إصلاح تعز.. تحالف الضرورة مع مؤتمر بلا جمهور

السياسية - Thursday 11 April 2019 الساعة 11:15 pm
تعز، نيوزيمن، عماد طربوش:

وفقاً لمخرجات الحوار الوطني، يفترض أن تتشارك الأحزاب جميعها السلطة في تعز، ويكون الجيش والأمن ليس حكراً على حزب أو منطقة.. ووفقاً للمبادرة الخليجية يفترض أن يتقاسم المشترك والمؤتمر السلطة. ووفقاً لمنطق الثورة وتحالف المعارضة القديمة يفترض أن يتقاسم المشترك والثوار السلطة ويكون المؤتمر على الهامش.

في تعز يختلف الوضع عن كل ذلك، ويفرض الإصلاح أنموذجاً فريداً في الحكم، فهو ضد كل مؤتمري، وأقام الدنيا حين عيّن أمين محمود، علي قاسم في إدارة مكتبه، كونه -أي قاسم- كان مؤتمرياً، ومن النظام السابق، رغم أن قاسم منذ بداية الانقلاب في بيته لم يشارك حتى بتصريح صحفي ضد الإصلاح أو المقاومة أو مع الانقلاب.

الإصلاح كذلك يريد أن يبقى التنظيم الناصري ضمن تحالف المشترك ولداً مطيعاً للإصلاح، وكذلك الاشتراكي، ويريد أن يحكم هو تعز ويحولها إلى مدفع يحارب به الانتقالي في الجنوب، وأبو العباس في تعز، والمقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وكذلك الإمارات والسعودية ومصر.. أي أن تكون تعز سلاحاً في يد الإخوان يحاربون به في الداخل والخارج.

لم يسمح الإصلاح للمؤتمر، حتى ذاك الجناح الذي فرّخه الإصلاح نفسه، أن يمارس دوراً سياسياً، ولم يقبل حتى بعارف جامل الذي نصّبه الشيخ حمود المخلافي مسؤولاً عن مؤتمر الشرعية في تعز ورشّحه ليكون أول محافظ قبل المعمري، وحين تعين جامل وكيلاً لتعز عيّن الإصلاح المخلافي وكيلاً أول، أي قبل جامل، وأنهى كل صلاحيات جامل الذي يمثل مؤتمر تعز، حسب رؤية الإصلاح.

حين خرج التنظيم الناصري يتظاهر رافضاً تجاوزات جيش الإصلاح بحق سكان المدينة القديمة، اعتبر التظاهرة تستهدفه، رغم أنه أنكر علاقته بالوحدات العسكرية والأمن أو الحشد الشعبي، وعلق على حجم التظاهرة بأنها من كل الأحزاب، المؤتمر والاشتراكي والناصري.. ليعود بعد ذلك ويتقرب من مؤتمر جامل ويدعمه جماهيرياً وإعلامياً لإنجاح التظاهرة.

أبلغ الإصلاح جامل وقيادات مؤتمرية أن الناصري يريد أن يأخذ حصة ومكان المؤتمر في تعز كطرف ثانٍ في المعادلة، رغم أن المؤتمر جماهيرياً هو في المركز الأول، لولا تصدعات الحزب وظروفه، ونجاح الإصلاح في شيطنة المؤتمريين وتصنيفهم كنظام سابق ومتحوثين ليتفرد بالجيش والأمن والسلطة والقرار.

يخشى الإصلاح كثيراً من تحالف ناصري اشتراكي مؤتمري في تعز، وانتعشت مخاوفه كثيراً بعد تظاهرة الناصريين الحاشدة، السبت الماضي، ولذلك يعمل جاهداً لإعادة إظهار المؤتمر في الواجهة وإيهامه بالتحالف معه وتشكيل جناح مؤتمري يعمل لصالح قطر كما إلى جانب أجنحة صغيرة استقطبتها الدوحة وتدفع بها لتشكيل جبهة موحدة مع الإخوان في اليمن.

ولأن الإصلاح يدرك فشله الذريع في إدارة المحافظة وتأمينها رغم سيطرته على نحو 35 ألف جندي ورجل أمن في تعز مع العلم أن مساحة جغرافيا المدينة المحررة لا تشكل ما نسبته 10 % من مساحة المحافظة، لذلك لا ينتظر الإصلاح الثناء، ويعرف جيداً أن الغالبية الساحقة من أبناء تعز أصبحت العودة بهم إلى العهد السابق أمنية جميلة بعيدة المنال.

الإصلاح لا يريد الناصري لاعباً سياسياً ذا فاعلية في تعز، ولا يقبل بوجود كتلة سلفية سلاحاً تدافع عن تعز، ولا يريد عدنان الحمادي قائداً للواء 35، ولا يقبل باللواء ضمن وحدات الجيش في تعز.. كما أنه يريد مؤتمراً شعبياً عاماً يتحرك وفق توجيهات سالم، وحزباً اشتراكياً لا يخرج عن طوع اللقاء المشترك.

يغرق الإصلاح كثيراً بين كومة ملفات محلية وإقليمية، ويجاهد لأن ينجز ما يرضي حلفاءه ويخدم التنظيم الدولي للإخوان، ويحاول احتواء الجميع في تعز وفق خياراته الانتهازية، ويتحدث بخطاب منفصل عن الواقع، ويقدم نفسه كمكون مستهدف من أطراف عدة ليبرر مغامراته المجنونة.

الإصلاح يظهر منهكاً ومشتتاً كتاجر منكوب.. فشل عسكرياً في مواجهة الحوثي وتحرير تعز، وفشل أمنياً في تأمين المساحة المحررة، وفشل سياسياً في التعاطي مع شركائه في العمل السياسي وفي المحافظة، وفشل إعلامياً في تقديم خطاب موضوعي ومتزن، وفشل حتى أخلاقياً حين ظهر يدافع عن مغتصبي الأطفال، في حين كان يفترض أن يعلن حتى للاستهلاك أنه طالب الجهات المختصة بالتحقيق.