إصلاح تعز.. "انفصال الحجرية" تهمة جديدة لتبرير مغامراته

السياسية - Friday 05 April 2019 الساعة 10:08 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

سعَّر حزب الإصلاح في تعز خطابه التحريضي ضد من يعتبرهم خصومه في تعز من نشطاء التنظيم الناصري والقوى التي تداعت للتحرك ضد محاولات الإصلاح ابتلاع تعز ومؤسسات الدولة فيها.

وذهب خطاب الإصلاح بعيداً ليعتبر تناولات الرأي للنشطاء تحريضاً على الإخلال بالأمن واستهدافاً للمؤسسة العسكرية التي يحتكر الإصلاح في تعز السيطرة على نحو 90 % من تكوينها.

ويأتي تحرك الخطاب الإعلامي للإصلاح، والذي رصد نيوزيمن توجهاته بعد أيام مكث فيها إعلام إخوان اليمن بكل توليفته، يحاول الدفاع والتبرير للهجوم الإجرامي لقوات الحشد الشعبي الإصلاحي على المدينة القديمة.

ورغم أن الإصلاح حرك كل أدواته في محاولة لتجاوز هذه الفضيحة، غير أن كل الشواهد كانت عصية على التعمية، خصوصاً مع وجود نشاط فاعل كشف كل جرائم الحشد وأخرجها للناس بعد سنين من التكتم ومحاولات الترهيب الإخوانية للنشطاء.

ويحاول الإصلاح، عبر أدواته المرتبطة بقطر من الخارج، ربط الرفض الكبير لهيمنته على قرار السلطة والجيش والأمن بجهات خارجية وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام أمثال حمود الصوفي والإمارات، لتحويل الإدانة الشعبية للإصلاح في هجومه على المدينة القديمة إلى عملية استهداف إعلامي موجه.

ويسوق الإصلاح، عبر أدواته، مقترحات منها فرض حالة الطوارئ في تعز لمواجهة خطاب التحريض والدعوات الانفصالية، كما يطرح إصلاحيو تعز الذين يواجهون التحركات المجتمعية في الحجرية بنعتها بالدعوات الانفصالية لفصل الحجرية عن تعز بدعم إماراتي.

يستهدف الإصلاح نشطاء التنظيم الناصري بسيل من التحريض الممنهج، وكذلك العميد عدنان الحمادي، واللواء 35 والحجرية بشكل عام، لإدراك إخوان اليمن وتعز تحديداً أن تحرك الحجرية ومناطق الحزام الجغرافي لمدينة تعز في الجهات المحررة يشكل تهديداً وجودياً لمشروعهم الاستحواذي على تعز ومقدراتها.

ويستشعر الإصلاح خطر التحركات الشعبية والسياسية والإعلامية ضد مشروعه في تعز.. وفي حين يرفع شعار الدولة ويحتكر تمثيلها في تعز، فإنه يعتبر التحركات التي ترفع شعار إعادة النظر في بنية الجيش والسلطة المحلية في تعز على أساس مخرجات الحوار الوطني، خروجاً على دولة المقر في تعز، ونافذة قد تقود إلى تحركات مشابهة في كل المحافظات المحررة.

ورغم ترحيب الإصلاح بتعيين نبيل شمسان محافظاً لتعز، بعد إقالة أمين محمود، إلا أن مؤامرات المقر اشتعلت في أول يوم من دوام المحافظ، واستغل الحشد الإخواني في تعز توجيه المحافظ بتشكيل لجنة أمنية لملاحقة مطلوبين للهجوم على كتائب أبي العباس في المدينة القديمة، وارتكاب جرائم مروعة حين رفضها المحافظ ووجه بوقف الحملة لم يجد آذاناً صاغية في مكاتب المقر القريب من مقر المحافظة.

وبعد أن غادر شمسان تعز إلى التربة، وبدأ تحركاً في أوساط الناس بالحجرية، اشتغلت ماكنة الإصلاح استهدافاً للمحافظ كونه يعمل لصالح مشروع الحجرية، وجاء ظهوره مع العميد عدنان الحمادي فرصة لحديث الإصلاح عبر أدواته عن نشاط حجري يتجه نحو فصل الحجرية عن تعز.

يتحرك الإصلاح بلا بوصلة، ويوزع التهم والافتراءات بغباء شديد، حد اعتبار الشرعبي حمود الصوفي مهندس انفصال الحجرية، وشمسان الذي هللوا بالأمس لتعيينه، أداة انفصالية، والحمادي قائداً للجناح العسكري والتنظيم الناصري بمعتقداته العروبية القومية جناحاً سياسياً للمشروع.

لماذا يغيب الإصلاح كحزب سياسي وتحضر أجنحة وقيادات ونشطاء يتبنون خطاباً لا يرتقي حتى إلى مستوى طلاب ثانوية، وهل يدرك الإصلاح خطورة خطابه المناطقي واستعداء المكونات المجتمعية لمجرد رفضها مغامرات قياداته النزقة والصبيانية؟!

يتحدث الإصلاح بلسان مجموعة فوضوية، ويدعي تمثيل الدولة ويغفل كثيراً واجبات الدولة وخطابها وتحرك أدواتها والتي ليس من بينها رمي تهم المناطقية والانفصال على كل من يريد أن تسود الدولة.

الانفصال تهمة جديدة قد تكون هي نافذة المغامرة المرتقبة للإصلاح على الحجرية أو مناطق أخرى بعد الهجوم على المدينة القديمة بذريعة البحث عن مطلوبين.