حروب إخوان تعز.. بعد إزاحة حمود المخلافي هل ينجح سالم في التخلص من صادق سرحان؟

السياسية - Friday 12 July 2019 الساعة 02:48 am
تعز، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

يشن نشطاء الإصلاح في تعز هجوماً منسقاً على غزوان المخلافي ومن خلفه بكر صادق سرحان نجل قائد اللواء 22 ميكا، ويتقاسمون مهمة تبرئة صادق سرحان، وأنه مريض وابنه بكر من يدير اللواء، وآخرون يطالبون صراحة بتغيير صادق سرحان بقائد آخر؛ لأنه لم يعد ينفع في منصبه ومشاكله كثرت.

هجوم الإصلاح، عسكرياً وإعلامياً، على غزوان ومن خلفه بكر ووالده صادق سرحان ليس عفوياً أو نتيجة هجوم غزوان على مدير الأمن، بل الحملة مخططة والهدف من ورائها الإطاحة بصادق سرحان، لأنه يرفض الانصياع لقرارات سالم مسؤول الجناح العسكري للإصلاح في تعز. 

التخلص من صادق سرحان والقيادات المنفلتة في الحزب قرار حزبي اتخذه الإصلاح منذ تخلص من حمود المخلافي وينفذ حالياً الجانب الأهم من القرار، ورغم أن سالم وصادق وحمود أبناء منطقة واحدة وحزب واحد إلا أن عدم انصياعهم لسالم دفع الحزب إلى التخلص من أجنحة ظهرت داخل الحزب مع بداية الانقلاب والحرب.

كان حمود المخلافي هو قائد المقاومة الأول في تعز وصاحب القرار النافذ، وكان الإصلاح أشبه بذراع سياسي لقوات حمود المخلافي التي من بينها تشكيلات الإصلاح التي أسسها سالم بداية المقاومة في تعز.

وحين شكّل المخلافي مجلس تنسيق المقاومة، شكّل صادق سرحان ومن خلفه الإصلاح المجلس العسكري وبعد تنازع الصلاحيات فصل سالم تشكيلات الإصلاح وبقيت مجاميع المخلافي منفردة، وشكل سرحان لواءً بعد أن درب له التحالف في قاعدة العند 1200 فرد كانوا نواة اللواء إلى جانب مجاميع قبلية من المقاومة.

تخلص الإصلاح من حمود المخلافي بمؤامرة مع صادق سرحان واللواء علي محسن الأحمر، وتم إخراج الشيخ حمود إلى خارج البلاد بطلب من الإصلاح للجنرال علي محسن ومن علي محسن للتحالف، وهذه المؤامرة هدفها عدم السماح بقوة عسكرية غير مرتبطة بالجناح العسكري للإخوان حتى وإن كان قادة هذه القوات من الإصلاح، لأن الطاعة العمياء أساس القبول لدى الإخوان، وهذا ما لم يتوفر عند حمود المخلافي وصادق سرحان اللذين لهما مصالحهما الخاصة وارتباطاتهما أيضاً.

تم تعيين الشاب حمزة، نجل حمود المخلافي، أركان حرب اللواء 170 ومنحه رتبة عقيد بعد أن تم تجميع القوات التي كانت مع حمود المخلافي ضمن اللواء 170 دفاع جوي وتعيين عبد العزيز المجيدي قائداً للواء والمجيدي هو أيضاً أركان حرب محور تعز وأحد المنصاعين لتوجهات الإصلاح وإن كان غير منتمٍ للإخوان.

خلال السنتين الماضيتين استخدم الإصلاح غزوان وصادق سرحان ضد كتائب أبي العباس، وعمل سالم والإصلاح على تقسيم اللواء إلى قطاعات وتعيين قيادات موالية لسالم في هذه القطاعات استعداداً للانقلاب على صادق سرحان، وهو ما يحدث اليوم في مدينة تعز.

وخلال الأيام الماضية ظهر أن صادق سرحان أو بكر صادق سرحان جمع من يناصرونه إلى الجهة الشمالية من المدينة، أي قطاع واحد نشر فيه أتباعه وعناصر غزوان ومن يقف إلى صفهم من العصابات في مدينة تعز استعداداً لمواجهة مرتقبة مع قوات حزب الإصلاح الأخرى بما فيها قطاعات اللواء 22 ميكا الأخرى، أي أن الإصلاح سيحارب صادق سرحان بقواته التي يقودها، في تصعيد متوقع قريباً ما لم يتم تغيير صادق سرحان أو الوصول معه إلى تسوية تنهي نفوذ نجله بكر والقبض على غزوان أو تصفيته وتفكيك العصابات التي يقودها أمراء الحرب الصغار وبقاء سرحان قائداً رمزياً للواء، بينما القرار لسالم.

الإصلاح في تعز لا يتخلص فقط من خصومه، بل حتى من أجنحة الحزب التي لا تنصاع لأوامر سالم الذي نصب نفسه كخامنئي إيران صاحب القرار الأول في الجيش ومؤسسات الدولة في المحافظة وسيبقى لصادق سرحان ونجله بعض الامتيازات.

فجر الخميس كشف عن حدة الاحتقان بين صادق سرحان وقوات الإصلاح، حيث كانت شرارة المواجهة قد اشتعلت بين الجانبين، غير أنه تم احتواء التصعيد، أو بالمعنى الحقيقي تم تأجيله.

هل ينصاع صادق سرحان ويسلم ما تبقى من اللواء وينهي سيطرة نجله بكر وأمراء الحرب الصغار الذين استخدمهم ضد أبي العباس أم أن تعز على موعد مع جولة جديدة من حروب الإصلاح التي تتوالى حسب مخططات ومشاريع الجماعة في تعز؟!