الصرخة الإيرانية في صنعاء.. وزعيم المتمردين يدعو أنصاره للانتحار
السياسية - Saturday 14 July 2018 الساعة 10:05 pmأغرقت مليشيات الانقلاب، منذ أيام، شوارع صنعاء وجدرانها بشعارات الصرخة الخمينية للاحتفال بذكرى استيرادها، قبل أن تقوم أمس بحشد أتباعها إلى ميدان باب اليمن وسط العاصمة صنعاء للتظاهر في ختام الاحتفالات السنوية وللاستماع إلى خطاب زعيمها.
وكانت المليشيات الحوثية قد وجهت قادتها ومشرفيها الدعوة للمواطنين والتحشيد للمشاركة بمهرجان في صنعاء وآخر في الحديدة وصعدة وحجة، أمس الجمعة، بمناسبة الذكرى السنوية لما تسمى "الصرخة."
وتجري الاستعدادات الحوثية منذ أسبوع للاحتفال بمناسبة غريبة ارتبطت بتبعيتها لإيران تحت مسمى "الصرخة" عبر تظاهرات لها تردد فيها الصرخة الإيرانية وسط سخط شعبي على همجية هذه المليشيات.
زعيم المليشيات يدعو أنصاره للانتحار..
وظهر زعيم الميليشيات الحوثية عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني مرتدياً العمامة لأول مرة منذ تسلمه قيادة المليشيات بعد مصرع شقيقه وأمر أتباعه بأن يستغلوا اتساع رقعة أرض المعركة في الساحل الغربي من أجل تنفيذ العمليات الانتحارية، مدعياً أن التأييد الإلهي يقف إلى جانب مليشياته، محاولاً أن يرفع معنوياتهم المنهارة وبدا عليه القلق والهلع الذي يساوره جراء الخسائر التي تتكبدها مليشياته في جبهات القتال التي باتت تضيق عليها أمام تقدم قوات الجيش اليمني والمقاومة المشتركة المسنودة من التحالف العربي.
وأثنى زعيم المليشيات على شقيقه الصريع الهالك حسين الحوثي الذي عمل على إدخال المشروع الإيراني والصرخة الخمينية إلى اليمن..
كما حض أتباعه على ترديدها زاعماً أن ذلك سيقوي من صلابة إيمانهم بأفكار المليشيات ومشروعها.
ويعلق مراقبون على خطاب زعيم المليشيات بانه هو الخطاب الحوثي المكرر ذاته والمفردات والجمل الطائفية نفسها أشعل بها حفلة شتم وتخوين وتهديد لمعارضيه مع التركيز في كل واردة وشاردة على حشر أميركا وإسرائيل في سياق الكلام اتساقاً مع الشعارات التي ترددها المليشيات ضمن مشروعها الطائفي المستمد من التجربة الإيرانية.
وكثفت الميليشيات من أنشطتها الطائفية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها ابتهاجاً بما أسمته الذكرى السنوية للطقس الإيراني المتمثل في الصرخة الخمينية التي تتخذ منها شعاراً لها منذ أن نقلها مؤسس المليشيات حسين بدر الدين الحوثي إلى اليمن وبدأ بترديدها وسط أتباعه في 2002.
صنعاء بحلة خمينية طائفية!
وظهرت العاصمة اليمنية صنعاء بحلة إيرانية واكتست شوارعها بالآلاف من اللافتات والشعارات إيذاناً بموعد ما يسمونه يوم الصرخة في إطار سعي المليشيات الحوثية المتواصل لتغيير البنية المذهبية والعقائدية في اليمن والتي سادها التعايش على مدى قرون طويلة.
مليارات للصرخة وشعب يموت جوعاً !!
وتنفق المليشيات الحوثية أموالاً طائلة على مناسبتها الطائفية، في خطوة استفزت مشاعر المواطنين وموظفي الدولة بمناطق سيطرتها والذين لم يستلموا مرتباتهم منذ ما يقارب العامين.
وتحرص المليشيات الحوثية على الإنفاق بشكل سخي على فعالياتها الطائفية من خلال تخصيص مبالغ ضخمة تقدر بمليارات الريالات وتعمل على تمويل فعالياتها من إيرادات المؤسسات الخاضعة لها، كما تجبر التجار على دفع مبالغ ضخمة للمشاركة في تغطية النفقات ودفع المكافآت لعناصرها الذين تحرص على عدم وقوعهم في فخ الحاجة، كما هو حال أغلب السكان والموظفين.
مناسباتها من أجل حشد مقاتلين جدد
وتستغل المليشيات مناسباتها الطائفية التي يختتمها عادة زعميها الحوثي بإلقاء خطابه المعتاد من أجل التحشيد في أوساط السكان ومحاولة استمالتهم للقتال في صفوفها.
واعتبر المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي في تصريح ل"نيوز يمن"، أن الأجندة الممنهجة للمليشيات في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة المليشيات وتجسيدها للمظاهر الإيرانية يؤكد أن منهج الحوثيين متصل تماماً بأجندة الممول والمخطط وهي إيران ومنها تستغل المناسبات لدى المليشيات في التحشيد لمقاتلين جدد على وقع هزائمها المتلاحقة وخسارتها لغالبية عناصرها في جبهات القتال.
تشييع وتطييف المجتمع
تتعدد صور ومظاهر الجهود الحوثية لتغيير المعالم الثقافية والعقائدية في العاصمة اليمنية وبقية المدن التي ما تزال تحت سيطرتهم، ومن ذلك انتشار الشعارات الإيرانية المستوردة على صعيدي الشكل والمحتوى.
يقول الكاتب الصحفي منير حسان، في تصريح لـ"نيوز يمن"، إن المليشيات الحوثية تعمل منذ 4 أعوام منذ سيطرتها على صنعاء ومدن أخرى، على استراتيجية بعيدة المدى ترمي إلى تطييف المجتمع اليمني وحوثنته حتى يكون نسخة من فكرهم المستورد من إيران
وأشار حسان، إلى أن عملية نشر اللافتات التي تتحدث عن تفاصيل دينية مثل "الصرخة" لم تكن موجودة في المجتمع اليمني من قبل، وهي تتم الآن وفق عملية ممنهجة، وقد تنجح إذا لم توجد جهود حقيقية لمواجهة هذه الإجراءات.
وأوضح حسان، أن هناك عدة مظاهر ينشط فيها الحوثيون من أجل تحقيق أهدافهم الطائفية، ومنها استخدام المنابر في المساجد والمنصات الثقافية، وتغيير عقيدة الجيش، وتغيير المناهج الدراسية، والتأثير في التعليم الجامعي.
كيف نقل الحوثيون الصرخة الإيرانية؟
يرجع الكاتب والباحث الاجتماعي عبدالحكيم محمد، في حديثه ل"نيوز يمن"، محاولات إيران في نشر التشيع في اليمن إلى فترة الثمانينيات والتسعينيات والتي استخدمت فيها وسائل عدة منها استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الجامعات والحوزات في إيران ودمشق وبيروت وعن طريق استخدام شخصيات شيعية عراقية مقيمة في اليمن.
ويؤكد محمد، أنه من خطاب ما تسمى الثورة الإيرانية المعادي لأمريكا وإسرائيل، نقل مؤسس المليشيات الحوثية حسين الحوثي نهج الخميني في معاداته لأمريكا وإسرائيل، واعتمد خطابًا معاديًا لأمريكا وإسرائيل في محاضراته، الأمر الذي جعل الشباب يلتفون حوله، ووصل الأمر إلى درجة إيهام حسين الحوثي لمريديه وأتباعه بأنه مستهدف من أمريكا وإسرائيل
وأوضح محمد، أنه بعد أن أوجدت إيران لنفسها الأرضية الخصبة للتحرك من خلال الشعارات والأساليب الممنهجة عمدت إلى تشكيل مجموعة من الحركات المؤيدة لها في العالم العربي، فأنشأت حزب الله في لبنان، والحركة الحوثية في اليمن.