الحوثي يطلق يد ميليشياته لنهب أراضي الدولة والمواطنين بإب

السياسية - Monday 19 February 2018 الساعة 06:11 pm
إب – نيوز يمن- خاص:

إب – نيوزيمن- خاص: تشهد محافظة إب، وسط اليمن، حربا من نوع آخر تدور في الظل منذ عامين من الحرب العسكرية، بيد أنها برزت للمشهد وارتفعت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وتدور رحاها على أراضي وعقارات المواطنين، وتلك المملوكة للدولة ممثلة بوزارة "الأوقاف" على وجه الخصوص. أما أبطال هذه الحرب، فمافيا متخصصة في السطو على الأراضي، تتبع ميليشيا الحوثيين، ونافذون محليون مدعومون من قيادات الجماعة في المدينة. وكثيرون هم ضحايا هذه الحرب، الذين تزهق أرواحهم جراء تزايد عمليات السطو المسلح والاعتداء على أراضي المواطنين تحت تهديد السلاح، واستخدام القوة في الغالب، فلا يكاد يمر يوم في مدينة إب، دون حادثة سطو مسلح. وقد تحولت عمليات النهب المسلح للأراضي، التي أرهقت كاهل مدينة إب، من قضايا جنائية إلى قضية رأي عام. ويروي المواطن "م.ع .أ"، لـ "نيوز يمن"، تفاصيل عملية سطو مسلح نفذها مسلحون يتبعون ميليشيا الحوثي، وطالت قطعة أرض يملكها في المدينة. وذكر أن، "عصابة مسلحة متخصصة في نهب الأراضي في منطقة الدليل، سطت على أرضيته، وتحت تهديد السلاح، وباشرت باستحداثات فيها"، وأفاد بأنه "قام بعرض قضيته على "لجنة المظالم" التي تم تشكيلها، مؤخراً، بالمحافظة لتلقي الشكاوى في مثل هذه الحالات، ولا يزال ينتظر الإنصاف، منذ أكثر من ستة أشهر". آ  عصابات منظمة بدعم حوثي وفقاً لمصادر محلية، فإن "عصابة منظمة وتحت إشراف مشرفين حوثيين، تقوم بالسطو المسلح ومصادرة أرضي الدولة والمواطنين، في مركز المحافظة"، وتؤكد المصادر أن "عناصر العصابة، قامت قبل عدة أيام بالسطو على أرضية لأحد المواطنين المغتربين في شارع العدين، وبعد تدخل أهالي المغترب ومنعهم من ذلك، زعمت العصابة بأنها لا تحاول السطو بل تريد شراء الأرضية". وأضافت المصادر، أن "عناصر العصابة لا تزال تضغط على أقرباء المغترب، لشراء نصف الأرضية بقوة السلاح أو السطو عليها كاملاً". آ  أرقام مفزعة: وفي السياق، أكد مصدر في الهيئة العامة للأراضي والمساحة، لـ"نيوز يمن"، أن "جرائم السطو المسلح على أراضي وعقارات المواطنين والدولة انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير جدا، وبأرقام مفزعة بإب". وأكد المصدر أن "هناك قضايا عديدة تم إحالتها للأمن والنيابة العامة والقضاء وإلى اليوم لم تقدم أي إجراءات تذكر". ونبه إلى أن السلطة المحلية إذا لم تقف أمام تنامي هذه الظاهرة بحزم وضبط، فإن إب مقبلة على جرائم جسيمة ستخلف مئات الضحايا". في حين أوضح العقيد أحمد دهمان، مدير البحث الجنائي في المحافظة، لـ"نيوز يمن"، أن "موضوع السطو على أراضي الدولة والمواطنين أصبحت ظاهرة مستفحلة أدت إلى إهدار الدماء وقتل أصحاب تلك الأراضي". وأضاف، "شكلنا غرفة عمليات خاصة بإدارة الأمن للمعتدين على أراضي الموطنين، وتم إلقاء القبض على بعضهم وإيداعهم سجن إدارة الأمن وإحالتهم إلى جهة الاختصاص". وأشار دهمان إلى أنه "ومنعاً لانتشار جريمة السطو على الأراضي صدرت توجيهات صارمة إلى إدارة البحث الجنائي، وأقسام الشرطة بعدم التدخل في بيع الأراضي خاصة إذا كانت قضايا مدنية، أما إذا كانت قضايا جناية فيتم التعامل معها بحذر شديد والقبض على جميع الأطراف وإحالتهم إلى جهة الاختصاص تجنب لحدوث أي مشاكل قد تحصل والمحكمة هي من ستحكم إذا كان بيع الأرض تهبشا أم لا". آ  ضعف السلطة المحلية ويؤكد مراقبون أن عوامل عدة ساعدت في تفشي ظاهرة السطو على أراضي وممتلكات الدولة والمواطنين في مدينة إب، يتصدرها ضعف السلطة المحلية بالمحافظة. ويقول الناشط الحقوقي، نجيب الورافي، في حديث لـ"نيوز يمن"، إن "ضعف السلطة المحلية وعدم إيلاء القضية الكثير من الاهتمام ساعد المتهبشين على تنفيذ مخططاتهم بعيدة عنها من جهة، ومن جهة أخرى تتم بتواطؤ من بعض الجهات المحسوبة على السلطة المحلية والتي تقدم تسهيلات لعصابات السطو". وأضاف، أن "عمليات السطو نتج عنها قضايا وتداعيات جنائية خطيرة، وما لم تحد هذه الظاهر فإن هناك كارثة ستلتهم الجميع"، مطالبا السلطة المحلية والأجهزة الأمنية "القيام بواجبها وتفعيل دور المحاكم بقضايا الأراضي في المحافظة".