مراكز حوثية لغسل أدمغة الأطفال وتجنيدهم لإيران ؟!
السياسية - Saturday 06 July 2019 الساعة 11:19 amرمضان الفائت دشن الحوثيون ما أسموه "إعادة بناء العقيدة القتالية للجيش اليمني"، ومساء الأربعاء الماضي وجه "عبدالملك الحوثي" خطاباً كرّسه لحشد أطفالنا وشبابنا إلى المراكز الصيفية التي تنظمها جماعته وتمنحها مستوى عال من الأهمية والأولوية، فماذا يعني هذا الأمر، وإلى أين يمضي الحوثيون بمعتقدات وأفكار أهم شرائح المجتمع اليمني، وعماد مستقبله ؟.
في التفاهة التي كتبها "عبدالملك الحوثي" وأطلق عليها " الوثيقة الفكرية للزيدية" ووقعتها عدد من الشخصيات الدينية الموالية لجماعته في فبراير 2012، ومرّت دون أن تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي والموازي لخطورتها، حاول الحوثي اختزال المذهب الزيدي في حركته وأهدافه وأفكاره، ليحصر حق الحكم (الولاية) وحق العلم (الاجتهاد) في سلالة واحدة قائمة على النسب والتمييز السلبي ضد الآخرين، أو ما يزعم أنهم (آل البيت) الذي يدعي تمثيلهم ويتخذ من ذلك الزعم والادعاء سِلّماً لمصالحه السياسية.
على مدار السنوات الماضية وفي كل عمليات غسيل المخ التي تجريها الجماعة لأتباعها في دورات تصفها بـ " الثقافية"، تكون فكرة الولاية وأحقية سلالة معينة بالحكم هي المحور والمرتكز وما عداها تفاصيل مؤيدة لها، وهذا هو الهدف المراد لأبنائنا، أن يتحولوا إلى أدوات موت وقتل لإخوانهم اليمنيين من أجل تمكين الجماعة من رقابهم وحكمهم، ومصادرة دولتهم.
وفي خطاب عبدالملك الحوثي المخصص لاستقطاب أطفالنا وشبابنا ليصبحوا وقودا لجماعته وسلما لأهدافه، ومعولا لهدم تعايش اليمنيين وسلمهم الاجتماعي عن طريق المراكز الصيفية، ركّز الرجل على فكرة التربية والتحصين ضد الغرب وكعادته جعل مواجهة أمريكا وإسرائيل هي الهدف، بينما هو يقتل اليمنيين منذ سنوات في ساحات القتال، ويسمم أفكارهم في ساحات الحرب الموازية.. وهي العمل المنظم على تغيير الأفكار والمعتقدات.
بدأت الجماعة نشاطها مطلع التسعينات بفكرة المراكز الصيفية واستقطبت آلاف الشباب والأطفال عبر هذه المراكز في صعدة وحجة وعمران وذمار وصنعاء تحديدا، ولاحقاً أصبح هؤلاء هم وقودها في الحرب ضد الدولة اليمنية، ولا يزالون حتى اليوم.
الآن جاءت الفكرة المزدوجة القاتلة، وهي إعادة تصميم العقيدة القتالية للجيش اليمني بتحويله إلى مقاتل تحت راية جماعة طائفية عنصرية تسعى للحكم على أسس طائفية سلالية، وفي نفس الوقت تغيير معتقدات الأطفال والشباب لأنهم مستقبل البلد، وأداة بنائه، إن نجت من لعنة الطائفية والسلالية التي يغرسها الحوثيون فيها، أو أداة هدمه على يد الجماعة إن نجحت الجماعة في غرس أفكارها فيهم كبذرة لمستقبل البلد برمته.
قالت قيادات حوثية أنّه يجب الدفع بالأطفال إجبارياً إلى المراكز الصيفية، وهناك مخصصات مالية هائلة لهذه المهمة، تم نهبها من قوت اليمنيين، ومن رواتبهم، ومن المساعدات الدولية التي تقدم للفقراء منهم.
في المناطق الريفية سيتم الدفع بالأطفال إجباريا، خاصة مناطق شمال الشمال، كما هي العادة منذ سنوات، وسيتخرج جيل مصاب بانفصام الشخصية بين مجتمعه وجماعته، وكل يوم يمُر من حياة الجماعة وسيطرتها، هو خصم من مستقبل البلاد والأجيال والسلم والأمن والتنمية.
على شرعية الخذلان التي كلما مر يوم من فشلها كان نجاحا للحوثيين أن تفعل شيئا، على الأقل توعية الآباء في مناطق الحوثيين بعدم إلحاق أطفالهم بهذه المراكز، وإلا فإنّ اللعنة الكاملة قد حلّت على اليمنيين ومستقبلهم.